X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

الشباب العماني: سواعد تبني الوطن

“إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها”.

من خطاب جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم

 

• شباب الجامعة:
– الثقة في مهاراتنا تدفع عجلة التنمية والابتكار وتنويع الاقتصاد
– بآرائنا وتطلعاتنا سنسهم في جعل عمان في مصاف الدول المتقدمة
– المؤسسات التعليمية تصقل شخصياتنا وقسم العلوم السياسية يهدف لتخريج طلبة قياديين

 

لأنهم السواعد التي تبنى هذا الوطن، ما هو دور الشباب القيادي في النهضة المتجددة؟ وكيف يتم تهيئتهم، وهل يستفيدون من خبرات من سبقوهم، ماذا عن أدوارهم المتوقعة خلال المرحلة القادمة؟ كل هذه الأسئلة نطرحها في “يوم الشباب العماني” الذي يصادف السادس والعشرين من شهر أكتوبر من كل عام.. فتابع الاستطلاع الآتي:

المنذر البريكي

 

ما هو المطلوب لتهيئة الشباب من أجل تفعيل دورهم القيادي في النهضة المتجددة؟


يقول المنذر بن سالم البريكي: “إن الشباب هم ثروة الوطن وعليهم تعقد الآمال والطموحات، فهم اللبنة الأولى وهم الركيزة الأساسية لكل الشعوب، وما تطورت أمة من الأمم ولا حضارة من الحضارات إلا بسواعد شبابها، وقد ذكر جلالة السلطان قابوس – طيب الله ثراه – أن الشباب دائما هم عماد أي أمة ومستقبلها. لذلك يجب على الشباب معرفة دورهم في المرحلة المقبلة لأن هذه المرحلة مرحلة مهمة في بناء الأوطان، فيجب عليهم أولا أن يكونوا ذا علم ومعرفة، فالعلم هو ما يقوي الشباب ويشحذ هممهم ويريهم آفاقًا واسعة في الحياة، وكلما كان الشباب في مرحلة علمية متقدمة كانوا للتطوير أفضل، كما يجب على الشباب ألا ينسوا دورهم المهم في تطوير مجتمعاتهم من خلال مختلف الأنشطة التي تعود بالنفع الكبير على أفراد المجتمع، وأن يكونوا مجتمعين تحت مظلة واحدة ينبذون كل ما يؤدي إلى الفرقة والشتات”.

 

سعيد الحمادي

ويذكر سعيد بن محمد الحمادي من قسم العلوم السياسية: “من النقاط المهمة جدًّا في عملية تهيئة الشباب لتفعيل دورهم القيادي في النهضة المتجددة (الثقة)، الثقة في معارفهم ومهاراتهم التي اكتسبوها من مؤسسات التعليم العالي أو المؤسسات الأخرى، ليكون لهم الدور المهم في دفع عجلة التنمية الشاملة للأمام”.

وتضيف مزنة الحراصية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية: “إن لفئة الشباب دورًا كبيرًا ومهمًا في تنمية المجتمع، ووجود نسبة كبيرة من الفئة الشابة يقوي المجتمع ويبقيه حصنًا رصينًا ثابتًا. ولتهيئة الشباب العماني لابد من أن يتم تزويدهم بالعلم والمعرفة اللذين يعدَّان السلاح الوحيد والدائم للحياة والمجتمع. فمن أهم المبادئ التي يجب أن يعيها الشباب أن العمل والإنتاج سمتان مميزتان لهما، فإقبال الشباب العماني المستمر على الانخراط في مؤسسات العلم والارتقاء بمعارفهم يؤكد رغبتهم في تطوير البلاد، وهو ما ينعكس في تخرّج الآلاف منهم سنويًّا بشهادات عليا، معبرين عن حماسهم للمساهمة في البناء الكبير للوطن”.
وتتابع قائلة: “فضلا عن ذلك، لابد من تهيئة البيئة الملائمة التي من خلالها يمكن للشاب العماني أن يُخرج ما لديه من إبداع ومواهب تسهم في رقي هذا الوطن. كما أنه لابد من تشجيع الشباب وتوجيههم وتمكينهم في العمل، وتوجيه طاقاتهم الأساسية لينطلقوا بقوة للرقي بهذا الوطن ورفعة اسمه عاليًا. وبقدر ما تتوفر الحوافز للشباب، بقدر ما أسهم ذلك في حصد الثمار التي تفضي إلى تطور البلد وذلك من خلال إنجازاتهم في شتى المجالات”.

 

كيف يستفيد الشباب من خبرات من سبقوهم؟


حول هذا السؤال يقول سعيد الحمادي: “(المبادرة) من قِبل الشباب لإيجاد طرق لكسب خبرة الأجيال السابقة في مختلف المجالات، كإقامة الملتقيات والفعاليات التي تجمع الشباب وأصحاب الخبرة، لتبادل أطراف الحديث في المجالات المختلفة وفتح باب الأسئلة للاستفادة من خبرات السابقين قدر الإمكان”.

 

وتجيب مزنة الحراصية: “إن الشباب في بداية حياتهم العملية يبحثون عمن يمنحهم الثقة والخبرة والكثير من المعلومات في مجال العمل، وهذا يتيح لصاحب العمل الأكبر عمرًا أن يعطي ويُلهم من هم أصغر سنًا من الشباب من خلال توفير الفرص لهم لتطوير القوة العاملة من الشباب لتلبية احتياجات منظومتهم. كما أنه من الضروري عقد جلسات بين حين وآخر؛ ليستطيع الشباب العماني الطموح أخذ ما يفيدهم وينفعهم في بناء مستقبلهم من خلال استشارة من هم أكبر سنًا منهم وأكثر خبرة في مختلف المجالات”.

 

ما هي الأدوار المتوقعة منهم خلال المرحلة القادمة؟


هناك العديد من الأدوار المتوقعة من الشباب في المرحلة القادمة، وتؤكد إسراء بنت زهران المحروقية أنه تقع على عاتق الشباب العماني مسؤولية كبيرة خاصة في المرحلة القادمة، إذ يعد دورهم هو الدور الأهم لتستطيع بلادنا تحقيق نهضتها المتجددة. ولأن طاقات الشباب هي القوة التي تتكئ عليها الدول في نمائها وتطورها، فإن حرص الشباب على التعليم واكتساب المهارات والمعارف المتنوعة التي يستطيعون مستقبلا توظيفها في سوق العمل يعد من الأدوار والعوامل المهمة لتقدم أي دولة.

 

وتذكر مزنة الحراصية: “سيسهم الشباب من خلال آرائهم وتطلعاتهم في تحقيق رؤية مشتركة من خلالها يمكن أن تكون السلطنة في مصاف الدول المتقدمة. وسيصبح تركيز الشباب في الفترة القادمة على كيفية تطوير السلطنة، من خلال رفع الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل وذلك عن طريق اعتمادهم بشكل كبير على الابتكار، والاختراع، وتطوير الإنتاج”.

ويعطى سعيد الحمادي أمثلة على أدوارهم القادمة مثل تغذية مجتمع المؤسسات العماني بالأفكار الحديثة المواكبة للعصر المبنية على التطور والمرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة، لتقليل تأثير البيروقراطية قدر المستطاع والوصول إلى الرشاقة المؤسسية.

 

ما دور المؤسسات التعليمية مثل الجامعة في توجيههم أو صقل معارفهم؟


يجيب فيصل بن خليفة الفارسي من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عن هذا السؤال ويقول: “إن المؤسسات التعليمية، إضافة إلى دورها الرئيسي في تنشئة الأجيال علميًّا وتمكينهم معرفيًّا ليكونوا قادرين على اللحاق بركب التطور العلمي الذي يجتاح العالم، فهي كذلك تعد بيئة خصبة لتنمية قدرات الأفراد واكتشاف مواهبهم وتحديد توجهاتهم المستقبلية؛ لاسيما بوجود “الأنشطة الطلابية” التي يعتبرها الطلبة متنفسًا لهم لإظهار إبداعاتهم وممارسة مهاراتهم القيادية والفنية، والتي تولي فيها المؤسسات التعليمية كالجامعات

 

فيصل الفارسي

اهتمامًا كبيرًا ودعمًا لا محدودًا من أجل النهوض بمستوى هذه الأنشطة بما يتناسب مع طموح الطلبة؛ إيمانًا منها أن الأنشطة الطلابية هي إحدى المنصات التي تساهم بشكل مباشر في صقل مهارات الشباب وتوجيههم في مختلف المجالات”.

أما إسراء المحروقية فتقول: “تحرص المؤسسات التعليمية أن تكون الداعم الأكبر والأهم فيما يخص مهارات ومعارف الشباب، إذ إنها لا تسلط الضوء على تنمية المعارف العلمية والأدبية فقط، وإنما تهتم أيضًا بتنمية المهارات العقلية والجسدية”.

ويوضح سعيد الحمادي رأيه ويشير إلى أن المؤسسات التعليمية بشكل عام لها دور أساسي في تنمية معارف الشباب، وذلك من خلال تغذيتهم بالمقررات العلمية في مختلف التخصصات الأدبية والعلمية والاجتماعية، كذلك لها دور فعّال في صقل شخصية ومهارات الشباب من خلال الفعاليات والأنشطة الطلابية التي تبرز مهارات الطلبة وشخصياتهم في فترة وجودهم في المؤسسة التعليمية.

 

 

دور قسم العلوم السياسية.. أين يكمن؟


في هذا السؤال نتعرف أكثر على دور قسم العلوم السياسية في تمكين الشباب في النهضة المتجددة، إذ يقول فيصل الفارسي: “يأتي قسم العلوم السياسية كأنموذج ريادي في اهتمامه الكبير بالطلبة وذلك عن طريق تأهيلهم علميًّا ومعرفيًّا بمجال العلوم السياسية والمجالات المرتبطة بها، وضمان انخراطهم في بيئة العمل الخارجية لاسيما السياسية والدبلوماسية. إذ يسعى قسم العلوم السياسية بصورة متواصلة إلى إقامة العديد من حلقات العمل التي يتبناها خبراء وسياسيون ودبلوماسيون من مختلف دول العالم؛ وذلك لتوسيع مدارك الطلبة وإكسابهم خبرات أكبر في هذا المجال”.
ويتابع: “ومن جانب آخر يتيح قسم العلوم السياسية فرصًا للمشاركة في برامج تدريبية في المؤسسات ذات الصلة بالعلوم السياسية لاسيما وزارة الخارجية والوكالات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ومكتب التعاون الدولي بجامعة السلطان قابوس وغيرها من المؤسسات الأخرى؛ وذلك لضمان إشراك الطلبة بالمحور العمَلي الذي يساهم بطريقة مباشرة في فهم المجال السياسي والدبلوماسي وإعطائهم فرصة لصقل وتنمية مهاراتهم القيادية”.

 

ويضيف سعيد الحمادي: “بشكل عام يهدف القسم إلى خلق جيل مدرك بالأوضاع السياسية الداخلية والخارجية، ومُلِم بفكرة الحقوق والواجبات، ومهتم باكتساب المعرفة في عدة مجالات كالسياسة والاقتصاد والقانون والأدب .وبشكل خاص يكمن دور القسم في صقل مهارات الطلبة البحثية والمعرفية في مختلف أفرع العلوم السياسية، كالسياسة الداخلية والخارجية والعلاقات الدولية ومقارنات الأنظمة السياسية والاقتصاد السياسي وغيرها، وبالفعل كان للقسم الدور الإيجابي الواضح في عملية التنمية من خلال كوكبة الخريجين المنتشرين في مختلف المؤسسات العمانية والمؤثرين بشكل إيجابي فيها”.

وتشير مزنة الحراصية إلى أن تخصص العلوم السياسية هو تخصص يشمل عدة تخصصات مثل الإعلام، والحقوق، والتاريخ، والجغرافيا والاقتصاد، إضافة إلى أنه يهتم بشكل أساسي بدراسة الدراسات السياسية وما هو مرتبط بها.

وتوضح متابعة: “ومن ثمَّ فإن طالب العلوم السياسية له القدرة على العمل في مختلف المجالات في المؤسسات كافة كالشركات والوزارات بالسلطنة؛ وذلك لأنه طالب درس مختلف التخصصات في تخصص واحد. لذلك من المهم جدًّا ‏استغلال الموارد البشرية النابعة من تخصص العلوم السياسية بشكل صحيح ما يسهم بدوره في تطوير مؤسسات الدولة”.

وتقول إسراء المحروقية: “ساعدت العلوم السياسية دارسيها، أو حتى المهتمين بها كنوع من المعرفة العامة، في الكثير من شؤون حياتهم. إننا نحتاج جيلا تتمثل فيه الثقافة والحنكة السياسية، في زخم ما يحدث في هذا العالم؛ لذا فإن للعلوم السياسية، بوصفها فرعًا من العلوم المهمة، دورًا كبيرًا في بناء هذا الجيل الواعي بحقوقه وواجباته تجاه وطنه”.
وأكدت إسراء قائلة: “إن طبيعة قسم العلوم السياسية وسياسته تهدف إلى تخريج طلبة قياديين ذوي همة عالية قادرين على إحداث التغيير الإيجابي للوطن”.

 

About the Author