كتب: المختار الرحبي
ضمن برنامج موسمها الثقافي نظمت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية محاضرة بعنوان “تطور نظام الحكم في عمان” قدمها الدكتور محمد بن خلفان اليحيائي، كاتب وإعلامي وباحث مهتم بالأدب والدراسات التاريخية والسياسية.
سعت المحاضرة إلى بيان أهم ملامح التطور في الأطوار المختلفة التي مرت بها عمان عبر تاريخها الممتد. حيث بدأ الدكتور محمد اليحيائي حديثه بمقدمة عن حكم القبيلة قديما في عمان وقال: “في 1650م فترة قيام الإمامة الإباضية الأولى، عرفت عمان شكلا من أشكال الدولة، لكنه غير محدد السمات، وليس له خصوصية مرتبطة بالمكان”.
وعرج القول إلى أن: “في الألف الثاني قبل الميلاد شهد ميلاد حكم السلالة العربية الذي سيستمر حتى يومنا هذا، وذلك بعد هجرة قبائل الأزد إلى عمان أي في منتصف القرن الثاني الميلادي”.
وعن الحكم ما قبل الإسلام قال الدكتور اليحيائي: “حكمت عمان قبل الإسلام أسرتان، هما أسرة آل مالك بن فهم وأسرة آل الجلندي بن أبي معولة بن شمس، وأول إمام منتخب في تاريخ عمان بعد الإسلام هو الإمام جلندى بن مسعود وهو ينتمي إلى أسرة يعود تاريخ حكمها إلى حقبة ما قبل الإسلام. أي أن مبدأ الحفاظ على سلالة أو قبيلة أو أسرة للحكم هو مبدأ قديم وراسخ في عمان”.
كما ذكر الدكتور محمد عددا من خطوات الانتقال من إمامة التوريث إلى السلطنة الوراثية، وتطرق كذلك لذكر الأسباب التي أسهمت في تطور نظام الحكم منذ قيام الدولة اليعربية.
وفي ختام المحاضرة وضّح الدكتور محمد أن السلطنة الوراثية وقبلها إمامة التوريث، رسختا مبدأ توريث الحكم على مدى عقود طويلة رغم ذلك، ومن وجهة نظره، لم يتمكن نظام الحكم من إيجاد آلية ثابتة وواضحة لهذا التوريث، وقد بقي هذا النظام دون نص دستوري تشريعي إلا بعد مرور 372سنة، وتحديدا مع صدور النظام الأساسي للدولة عام 1996م المادة الخامسة من الباب الأول.