كتب: هزاع الهنائي
جاءت الجلسة الخامسة من سلسلة فعاليات الموسم الثقافي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية تحت عنوان “دور التراث الثقافي في تعزيز السياحة المحلية” للتعريف بالمكون الثقافي، وإبراز عناصره وأهميته وطرق استدامته وآليات تعزيز الاستثمار فيه.
استضافت الجلسة الدكتور يعقوب البوسعيدي، أستاذ مساعد بقسم السياحة بجامعة السلطان قابوس، وعبدالله الذهلي، مدير عام مساعد دائرة تطوير المواقع والمنتجات بوزارة التراث والسياحة، وأيوب البوسعيدي، مدير دائرة الآثار المغمورة بوزارة التراث والسياحة، وبدر الذهلي، أكاديمي ومدير دائرة الدراسات بكلية عمان للسياحة، وفهد الحسني، مدير متحف بيت الزبير. وحاور الضيوف الدكتور حمد المحرزي، رئيس قسم السياحة بجامعة السلطان قابوس.
وفي بداية الجلسة تحدث الدكتور يعقوب البوسعيدي عن ماهية وأهمية المكون الثقافي، معرفًا إياه بأنه نتاج أفراد مجتمع أو جماعة في بيئة محددة عبر العصور المختلفة سواء أكان ماديا كالقلاع والأفلاج أم غير مادي كاللغات والعادات والتقاليد، وموضحًا أهمية التراث الثقافي في عدة جوانب أهمها الجانب البحثي والتعليمي والاجتماعي والنفسي والاقتصادي. ولخّص الدكتور يعقوب البوسعيدي استدامة المكون الثقافي ووضعها في 4 جوانب، هي: الجانب البيئي من حيث حماية البيئة الثقافية، والجانب الاجتماعي الثقافي من خلال توثيق التراث كي لا يفقد، والجانب الاقتصادي وهو ضمان العائد المادي لصيانة مكونات السياحة الثقافية، وأخيرا جودة التجارب السياحية لنيل رضا السائح وضمان عودته للموقع.
من جانبه تحدث أيوب البوسعيدي عن عناصر المكون الثقافي في سلطنة عمان، وفصّلها بشقيه المادي وغير المادي، حيث يتفرع المادي للمنقول وهو ما يمكن نقله مثل التحف والأسلحة القديمة وغير المنقول وهو ما يستحيل نقله من القلاع والحصون والأفلاج. وذكر أيوب البوسعيدي أن في السلطنة أكثر من 500 برج وقلعة وحصن مشيرًا إلى ما تخطط له الوزارة من مشاريع وأبحاث في هذا النطاق.
فيما تطرق عبدالله الذهلي لمحور تحويل المكون الثقافي من مصدر ثقافي إلى منتج ثقافي سياحي، وذكر أن لوزارة التراث والسياحة خطط طويلة الأمد لتحويل المواقع الأثرية من قلاع وحصون وغيرها إلى مواقع منتجة سياحيا ولها عائد مادي، ذاكرًا جهود الوزارة بإطلاق مشروع تطوير القلاع والحصون في عام 2000، والذي يهدف لتحويل المنتج الثقافي لموقع منتج اقتصاديا، وتم خلال المشروع تطوير 9 مواقع. كما تحدث عبدالله الذهلي عن الإستراتيجية العمانية للسياحة 2040 وإطلاق مبادرة التجارب السياحية التي تهدف إلى تقديم تجارب سياحية عمانية، مؤكدًا على أهمية إشراك المجتمع في بناء التجارب السياحية كما حدث في مسفاة العبريين.
وفي أهمية السياحة الثقافية للمنتج الثقافي وللمجتمع قال بدر الذهلي أن السياحة الثقافية تمثل ما يقارب 10% كعنصر جذب من المجمل العام لعدد السائحين على مستوى العالم. وذكر أن السياحة الثقافية تعد أداة تنموية، مشيرًا إلى إعادة تنمية حارة العقر في نزوى والتي يقدر عمرها بـ400 عام بالسياحة الثقافة التي جمعت جميع العناصر حتى نتجت الآن حارة متكاملة فيها حركة سياحة كبيرة. وتحدث أيضا عن إمكانية إبراز السياحة الثقافية من خلال إقامة المهرجانات والندوات. كما مثّل بدر الذهلي في نطاق التجارب السياحية بتجربة رمال بدية في الجانب البدوي، وتجربة تجهيز البيوت القديمة التي تحاكي الواقع التراثي للسائح في ولاية الحمراء. ولتعزيز الاستثمار في المصادر الثقافية والاستفادة منها سياحيًا تحدث الذهلي عن تعزيز التجربة السياحية لتتوافق مع متطلبات السائح، مؤكدًا على وجود حاضنات للأعمال التي تختص بتطوير المواقع باحتواء المواطنين الذين يرغبون بالمساهمة في هذا النطاق.
وتحدث فهد الحسني عن دور وأهمية المتاحف في تعزيز الثقافة للسائح المحلي وعرّف المتحف بأنه مقر دائم لخدمة المجتمع وتطويره ومكان مفتوح لحفظ وجمع المقتنيات وعرض التراث الإنساني. وذكر الحسني أهمية الفعاليات المرتبطة بالمناسبات العامة في جذب السائح المحلي وتعزيز السياحة الثقافية من خلال المتاحف مثل فعالية اليوم العالمي للمتاحف. كما تحدث عن إطلاق متحف بيت الزبير لخمسة مختبرات تسعى لاستهداف شرائح معينة في المجتمع مثل الشباب والطفل، والمجالات مثل الفنون والشعر وغيرها. والآن أصبح للمتحف مختبر سادس يُعنى بترجمة الكتب لإتاحتها للسائح المحلي عبر المتحف.