تُعد الطحالب مصدرًا للعديد من المنتجات في القطاعات الصناعية والغذائية والصحية والبيئية، كما أن هناك بعض الأنواع منها تزيل العديد من الملوثات، والأهم من ذلك كله أنها تنتج ما يقارب 80٪ من إنتاج الأكسجين في العالم من خلال التمثيل الضوئي، متجاوزة إنتاج الأكسجين من جميع النباتات الأخرى على الأرض.
قررت الطالبة منار السعيدية من كلية العلوم وفريقها العمل على مشروع “طحلب” الذي يقدم منتجات تعالج مشكلة عدم استغلال الطحالب المحلية وتكاثرها مما يؤدي إلى مشاكل في كثير من الجوانب… الحوار الآتي يقدم التفاصيل…
ما هي فكرة الفريق؟
تشير الطالبة منار السعيدية إلى فكرة الفريق التي جاءت للاستفادة من الطحالب الموجودة بكثرة في البيئة المحلية العمانية من أجل خلق قيمة مُضافة لها وذلك بتحويلها إلى منتجات مفيدة تخدم المستهلك على الصعيد الغذائي والصناعي والبيئي، وتقول: “كان التركيز على الطحالب بسبب كثرة انتشارها ونموها على أراضي السلطنة، حيث لاحظنا أنه بالرغم من الفوائد الكثيرة للطحالب وخباياها التي لا تزال تُكتشف إلى الآن إلا أنه يتم التخلص منها بدون أي فائدة ترجى.. من هنا قررنا تكوين فريق “طحلب””.
كيف بدأ الفريق؟
وعن فريقها تقول الطالبة منار السعيدية: “نحن فريق مكون من ستة أعضاء من طلاب وخريجي الجامعة، وهم: منار السعيدية، لطيفة الحرملية، زاهر العلوي، مصعب الغاوي، اليقين البلوشية، وسالم العبري. بدأنا الفكرة بمشاركة الفريق في مارثون منافع ٢٠٢٠ التابع لمركز عمان للموارد البيئية الوراثية الحيوانية والنباتية، وخرج الفريق من المارثون بحصيلة جيدة في مجال المشاريع وريادة الأعمال، إذ إنّ البرنامج أسهم في إثراء الأعضاء بالمعرفة من خلال الإرشاد المستمر من قِبل موجهين ومشرفين كُلٌّ حسب قِطاعه، ومن هنا قررنا إكمال المشروع في مختبرات الجامعة”.
هل من نتائج؟
تقول منار السعيدية: “توصل الفريق إلى نتائج مبشّرة بالخير وكما هي متوقعة، إذ إننا وجدنا إلى الآن عدة طحالب محلية ذات قيمة إضافية كبيرة، فهي تحتوي على الأحماض والبروتينات المُراد استخراجها، ولا زلنا إلى الآن نحاول اكتشاف أكبر قدر ممكن من الطحالب المحلية المفيدة”.
تطلعات مستقبلية
توضح منار السعدية أن فريق “طحلب” يسعى إلى تأسيس شركة محلية مستقلة مستدامة قادرة على إخراج منتجات إلى السوق المحلي، وذلك باستغلال الطحالب وتحويلها إلى قيمة مضافة، من خلال التعاون مع المؤسسات الحكومية كوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وهيئة البيئة، ومكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، إضافة إلى بعض الشركات في المجال البيئي كشركة بيئة، والشركات الرائدة في المجال الصناعي والغذائي.
تحديات
وتذكر منار السعيدية التحديات التي واجهها الفريق خصوصًا في الفترة الحالية مع وضع جائحة كورونا قائلة: “قد تكون الجائحة هي التحدي الأكبر بالنسبة لنا؛ إذ إننا لم نستطع كفريق الوجود دائمًا لمتابعة سير العمل في مختبرات الحاسب الآلي بكلية العلوم الزراعية والبحرية بالجامعة، ولكن حاولنا بقدر المستطاع الحضور متى ما تطلب ذلك. إضافة إلى شح المعلومات لأنواع الطحالب المتوافرة وأماكن توافرها وهذا ما جعلنا نستقصي الأنواع ونحاول الحصول على طحالب مفيدة بناءً على النتائج التي حصلنا عليها في المختبر بدون الاعتماد على مصدر للمعلومات، لذلك فإن حصولنا على نتائج لهذه الأنواع كان بمنزلة نقلة كبيرة للفريق”.
مع رؤية عمان٢٠٤٠
وفي ختام حديثها تعلق منار السعيدية قائلة: “يعمل فريق طحلب متماشيًا مع رؤية عمان٢٠٤٠، ويعتمد ذلك على المصدر المستدام للطحالب من البيئة المحلية. كما أننا لن نعتمد على الطحالب الموجودة فقط وإنما سنستزرعها للحصول على الكميات المطلوبة المُراد استغلالها، أما بالنسبة لعملية الإنتاج فهناك خطة قد وضعها الفريق لكل منتج على حدة من بداية إنتاجه حتى وصوله للمستهلك والانتهاء منه. كذلك فإن جميع مخلفات عملية الإنتاج مخلفات عضوية لا يمكن أن تسبب ضررًا على الإنسان أو البيئة، وسيتم استغلالها بطرق أخرى سنعمل بها بإذن الله”.