أوضحت دراسة مكونة من (145) من النساء المصابات بسرطان الثدي بعنوان “العلاقة بين المســـاندة الاجتماعية وتأثيرها على الصـــلابة النفســـية لدى عينة من مريضات سرطان الثدي“ وجود درجة مرتفعة للمساندة الاجتماعية في الصلابة النفسية لدى النساء المصابات بسرطان الثدي.
ويفسر الباحثون هذه النتيجة بأن قوة تأثير المساندة الاجتماعية على الصلابة النفسية يرجع في المقام الأول إلى مقاومة المصابات عوارض المراحل الأولية التي يمرن بها منذ بداية المرض، حيث تمر المريضة في بداية المرض بالإنكار والغضب ثم المقايضة والاكتئاب وتنتهي بمرحلة التقبل والرضا والتأقلم مع المرض، وتختلف هذه المراحل في فترتها من مصابة لأخرى وحسب الدعم الاجتماعي والأسري وشخصيتها والمجتمع. وهذا الارتفاع في الاستجابة يدل على تقدير المصابات لذواتهن وثقتهن بأنفسهن وقدرتهن على تخطي تلك المراحل بمساعدة الأسرة والدعم الاجتماعي، فكلما ارتفعت درجة المساندة الاجتماعية ارتفعت الصلابة النفسية.
وقد تكون الفريق البحثي لهذه الدراسة من: الباحث الرئيس الدكتورة خولة الوهيبية، والدكتور عادل العجمي، والدكتورة إيمان الشهابية، والأستاذة أمل الشبيبة من مستشفى جامعة السلطان قابوس.
وإضافة إلى ما ذكر، توصلت الدراسة إلى وجود درجة مرتفعة من “المساندة الاجتماعية ” التي تتلقاها مريضات سرطان الثدي وذلك من خلال (مساندة الزوج في فترات أثناء المرض والعلاج) و(مساندة الأخوة والأخوات أثناء فترات المرض والعلاج أقوى من السابق) و(وجود صديقات يقدمن المساندة الاجتماعية) وفسر الباحثون هذا بأن مساعدة الزوج لزوجته المصابة تزيد من قدرتها على مقاومة المرض وتقبل العلاج، وتقلل من المعاناة النفسية، والشفاء من المرض، إذ إن الدعم الأسري بمختلف أطيافه يساهم في الشفاء، وتجنيب المصابة تبعات المرض، ويمكّنها من التعامل معه بطريقة إيجابية، كذلك للصداقات الدور البارز في عملية التشافي والشعور بالأمان النفسي من حيث عملية التفريغ العاطفي.
وجاءت فقرات مثل (أضطر لتغيير بعض سلوكياتي تبعًا للظروف التي أمر فيها) و(أحفظ كل ما يقوله الفريق المعالج عن مرضي) بنسبة مرتفعة أيضا حيث فسر الباحثون هاتين الفقرتين إلى الجانب النفسي الذي يؤثر في تغيير السلوك لدى المريضة حيث تكون هادئة نفسيًّا بعض الأحيان، وأحيانًا تكون مضطربة وتغضب بسهولة وحساسة لأي موقف. وحول تركيزها مع الفريق المعالج يجعلها تلم وتحفظ كل ما يخص مرضها من حيث الفحوصات الدورية وتطبيق إرشاداتهم وطرق العلاج وأخذ الأدوية وذلك رغبة منها في عملية تسريع الشفاء وتفادي أي انتكاسات مستقبلا.
وبينت النتائج أيضًا وجود درجة مرتفعة من “الصلابة النفسية” لدى مريضات سرطان الثدي ويرى الباحثون هذا الارتفاع في الفقرات (أعتقد أن مواجهتي لمرضي هي مقياس تحملي وقدرتي على المثابرة تساهم في التقدم في العلاج)، (أعتبر نفسي جيدة في تنظيم وقتي بالرغم من المرض)، وتحمل مسؤولية القرارات المتخذة لديهن حول مرضهن)، ويعود ذلك إلى الدعم النفسي والصحي والأسري الذي يقدم لها وهذا الاهتمام يجعلها تقاوم المرض من أجل زوجها وأبنائها وأسرتها حيث بينت نتائج البحث أكثر المستجيبات من المتزوجات، إضافة إلى أهمية الثقافة في مواجهة المرض وتنظيم الوقت واتخاذ القرارات السليمة، إذ إن ما يقارب نصف العينة كُنَّ جامعيات. وقد يكون للعمر أيضًا دور مساعد فأغلب العينة كُنَّ فوق الأربعين وهذا سن النضج والتفكير السليم في أمور الحياة المختلفة.
وأوضح الباحثون من نتائج الدراسة أن هناك تخوفًا وقلقًا كبيرًا لدى المصابات بسرطان الثدي من مرض فايروس كورونا بنسبة عالية خاصة وأن المرض يشكل خطورة على حياتهن، كذلك تأخير في المواعيد الدورية لهن.
وفي ضوء هذه النتائج أوصى الباحثون بضرورة تصميم برامج علاجية إرشادية نفسية واجتماعية وتوعوية وتثقيفية بهدف الحد من المسـببات التي تؤدي إلى الإصـابة بسـرطان الثدي، وكيفية التعامل مع آثاره وعلاجِه.