في إطار النشاط العلمي لقسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس، واهتمامه بتفعيل حلقات النقاش العلمية حول عدد من القضايا التاريخية ذات الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ نفّذ القسم الحلقة النقاشية الثانية لفصل الخريف 2020، وكانت بعنوان: “النفوذ البرتغالي في سواحل شبه الجزيرة العربية في القرن السادس عشر وموقف الدولة العثمانية منه”.

قدّم موضوع الحلقة النقاشية الباحث أسامة طلافحة، طالب دكتوراه بقسم التاريخ، وشارك في النقاش أعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا، وطلبة الدراسات الجامعية الأولى، وأدار الحلقة النقاشية الدكتور إبراهيم البوسعيدي الباحث المختص بالدراسات البرتغالية في منطقة الخليج.

استعرض الطلافحة الملامح العامة للنفوذ البرتغالي في سواحل جزيرة العرب، بدءًا من سيطرة القائد البرتغالي البوكيرك على جزيرة سقطرى 1507م، واتخاذها حصنًا برتغاليًّا لشن الهجمات على سواحل جزيرة العرب، وانتهاء بالساحل الشرقي.

تضمنت الحلقة النقاشية ثلاثة محاور رئيسية: الدوافع الرئيسية للسيطرة البرتغالية على سواحل جزيرة العرب، المراكز البرتغالية التي أقامها البرتغال على طول تلك السواحل، وموقف الدولة العثمانية من هذا النفوذ البرتغالي. وقد اعتمد الباحث في طرح الموضوع على مصادر أولية تمثلت في استخدام وثائق الأرشيف العثماني التابع لرئاسة الوزراء التركية في إسطنبول، وكذلك الوثائق البرتغالية المترجمة للغتين الإنجليزية والعربية ضمن موسوعة Portugal in the Sea of Oman التي نشرتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

خلص النقاش إلى مجموعة من النتائج من أهمها أن التنافس الإقليمي والدولي على هذه المنطقة بقي مستمرًا منذ القرن السادس عشر وحتى التاريخ المعاصر، وهو ما يبرز – بما لا يدع مجالاً للشك – القيمة الجيوإستراتيجية للمنطقة، ويفسر النفوذ المتعاظم للقوى الكبرى الإقليمية والدولية، وتعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي الحالي في المنطقة.