بحضور نحو 200 مشارك نظمت الجامعة، ممثلة في مكتب التعاون الدولي والمكتبة الرئيسية، حلقة عمل افتراضية دولية عن دور مؤسسات التعليم العالي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك بالتعاون مع مكتب منظمة اليونسكو للدول العربية في بيروت والدوحة، وتحت رعاية صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد – رئيس الجامعة.
وفي افتتاح الفعالية قالت صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد – مساعدة رئيس الجامعة للتعاون الدولي: “إن ما يجمعنا اليوم هو إدراكنا جميعًا للدور المحوري، والمتفرد الذي يمكن للجامعات أن تقوم به، والدور الريادي الذي يمكن لمؤسسات التعليم العالي بشكل عام أن تبادر به لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”، آملة أن تكون هذه الورشة انطلاقة فعلية لأن تبدأ مؤسسات التعليم في وضع برامج وخطط وأنشطة للعمل مع الحكومة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ما سَيُفضي إلى تحقيق رؤية عمان ٢٠٤٠.
كما عرجت الدكتورة آنا باوليني – مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي في الدوحة وممثل اليونسكو في دول الخليج العربي واليمن، على الدور المهم لمؤسسات التعليم العالي والتغييرات الإيجابية التي حصلت فيه. وتحدثت آمنة البلوشي – من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، عن ارتباط التعليم العالي بكافة مجالات الحياة، ودور التعليم في تحفيز التفكير النقدي والتحليلي الذي يهتم بإيجاد حلول للمشكلات المحلية والعالمية في مجال التنمية المستدامة.
وسعت الحلقة إلى الخروج بخطط عمل لتفعيل أهداف التنمية المستدامة في عدد من مؤسسات التعليم العالي في السلطنة وبما يتماشى مع تحقيق أهداف رؤية عمان 2040، إذ غطت عددًا من المواضيع المتعلقة بالتعليم العالي وأهداف التنمية المستدامة، وتطور التعليم العالي في سلطنة عمان والتنمية المستدامة، والتقرير الطوعي الأول للسلطنة لأهداف التنمية المستدامة 2030 وتفعيل دور الجامعات.
وشارك في حلقة العمل عدد من المتحدثين الدوليين، حيث قدم الدكتور أناس بوهلال – من مكتب منظمة اليونسكو للدول العربية في بيروت، محاضرة عن التعليم العالي وأهداف التنمية المستدامة، كما قدم الدكتور خلف العبري – من جامعة السلطان قابوس، عرضًا حول تطور التعليم العالي في سلطنة عمان والتنمية المستدامة ذكر فيه أن دور التعليم العالي من أجل التنمية المستدامة يكمن في تغيير وسائل وعمليات إنتاج المعرفة وتطبيقاتها البحثية، وفي الطريقة التي يتم بها تدريب الطلاب مما يجعل الطلاب والأكاديميين أكثر مسؤولية اجتماعيًا تجاه قضايا الاستدامة مدى الحياة.
فيما قدمت الدكتورة شريفة بنت حمود الحارثية – عضو الفريق الوطني للتنمية المستدامة ورئيسة فريق الهدف التاسع (منظومة الابتكار) للتنمية المستدامة 2030، التقرير الوطني الطوعي الأول للسلطنة لأهداف التنمية المستدامة 2030 وتفعيل دور مؤسسات التعليم العالي، متحدثة من خلاله عن محاور التنمية المستدامة وآليات التنفيذ مشيرة إلى دور الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كذلك استعرضت الحلقة تجارب الجامعات العمانية المختلفة مثل جامعة السلطان قابوس، وجامعة ظفار، وجامعة نزوى، وجامعة صحار، وجامعة مسقط.
وفي الختام قدم الدكتور أناس بوهلال والدكتور خلف العبري توصيات تمثلت في تشكيل لجنة وطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في قطاع التعليم العالي، وعقد لقاءات دورية بين مؤسسات التعليم العالي حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالتعاون مع المنظمات الدولية، إضافة إلى التخصيص في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة على مستوى الجامعات في السلطنة إذ يمكن اختيار عدة أهداف والتركيز عليها والعمل عليها في المراحل القادمة.
جدير بالذكر أن جامعة السلطان قابوس حرصت على إدماج أبعاد وأهداف التنمية المستدامة في خططها وإستراتيجياتها ومن بينها مواءمة خطتها الإستراتيجية 2016 – 2040 مع رؤية عمان 2040 مما يعكس جدّية شديدة من قبل الجامعة في تنفيذ تلك الأهداف ورصد الموازنات وتصميم البرامج والسياسات الكفيلة بتحقيقها على المديين المتوسط والطويل في عدد من المبادرات مثل طرح مقررات دراسية تخدم أهداف التنمية المستدامة، وتنفيذ عدد من البحوث العلمية التي تعزز تفعيل هذه الأهداف في المجتمع الجامعي والمحلي، والمشاركة في عدد من المؤتمرات الدولية المعنية بتحقيق الأهداف المستدامة.