كتب: المختار الرحبي
ضمن برنامج موسمها الثقافي، نظمت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية حلقة نقاشية افتراضية بعنوان: “الجائحة والعلوم الإنسانية: رؤى متقاطعة”. هدفت إلى فهم وتفسير أثر جائحة كورونا على البنى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالمجتمع، وكيفية حماية المجتمع زمن الجوائح.
شارك في الحلقة النقاشية الأستاذ الدكتور محسن بوعزيزي، كاتب وباحث وأستاذ علم الاجتماع بالجامعة التونسية، والدكتور حميد الهاشمي، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة العالمية بلندن، والباحث الفلسطيني الدكتور محمد مرقطن، أستاذ متخصص في لغات وحضارات الشرق القديم، والدكتورة منيرة حجيج، أستاذ الآداب الإنجليزية المساعد بقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بالكلية، والدكتور عبد الجبار الشرفي، أستاذ الترجمة واللغويات المساعد بقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بالكلية. وأدار الحلقة النقاشية الدكتورة فتحية بنت عبدالله الراشدية، مساعدة العميد للدراسات الجامعية.
حملت الورقة العلمية الأولى عنوان: “الجائحة: مخبرا اجتماعيا”، تحدث الأستاذ الدكتور محسن بوعزيزي عن الأفكار العلمية نتاج الصدمات، وعلاقتها بمجتمع ما قبل الجائحة ومجتمع ما بعدها. مشيرا إلى أن الظاهرة نبهتنا إلى إطارات معرفية جديدة نمتحن فيها ثقافتنا وأفعالنا في مجتمعاتنا.
وفي الورقة العلمية الثانية بعنوان: “توظيف الذكاء الاصطناعي في مكافحة فيروس كورونا”، استعرض الدكتور حميد الهاشمي النموذج الصيني وتوظيفه للذكاء الاصطناعي في مكافحة فيروس كورونا. مشيرا إلى أن النموذج الصيني يعد نموذجا ناجحا بنسبة كبيرة في التعامل مع هذا الفيروس. ابتداء من عمليات الحظر القسري إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في الحد من انتشار الفيروس.
وكانت الورقة العلمية الثالثة بعنوان: “الأوبئة وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية في العصور القديمة” للدكتور محمد مرقطن، استعرض فيها ما مرت به الحضارات القديمة من أوبئة مثل طاعون جستنيان عامي ٥٤١ و٥٤٢م، والموت الأسود عام 1348 للميلاد. مشيرا إلى أن مسائل الحجر الصحي لها وعي مبكر منذ مئات السنين، وتظهر صور الإرباك والخوف والهلع من الأوبئة المتفشية. وقد استطاع الإنسان قديما أن ينقل لنا تلك الصور التي نراها اليوم تتكرر خلال هذه الجائحة، عبر النصوص والكتابات المسمارية وأخرى سبئية.
وفي الورقة العلمية الرابعة بعنوان: “الأوبئة والمواجهة الثقافية” استهلّت الدكتورة منيرة حجيج حديثها مدافعةً عن فكرة مفادها أن اللقاح موجود في الثقافة والمعرفة، وهذا اللقاح في جانب منه لا يوجد فقط في البيولوجيا بل في التعليم والثقافة والمجتمع. وقالت: من هذا المنطلق، اتجهنا نحن وطلابنا في المنهج إلى قراءة أدب الجوائح من الأدب العالمي، كرواية الحب في زمن الكوليرا، ورواية الوباء. واستكشاف كيف نقل هذا الأدب آثار الجوائح وتأثيراتها الثقافية والاجتماعية.
وفي الورقة العلمية الأخيرة بعنوان: “تقييم جودة الترجمة في عصر الكورونا”، تحدث الدكتور عبد الجبار الشرفي عن التحدي الكبير الذي واجه الترجمة خلال جائحة كورونا، وما تتطلبه هذه الجائحة من سرعة فائقة في الترجمة الشفوية والكتابية، والكم الهائل من البيانات المتعلق بها. وهو ما أدى إلى وجود نقص في أعداد المترجمين وحاجة ماسة لمترجمين متطوعين، وتحقيق التوازن بين متطلبات الترجمة المستعجلة، وجودتها.