X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

إنَّ الكَواكِبَ في التُّرابِ تَمورُ

قالوا سيكتبون.. سيكتبون عن ذلك الفقد الذي داهمنا في السادس والعشرين من يناير لعام 2021، حين ضجَّ الخبر، ورُزئت قلوبنا، كما كتبت زميلته في العلم والتدريس المكرمة الدكتورة ريّا المنذرية في حسابها على تويتر واصفة وجع جميع من عرفه أستاذًا عزيزًا: “رُزئت قلوبنا بفقدك العظيم أستاذنا العزيز، نعزّي أسرتك وأنفسنا وطلبتك.. دور العلم ومحاربيه.. قاعات التدريس وزواياها.. قلوبنا الثكلى المثقلة بوجع فقدك، التي ستحملك في أعماقنا دعاءً صادقًا بحجم أثرك العظيم الذي صنعته خُطاك الوثّابة للخير، د. سليمان.. وداعًا”، وداعًا دكتور سليمان الغتامي بكل الحبِّ والتقدير والدعوات الصادقة.. وداعًا بأقلام قلوب عرفتك كوكبًا في سمائها، علمًا وأخلاقًا وبشاشة وعطاء، ورثتك اليوم بوفائها وحنينها، أخًا وصديقًا وأستاذًا كريما.. قالوا سيكتبون، وهذهِ كلماتهم وحكاياتهم..

 

 

إعداد وتحرير: خلود البوسعيدي

 

الرابع والعشرين من يناير: “أحييكم من القاهرة الباهرة”!

د. محمد جمال صقر – أستاذ مشارك بقسم اللغة العربية وآدابها – كلية الآداب والعلوم الاجتماعية

“والموتُ نَقّادٌ على كَفِّه جَواهرٌ يَختارُ مِنها الِجيَادْ” -ابن النَّبيه المصري (619=1222).

“منذ بضع سنوات شارك أخي الحبيب الدكتور سليمان الغتامي – رحمه الله، وطيب ثراه! – في أحد المؤتمرات الماليزية، وهناك لقيه أخي الحبيب الدكتور الفارس محمد عثمان الذي أرسل إليّ من فوره قائلا: شممتُ فيه رائحتك! أَلَا ما أَعلَقَ الرائحةَ الواحدةَ بأخوين اتصلت بينهما صحبة طيبة كالتي اتصلت بيني وبين الدكتور سليمان الغتامي – رحمه الله، وطيب ثراه! – منذ شارك في كتاب “مهارات اللغة العربية (1)”، الذي أشرفت عام 2012 على تأليفه لقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية من جامعتنا الحبيبة!
لقد تحمل من هذا الكتاب عبء قسمه التربوي، فأفاض عليه من روحه المتواضعة للعلم المتحمسة للإصلاح القريبة من الطلاب، هذه الروح التي حفزته دائما إلى أن يَعرض عليّ ما يشكل عليه من أساليب العربية، محتفيا بما أقترحه أو أدله عليه. ولقد كان آخر ما اتصل بيننا من ذلك في الثامن من يناير، ثم انقطع الاتصال مدة أقلقني عليه في أواخرها بعضُ تلامذتنا المشتركين؛ فراسلته ببرنامح الواتس في الرابع والعشرين من يناير أقول له بعد السلام: “أحييكم من القاهرة الباهرة! طمئنوني على أحوالكم؛ فقد أقلقني عليكم بعض أحبابكم”! ولم يُشر البرنامج على وفق نظامه إلى تسلم الرسالة، وكيف يتسلمها من اشتغل عنها بالاستعداد للقاء الرحمن الرحيم، المسؤول وحده أن يجمعنا معا في مستقر رحمته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، “وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا”، صدق الله العظيم!”.

 

 

“لقد تأخرت عن الموعد كذا دقيقة..” 

 

 

د. محسن السالمي – أستاذ مشارك بقسم المناهج والتدريس – كلية التربية

“الفقيد العزيز والصديق الوفي أبا الأزهر الذي لا يفارق مخيلتي”

“رأيته في منامي في اليوم الثاني من انتقاله إلى رحمة ربٍّ كريم، وكأننا معًا نركب سيارة، وقد خرج من المستشفى وهو يعلم بالمصير الذي ينتظره، فلم يبدُ عليه حزن أو جزع.

لقد بدأت معرفتي بأخي وصديقي العزيز الدكتور سليمان الغتامي – رحمه الله تعالى – حين عُينت معيدًا في جامعة السلطان قابوس في عام 1991، في كلية التربية بقسم المناهج والتدريس، توطدت أخوَّتنا حين درسنا في مرحلة الماجستير في الجامعة نفسها، وقدر الله تعالى أن نكون معًا في دراسة الدكتوراه حين أُرسلنا إلى المملكة المتحدة، فسكنا معًا في شقة واحدة في السنة الأولى، ثم تجاورنا حين اصطحب كلٌّ منا أسرته، ثم شاء الله تعالى أن نسكن في المرحلة نفسها في محافظة مسقط.

    وصدق من قال:

لا تمدحنَّ امرًا حتى تجرِّبه       ولا تذمنَّه من غير تجريب

إن الرجال صناديق مقفَّلة          وما مفاتيحها إلا التجارب

    لقد كانت تجربة ثرية كشفت لي عنه الآتي:

  • شخصيته: اتصف – رحمه الله – بنقاء القلب، ودماثة الخلق، وطيب المعشر، لا تراه إلا مبتسما، طبعه هادئ، حتى أن هدوءه وبرودة أعصابه كانت تثير أعصابي أحيانًا، ما رأيت على وجهه غضبًا، وما سمعت لصوته صراخًا، ومن الموافق الشاهدة على ذلك، حين كنا في الدراسة في مدينة إدنبرة باسكتلندا، دعانا أحد الإخوة في الشمال لزيارته، فذهبنا أربع عوائل في أربع سيارات، وكان يومها الطقس باردًا، والشوارع زلقة بسبب الصقيع، وكنت أسير بسيارتي خلف أخي د. سليمان، وظهرت أمامنا على الشارع تحويلة، مما اضطره إلى تخفيف السرعة، فداس على فرامل سيارته، فتفاجأت بالموقف، فما وجدت نفسي إلا وقد اصطدمت بسيارته من الخلف، فتأثرت سيارته وسيارتي، فاضطررنا إلى العودة إلى منزلينا، فلم أر على وجهه غضب، ولم يبد امتعاضًا، ولم يوجه إلي كلمة فيها شيء من التأفف.
  • تمكّنه من فنه: هو في فنه وتخصصه متمكن، يتصف بالاجتهاد والمثابرة والصبر، وكان غاية في الدقة، فحين يراجع عملا أسند إليه فإنه لا يمرر شيئا يتعلق بقواعد اللغة العربية وبلاغتها إلا وأشار إليه، وكان لا يتردد في تقديم المساعدة، وكنت كثيرًا ما أرجع إليه حين يشكل عليّ أمر في اللغة، فأجد منه الجواب الشافي، وكان إذا شك في الإجابة يرجع إلى المعلومة من مصادرها، ومن ثم يطلب مني تعديلها.
  • مهنته وأمانته: لقد كان لمهنته مُحبًا، وفي عمله مخلصًا وأمينًا، يحرص كل الحرص على وقت المحاضرة واستغلال دقائقها وثوانيها في المفيد، وكان يتابع طلابه بدقة، ويوجِّه إليهم التغذية الراجعة حين يُقيِّم أعمالهم، وكان ودودًا معهم، يحترمهم ويحترمونه، ويقدرهم ويقدرونه.
  • مواعيده: لقد خبرته دقيقًا في مواعيده، فما عهدته تأخر عن موعد، سواء أكان ذلك في عمله أم في حياته العامة، فحين أتفق معه ليمر عليّ للذهاب إلى مكان ما، أحرص أن أكون جاهزا في الموعد الذي حدده، وإذا كنت أنا الذي سأمر عليه أجده ينتظر عند الباب، وإذا تأخرت عليه ولو قليلا يعاتبني، ويقول لي: لقد تأخرت عن الموعد كذا دقيقة.

لقد كان لرحيله أثر بالغ في نفسي، فسأفتقد بشاشة وجهه، وحسن صحبته، وفائدة علمه، تغمده الله بواسع رحمته، وجمعني به في دار كرامته”.

 

كان المقدام والمبادر والمرجع والموئل

د. خميس الفهدي – مدير بالمراسم السلطانية – ديوان البلاط السلطاني

“إنه صباح يوم الثلاثاء الثاني عشر من جمادى الآخرة السادس والعشرين من يناير، كان صباحا مرًّا عليّ ورفاقي في مجموعات خريجي الدفعة الأولى لجامعة السلطان قابوس مع نبأ وفاة الأخ والزميل العزيز الدكتور سليمان الغتامي- عليه رحمة الله، إنه نبأ مفجع وقاسٍ ومؤلم على النفس حقًا لنا وكل من يعرف الدكتور الجميل الرقيق الذي غادرنا بلا وداع وفاجأنا برحيله، وكسر قلوبنا وخرجت دموعنا صامتة من الحرقة لفراقه، آهات تحمل مشاعر كلها حزن وألم، لقد عاشرناه 34 عامًا وكم كانت الذكريات بيننا، كان المقدام والمبادر والمرجع والموئل إلينا في كل ما يصعب علينا، كان بارعًا في كل علوم اللغة وكذلك أمور الحياة، وكان من يسعدنا في المجموعة “الواتسابية” التي تجمع كوكبة من فطاحلة وجهابذة اللغة، وكأن اليوم خسرت وسقطت من عقده لؤلؤة!.

كان يسعدنا بروحه الوثَّابة والمرحة الرائعة وشخصية بالكاريزما التي تزينه، وقلبه الطيب مع دماثة الخلق التي يتمتع بها؛ حقيقة لا أعرف نعزي من في هذا المصاب الجلل؟!

فارقنا وقد ترك إرثًا كبيرًا في كل مكان بين أهله وزملائه ورفاقه، حتى جدران وردهات كلية التربية بالجامعة التي انطلق منها وتربع فيها طوال سنوات عمله تئن لفراقه، ناهيكم عمن نهل من علمه وما زال، لقد ترك إرثه الكبير في كل مكان علمًا وخلقًا وذوقًا ووفاءً وإخلاصًا! هكذا اقتضت مشيئة الرحمن أن يغادرنا لمحطة أخرى جميعنا سائرون إليها، ولا ملاذ اليوم لحزننا سوى الدعاء والتضرع إلى الله بأن يتغمد فقيدنا العزيز برحمته وأن يطرح الصبر الجميل على أهله وولده وكل من يعرفه، كما نسأله جلت قدرته أن يطيب خاطر كل موجوع، ويريح بال كل مهموم، ويطمئن قلب كل حزين على فراقه”.

 

وتأسر قلب كل من يقترب منه!

د. عبدالله الهاشمي – أستاذ مشارك بقسم المناهج والتدريس – كلية التربية

“بدأت معرفتي بالأخ العزيز د. سليمان الغتامي – رحمه الله – حين كنا طالبين في تخصص اللغة العربية بكلية التربية بالجامعة في نهاية الثمانينيات من القرن المنصرم؛ نسجت تلك البداية خيوط علاقة متينة؛ وطدها الفقيد الراحل بخلقه الجم، ومراعاته، ولطفه، فاستحالت أخوة صادقة؛ وتجذرت مع تزاملنا في دراسة الماجستير ثم الدكتوراه، ونمت دوحةً مدت ظلالها الوارفة في عملنا بقسم المناهج والتدريس.

تمتع – رحمه الله – بشمائل راقية تجذب إليه كل من يلقاه، وتأسر قلب كل من يقترب منه! عرفته مجدًّا مجتهدًا، حريصًا على وقته، ملتزمًا بمواعيده، وفيًّا بوعوده، جادًا في إتقان عمله، شغوفًا بالمعرفة، لا يأنف من السؤال، ولا يمل من الاطلاع.

زانه عشقه للغة العربية، واعتزازه بها، وسعيه إلى غرس حبها في قلوب طلابه، وتفانيه في صقل مهاراتهم في تدريسها ومع ذلك كان رفيقا بهم، لطيفا في معاملتهم، يأخذهم بالتدرج، وحسن التعامل، لا يترك لأي منهم عملا دون قراءة متأنية فاحصة، ليضع ملاحظاته، وتوجيهاته، ومقترحاته، مع إرشاد ونصح وحسن متابعة؛ سواء في ذلك مذكرات التحضير، والبحوث، والتقارير، والملخصات، وخطط البحث، وأدواته، وفصول الرسائل العلمية، وغيرها.

تشهد له قاعات المحاضرات ومعامل التدريس ومدارس التربية العملية، إذ كان ينشر فيها العلم ممزوجا بالعمل، والتوجيه والنصح ممزوجا باللين وحسن التناول.

منحه هدوؤه ولطفه وتواضعه الجم ودماثة خلقه وحسن حديثه وتفانيه في أداء عمله حبًا في قلوب زملائه وطلابه على السواء، فكان لا يتحدث إلا ليبدي رأيا، أو يبين أمرا، أو يعرض نصحا؛ مقدما بين يدي حديثه ما يلطفه، مؤكدا أنه رأيه إن أخذ به فحسن.

وكان لا يرد طالبا يسأل، أو راغبًا في نصح أو مشورة، ولا يتعلل بكثرة المشاغل وضيق الوقت، بل يجيب من قصده، ويعطيه حاجته، ولذلك أحبه من عرفه محبة مغلفة بالاحترام والتقدير.

فيا أيها البشوش وجها، الطيب نفسا، الطاهر قلبا، الصافي سريرة، الدمث أخلاقا، المؤنس حديثا، اللطيف معشرا، المخلص الوفي أستاذا، الناصح الصادق مربيا ومرشدا، طابت لنا بقربك الحياة، فرحمك الله، وأحسن إليك، وأجزل لك الثواب وإلى لقاء في ظلال رحمة الله ومغفرته ورضوانه”.

 

كان أحد صناديد اللغة العربية

د. فاطمة البوسعيدية – أستاذ مشارك في قسم المناهج والتدريس – كلية التربية

” ”إنا لله وإنا إليه راجعون” إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك يا أستاذنا سليمان لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.

إن مصاب كلية التربية عظيم جللّ؛ فقد فقدت قامة علمية متوهجة، وطاقة متدفقة بالحب والخير والعطاء. فلا يمكنني الحديث عن أفضال أستاذنا الدكتور سليمان الغتامي – رحمه الله – في كلمات معدودة؛ فقد كان أحد صناديد اللغة العربية، والمهتمين بشؤون تعليمها وتعلمها، وكان حريصًا في جميع مواقفه على إعلاء شأنها، وله صولات وجولات في المحافل المحلية والعالمية دفاعاً عن اللغة العربية وأهمية نشرها وتعليمها.

وفي مجال التعليم، فهو المعلم المربي المخلص الأمين؛ المحب لعمله، الشغوف بكل جديد فيه، المثقف القدير المتمكن من تخصصه، حمل أمانة التربية والتعليم وأصبحت شغله الشغال. وهو لطلبته الأب المحب الرحيم الحاني؛ فتهافت عليه قلوب طلابه محبة وإجلالًا وتقديرًا. جمع في تعامله معهم بين الجد والتسامح؛ فكان وطنًا لقلوبهم إذا تعسّر عليهم شيء، ومهوى أرواحهم إن حيّرهم أمر. تراه يقضي الساعات الطوال مع طلبته إرشادًا وتوجيهًا، يسعى لقضاء حوائجهم العلمية، ويشرف على أبحاثهم ودراساتهم التخصصية، يتجاوب مع قضاياهم، ويتواصل معهم في الليل والنهار، دون كلل أو ملل، لا يشغله عنهم شاغل، ولا يحول بينه وبينهم حائل.

وإذا ما تحدثنا عن د. سليمان الغتامي الأخ والزميل، فهو الخلق الرفيع، وهو الصفاء والنقاء ودماثة الأخلاق، صاحب القلب الكبير، الطيب، النقي، الخيّر، السّمح، الفذ، المتواضع، المرحاب، المحب للخير، نقي السيرة والسريرة. كان طلق الوجه، مشرق المحيا، تسطع البشاشة دائما في محياه، لا تراه يحدثك إلا باسمًا متهللًا، يبعث النشاط والحيوية في كل الأرجاء، يبث عبق روحه السمحة النقية في كل الأنحاء، له حس من الفكاهة والظرافة يبثه في حديثه بذكاء عظيم، يعمل في صمت وهدوء، يبعد نفسه عن ضجيج الاختلافات، لا يحب الجلبة، ولا الشهرة، يخجلك في تعامله معك بكرمه وتواضعه، كان بحق جامعة في الأخلاق، ومنظومة فكرية في التعامل مع الآخر، وقدوة في الإيثار والتضحية.

رحل عن عالمنا بهدوء وصمت دون وداع، رحل وبقيت مآثره الحميدة، ومواقفه العظيمة الخالدة فينا وفي طلابه، تاركًا إرثًا من الأعمال العلمية، ومن المناقب الحميدة التي تعلمناها منه لتبقى شاهدة له إلى أبد الآبدين. فسلام لروحك الطاهرة النقية أيه النقي، ونسأل الرحمن أن يجمعنا بك في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر”.

 

كان عالمًا كريمًا سمحًا بشوشًا مرحًا

سيف الرمضاني – مستشار لرئيس مجلس الدولة سابقًا

يقول الرسول الكريم صل الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له). ولعل المغفور له بإذن الله الأخ الدكتور سليمان الغتامي – ولا نزكي على الله أحدًا- أحد أولئك الذين تركوا بعد مماتهم هذه الأعمال الثلاثة ليذكروا بها. فكثيرًا ما كان يبادر لأعمال الخير، وما أعرفه عنه أنه كان عضوًا نشطًا في جمعية القرآن الكريم، ومساهمًا في إنشاء المركز الثقافي ومدرسة القرآن الكريم والمجالس العامة بقريته. وفي مرضه وبعد وفاته ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات طلابه وطالباته في مختلف المراحل الجامعية يذكرون مناقبه وصفاته وأفضاله عليهم ويدعون الله له بالرحمة والمغفرة وحسن الجزاء.

عرفت المرحوم منذ الطفولة فهو أحد أبناء قريتي سرور وزاملتهُ خلال المرحلة الجامعية والماجستير في جامعة السلطان قابوس وكذلك مرحلة الدكتوراه في أدنبره بالمملكة المتحدة. وفي أدنبره، كان بيته – رحمه الله – مقصد الطلبة العمانيين الدارسين هناك وكذلك الخليجيين حيث كنّا نلتقي على فترات لديه فيغمرنا ببشاشته وكرمه المعهود، كما كان كثيرًا ما يبادر لاستقبال الطلبة والطالبات الجدد في المطار ليأخذهم لمقر سكنهم.

أذكر أنني استقبلت معه ومع الدكتور راشد العبري في مطار أدنبره معالي الدكتور يحيى المنذري، وزير التعليم العالي، آنذاك ومعالي درويش البلوشي، وزير المالية، وعددًا من المبعوثين. وفي بلاد الغربة كان يحرص على أن تلتقي الأسر العمانية ببعضها، فيبادر مع زملائه إلى تنظيم رحلات شهرية لقضاء يوم كامل في الحدائق والمتنزهات تجتمع فيه الأسر ويمرح الأطفال ويقوم الرجال بإعداد وجبات الشواء.

لقد كان – رحمه الله – عالمًا كريمًا سمحًا بشوشًا مرحًا قريبًا لكل من عرفه. نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة والرضوان، ولأهله وزملائه جميل الصبر والسلوان”.

 

فلتهنأ روحك في أنوار الله ورحمته

سنظل فردًا فردًا طلبة وزملاء ندعو مع من دعا: “أخي سليمان فليتغمد الله روحك مع الكرام البررة، فحقًا عرفناك أخًا حول من الألم أملا، واحتوى أسرته وطلبته وأحبته بنور المستنيرين بكلمات الله وهدي مصطفاه فكانت سيرتك التقوى والتمعن والتأمل والابتسام، ثم الانطلاق بنور الثقة واليقين فلتهنأ روحك في أنوار الله ورحمته ورضاه أختك التي تدعو لك: مريم الزعابية“.

ونهتف مستبشرين بمنزلك عند الرحمن الرحيم كما قال أخوك سعيد الظفري:

“أبشر سليمان إذ لبيت داعيه    *  ربًّا سيكرم من قد تاق إذ رفعا

كل القلوب التي قد كنت تعشقها  *  كل الأنام بحب الله فيك دعا

رباه رحمتك الكبرى له وسعت   * رباه ضيفك أكرم إذ دعوت سعى”

 

 

About the Author

Dnngo Company

بوابة أنوار الإخبارية