X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

البودكاست.. سِحر صوتٍ جعل العالم أفضل!

 

 

حاورتهم / خلود البوسعيدية 

هل تستمع إلى بودكاست “رموز” أو “بعد أمس” من الجزيرة؟ ماذا عن البودكاست الذي يحدِّثك عن الفكر والعلم أو تفاصيل تمسُّ حياتنا وقضايانا كبودكاست “فنجان” أو “أبجورة”؟ ما السحر الذي تمتلكه هذه الوسيلة الإعلامية الصاعدة حتى غدت تشكّل جزءًا من عاداتنا اليومية وتفصيلًا ثمينًا لا تستغني عنه أوقاتنا ومسافاتنا الطويلة؟

بمناسبة اليوم العالمي للبودكاست الذي يصادف الـ 30 من سبتمبر من كل عام، نستطلع الآراء ونقترب من ثقافة البودكاست ونحاور مُمكِّناته من الصنّاع إلى المستمعين، ونطرح أسئلة عن أثره ومستقبله وموقعه القادم.. وأجوبة أخرى عن التجربة العمانية وأصدائها، ونستضيف أصواتًا بودكاستيِّة جاءت من أمام الناقل وخلفه أيضًا.. فماذا قالوا؟

 

 

شكرًا.. جعلتم العالم أفضل!

 

كانت البداية مع سالم بشير، صاحب بودكاست “قفير”، الذي قال مُبديًا حبوره بهذه الاستضافة: “بداية لكم الشكر على هذه اللفتة الطيبة في دفع البودكاست لمزيد من التطور والانتشار، فهذا اليوم يهدف للاحتفاء بصنَّاع البودكاست حول العالم، ونشر ثقافة الاستماع للبودكاست كواعدة من أحدث وسائل الإعلام الرقمية، وأود أن أنتهز الفرصة لتهنئة زملائي صُنَّاع البودكاست باليوم العالمي للبودكاست، وأقول لهم: شكرًا فقط ساهمتم في جعل العالم أفضل وأن أي جهد تضعونه في الفكرة حتمًا سيلقى تلك الأذن التي تستحقه!”.

 

 

والصوت إذا سحر!

 

اقتربنا من جمهور البودكاست وسألنا طلبة الجامعة عن رأيهم فيما يُميِّزه، ويجعله يتبوأ مكانته الإعلامية صعودًا متسللًا بخفة إلى فئة الشباب خاصة، فكانت إجابة حميدة العجمية – تخصص المالية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية – بقولها: “يتميّز البودكاست بأنه مساحة حرّة مفتوحة، لا يشترط فيها نمط معين ولا صوت مُحدَّد، إنما هي صنعة شخصيّة لنشر محتوى هادف ومؤثر. ويتميّز البودكاست بمرونته، حيث يجد المستخدمُ المؤثرين المفضلين لديه، وكذلك المحتوى الذي يعجبه متى ما شاء. بكل تلك الخصائص، يستطيع كل من يمتلك رسالة أو فكرة معينة، أن يطرحها في مساحته، وأن يشاركها الآخرين ليتفاعلوا معها ويعبروا عنها كذلك”.

وقال أكرم الراشدي – تخصص الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية – مؤيدًا: “لا تخفى علينا جميعًا الأهمية التي أصبح يلعبها البودكاست في وقتنا الراهن؛ لأنه وبكل بساطة أصبح يقرأ المكتوب ويسمعك المقروء.. وأما عن مميزاته فقد سهَّل على الكثيرين مسألة القراءة من الكتب فأصبحوا يستمعون للكتب المسجلة، كذلك يمكنك الاستماع إليه في أي مكان لأنه معك في الهاتف، ولا يخفى علينا أنه قرّب لنا أفكار الناس المختلفة وآراءهم”.

 أما شهد العامرية – تخصص الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية ـ فكان لها رأي في لغته وسحر صوته، إذ قالت: “إن لغة كلامه تناسبنا نحن كسامعين، لغة واقعية ليس فيها تكلف أبدًا، وكذلك نبرة الأصوات تجبرنا على الانغماس في البودكاست والاستماع إليه بإنصات”.

 

 

ولكن.. إلامَ تستمعون؟

 

عندما طرحنا هذا السؤال متلمسين المحتوى الذي يبحث عنه من اتخذوا البودكاست رفيق طريق أو قرين جلسة، بادرنا سالم بشير قائلًا: “شخصيًا أحب الاستماع للبودكاست السردي القصصي، لدي أيضًا اهتمامات في الجانب العلمي، لذا أستمتع بالمحتوى الصوتي الذي يربط الموضوعات العلمية بالسرد القصصي، ومن الأمثلة على ذلك (بودكاست (Science vs و(بودكاست قبس)، أحب كذلك التعرف على القضايا العالمية بشكل معمق وهو ما يوفره بودكاست (بعد أمس)”.

وأضاف معلقًا: “إذا كان البودكاست عالي الجودة صوتيًا، ويقدم فكرة مختلفة ويجعلني كمستمع أفكر بطريقة غير اعتيادية، فهو البودكاست الذي يضيف لحياتي معنىً جديدًا وقيمة نوعية”.

وانضمت إلينا حنين اللواتية، صاحبة بودكاست “دهشة”، وقالت مجيبة: “أحب الاستماع لمحتوى صوتي مختلفٍ بشكل يومي، والاختيار يكون بحسب ما أقوم به ومستوى التركيز المتاح لدي حينها.. فمثلا إذا كنت أقود السيارة لمسافة طويلة، أحب الاستماع لبودكاست ذي محتوى يساهم في تعريفي على شخصيات من خلفيات عدة ووجهات نظر متنوعة والذي عادة ما يكون عن طريق الحوارات، أما عندما أقوم بأعمال منزلية، أفضل الاستماع إلى بودكاست السرد القصصي”.

 وأكدت شهد العامرية انجذابها أيضًا للمحتوى السردي القصصي قائلة: “أحب الاستماع إلى (بودكاست أبجورة)، و(بودكاست فنجان)؛ إذ تعجبني القصص الواقعية الملهة التي تطرح عبر هذا البودكاست”. في حين قال أكرم الراشدي عما يميل للاستماع إليه مشيرًا إلى أهمية أسلوب الطرح: “استمع إلى (بودكاست قفير)، و(بودكاست فكرة)، و(بودكاست شطرنج).. يجذبني فيها أسلوب الطرح المميز والمحتوى المثري وفحواها”.

وشاركتهم حميدة العجمية في بعض ما يستمعون إليه قائلة: “أستمع إلى (بودكاست قفير) وأجده مُلهمًا جدًّا؛ لأنهم يحرصون على اختيار ضيوف رائعين ومنجزين في مجالاتهم، ودائمًا ما يكون لدى الضيف ميزة جميلة يوظفها في حياته. أيضًا أستمع إلى (بودكاست أبجورة) وهو معروف بين المستمعين؛ لأن محتواه لطيف يلامس مناطق عدة في قلوبنا وأرواحنا، ويدعو دائمًا إلى الحياة!”.

وأضافت: “وفي بعض الأحيان أستمع إلى (بودكاست نشوار) الذي يطرح في كل مرة حكاية مختلفة وموضوعًا ربما تساءلت عنه من قبل، وأمر بين الحين والآخر على (بودكاست فنجان) و(بودكاست السكة)، وكلاهما بودكاست خاص بمحاورة ضيوف عدة في مختلف المجالات، وقد يطول الحوار لأكثر من ساعة، وهما مناسبان للمهمات الطويلة”.

 

 

الموجة التالية للبودكاست العماني

 

قبل عام في أغسطس الماضي استضافت “منصة الردهة” جلسة “الموجة التالية”، طارحةً أسئلة عن إنتاج البودكاست في عُمان من صُنّعه إلى جمهوره، ومنذ ذلك الحين شهدت الساحة الصوتية العمانية إنتاجًا بودكاستيًّا على صعيد الأفراد والمؤسسات، فكيف نقيّم هذه التجربة اليوم؟

 في البدء سألنا طلبة الجامعة عن رأيهم بوصفهم فئة متلقية ومتابعة للجديد حيثما حلّ! فكان جواب شهد العامرية: “تحتاج التجربة العمانية إلى انتشار أوسع من الذي عليه الآن، ثقافة البودكاست في عمان بشكل عام ضئيلة تحتاج إلى توسع، حتى أن الذين يرتادون سماع البودكاست يوميًّا عددهم بسيط جدًّا ومقتصر على فئة معينة ٢٠-٢٥ سنة”!.

ورأى أكرم الراشدي أنها تجربة رغم بداياتها فإنها تخطو خطوات متسارعة “والدليل على ذلك ظهور العديد من البودكاستات العمانية المميزة التي نستمتع بالاستماع إليها”.

وقالت حميدة العجمية: “التجربة العمانية ثرية جدًا نتيجة اجتهاد الشغوفين في البلد، ومن خلال اطّلاعي على التجارب العمانية، أجد أن ما مررت عليه كان قيّمًا ومهمًا، ونرجو لهم كل التوفيق”.

وسألنا صُنَّاع البودكاست، فأخبرتنا حنين اللواتية عن قوة إيمانها بالقادم من الشباب العماني قائلة: “على الرغم من أن التجربة العمانية بعالم البودكاست ما زالت في بدايتها؛ فإنني أؤمن بقدرات الشباب العماني في إثراء وصناعة محتوى صوتي قادر على المنافسة إقليميًّا وعالميًّا. ومتشوقة لرؤية قنوات بودكاست عمانية (فردية أو مؤسسية) بشكل أكبر في الفترة المقبلة”.

وعندما عدنا لسالم بشير الذي اشتغل في التجربتين الفردية والمؤسسية في صناعة البودكاست العماني، قال متفقًا وموضحًا: “التجربة العمانية هي تجربة نامية وآخذة في النضوج شيئًا فشيئًا، وأعتقد بأن دخول مجموعة من الزملاء في إنتاج البودكاست سيضيف لهذا المحيط قيمة يعتد بها مستقبلًا. من المهم جدًّا الاستمرار في صناعة المحتوى لأن جمهور البودكاست لديه عنصر ربما لا تجده في جمهور وسائل إعلامية مشابهة وهو “الولاء”؛ لذلك لا يمكن الاستفادة من نقطة القوة تلك بدون الاستمرار بثبات في صناعة المحتوى”.

وتابع: “من حيث المؤسسات الإعلامية المحلية، فلا زالت التجارب أقل من المأمول، بعضها ما زالت لم تعِ قوة البودكاست في الولوج لفئة صعبة من الجمهور، فئة انتقائية وفئة شابة وفئة تبحث عن ذلك المحتوى الذي يشبع رغبتها في محتوى يشبهها، مع ذلك كلي إيمان في فئة صنَّاع المحتوى الهواة في إحداث التغيير على المستوى المحلي، في لفت انتباه تلك المؤسسات لقوة البودكاست وإن كان التنافس أصلًا عالميًّا على هذا المحتوى كونه يخترق الحدود. أما على مستوى المؤسسات الخاصة فهي مسألة وقت حتى يكتشفوا أن البودكاست هو الوسيلة الإعلانية القادمة بقوة مع الأخذ بالاعتبار أن جمهور البودكاست يتميز بقوة شرائية أعلى من جماهير الوسائل الإعلامية الشبيهة بحسب دراسات أمريكية”.

 

 

قوة البودكاست القادمة

 

ختامًا كان لنا سؤال عن مستقبل البودكاست والأثر الذي يمكن أن يحدثه في فكر المجتمع، فكانت إجابة سالم بشير مفعمة بالتفاؤل، إذ قال: “البودكاست عالميًّا ينمو بثبات ويتوجَّه نحو مزيد من الانتشار خصوصًا في عالمنا العربي، لأنه يوفر لصانع المحتوى والمستمع ما لا توفره وسائل الإعلام التقليدية؛ توفر للمُنتِج الحرية في اختيار موضوعاته ومحاور حلقاته وضيوفه، وتوفر للجمهور حرية الاستماع في أي زمان ومكان إضافة لحرية الاختيار”.

وأردف عن الأثر: “الأثر الذي يحدثه البودكاست يعتمد بالدرجة الأولى على نوعية المحتوى الذي سيكون متاحًا على منصة البودكاست، إذا ما تحدثنا عن المحتوى العربي وإن كان من بين اللغات الأكثر نموًا إلا أنه قليل قياسًا بالمحتوى الإنجليزي على سبيل المقارنة، وهو ما يدفعنا لإنتاج المزيد من المحتوى لسد الفراغات في جوانب محددة تستحوذ على اهتمام الجمهور العربي. أعتقد بأن المحتوى العربي يجب أن يتجه إلى المزيد من العمق والتخصصية في صناعة البودكاست لتعميق الأثر، وتعميق ارتباط الجمهور بالبودكاست والخروج من دوامة التسطيح الإعلامي”.

وشاركته حنين اللواتية التفاؤل والنظرة، وأعربت قائلة: “مؤمنة بأن للكلمات قوة عظيمة تساعدنا في التعبير عن كل ما نؤمن به، ولقنوات البودكاست قوة أعظم تساعدنا على نشر المعرفة ومشاركتها مع أكبر شريحة ممكنة؛ فالأفكار تصبح ملموسة أكثر عندما تكتب.. وتسمع. بنظري، البودكاست باقٍ ويتمدد.. بفضل صنَّاع محتوى البودكاست والداعمين من مجتمع المستمعين والرعاة. كما أظن بأنه سيزداد استخدام البودكاست كأداة تسويقية خاصة في الشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة”.

فما رأيك أنت؟

 

 

About the Author

Dnngo Company

بوابة أنوار الإخبارية