يواجه المبتكرون والمخترعون، عدة تحديات وصعوبات من أجل تنفيذ مشروعاتهم، والوصول بأفكارهم لعمل منتج على أرض الواقع، الطالب أحمد بن خلفان الرحبي من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، هو مخترع مجتهد تابع تحقيق حلمه والوصول به إلى مسابقة “نجوم العلوم”، البرنامج الرائد في العالم العربي في مجال الابتكار، وأحد مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في رحلته نتابعه من خلال الحوار الآتي:
أخترعُ للمستقبل
يبدأ أحمد حديثه عن منجزه واختراعه بحماسة، فيقول: “هو مجرد فكرة قد تحلِّ مشكلة متوقعة تحدث في المستقبل، وقد بدأت هذه المشكلة في الظهور في الدول الغربية المتطورة، فكما نعلم أن السيارات الكهربائية هادئة لدرجة الخطورة، أي أنها لا تصدر صوتًا إطلاقًا عند قيادتها، وقد تتسبب في دهس الأرواح بسبب عدم سماع صوتها، وهي مشكلة بدأت تظهر في الدول الغربية المتطورة التي تعتمد على السيارات الكهربائية بشكل كبير”.
“من هذا المنطلق جاءت فكرتي في إيجاد حلٍّ لهذه المشكلة، تجعل الناس تتنبأ بسهولة بقدوم السيارات الكهربائية للتجنب الموت والدهس، وذلك عن طريق تطبيق في الهاتف يقوم برصد السيارات الكهربائية القريبة منك لكي يسهل عليك أن تتجنبها بسهولة، إضافة إلى أن التطبيق يظهر لك إذا كان قطع الشارع آمنًا أم لا”.
ويضيف: “الفكرة ستطبق في المستقبل بأي حال من الأحوال لأن لابد من حماية البشر، وهذه هي الطريقة الأنسب لفعل ذلك في عالم السيارات الكهربائية؛ وسبب عدم تأهُّلي هو أن تطبيق الفكرة قد يستغرق أكثر من مدة البرنامج.. هذا كان العائق الوحيد!”.
نجوم العلوم
ويتحدث الرحبي عن تجربته في برنامج “نجوم العلوم” ويقول: “تجربتي في برنامج بضخامة برنامج نجوم العلوم تجربة جميلة جدًّا، فقد كنت أتمنى أن أشارك في مسابقة “نجوم العلوم” وهو حلم من الصغر لأنني كنت متابعًا كبيرًا لهذا البرنامج، ومهتمًا بالابتكارات والاختراعات وآخر ما يتوصل له العالم من ذلك، فكل هذا الأشياء تثير اهتمامي جدًّا، ولا أنسى كل المشاعر التي أحسست بها وأنا في دولة قطر أمام نخبة كبيرة من المخترعين والمبتكرين من مختلف دول العالم، شعور جدًّا جميل، تعرفت على أشخاص مبتكرين ذوي تجارب مختلفة، وأرجو أن أحظى بهذه التجربة مرة أخرى إن شاء الله في السنوات القادمة بكل حماس وطاقة”.
ويشير أحمد إلى أن برنامج “نجوم العلوم” يقدم في إطار تلفزيون الواقع التعليمي والترفيهي، ويهدف إلى تمكين المبتكرين العرب من تطوير حلول تكنولوجية لمجتمعاتهم تعود بالنفع على صحة الناس، وأساليب حياتهم، وتساعدهم أيضًا في الحفاظ على البيئة.
ويقوم المتسابقون على مدار اثني عشر أسبوعًا، بعرض الحلول التي توصلوا إليها ومدى فعالياتها بدعم من فريق مؤلف من الخبراء يضمّ المهندسين ومطوري المنتجات، في سباق مع الوقت. وتقوم لجنة من الخبراء بتقييم وإقصاء المشاريع في كل أسبوع ضمن عدة جولات من إثبات الفكرة ونمذجة المنتج واختباره ليبقى في نهاية المطاف أربعة مرشحين يتأهلون لمرحلة التصفيات النهائية من أجل التنافس على اللقب والجائزة. ويتم تحديد الفائزين بناءً على قرار لجنة التحكيم وتصويت الجمهور عبر الإنترنت.
دعمٌ ومساندة
“عائلتي هي الداعم الأول منذ نعومة أظافري في عالم الاختراعات”، هذا ما أكد عليه أحمد، وذكر: “هي كانت السند لي في كل مسابقة أشارك فيها سواء كانت دولية مثل مسابقة إريكسون في ستوكهولم في السويد أو مسابقة محلية، ولا أنسى أصدقائي الذين تعرفت عليهم في جماعة التصوير فلهم كل الشكر والتقدير، لقد كان تأثيرهم جدًّا واضحًا عليّ، إذ أكسبوني عدة أشياء كنت أفتقر إليها، وأنا جدًّا ممتن لهم جميعًا”.
“ورغم أن تخصصي في كلية الاقتصاد، غير أن لديّ ميولًا في العلوم والاختراعات وعلوم الفضاء، لذا أخصص أحيانًا وقتًا من يومي لكي أذهب لقسم العلوم والفيزياء لأقضي بعض الوقت مع أساتذة القسم وأسألهم أسئلة علمية قد تكون نقطة بداية لاختراع عظيم، أو أي شيء يثير الفضول، فالأساتذة يستقبلون الطالب بكل سهولة ويعطونه من المعلومات ما يحتاجها، أنا ممتن لهم جدًّا، ولا أنسى كل جلساتي معهم”.
“وهناك الجماعات الطلابية التي تؤدي دورًا كبيرًا في دعم الشباب ومساندتهم في طموحاتهم ومشاريعهم، وبالنسبة لي فجماعة التصوير قد غرزت فيَّ أشياء كنت مفتقرًا لها كالجرأة والشجاعة وإدارة الوقت، فأصبحت أدير اجتماعات بكلِّ سهولة في الجماعة، وأمسك أقسامًا بكل يسر وبكل أريحية محافظًا على معدلي الدراسي”.
طور نفسك!
ينصح أحمد زملاءه المخترعين وأصحاب المشاريع أنه مهما كان تخصصهم الأكاديمي يبقى شغفهم الذي يرفعهم وينقلهم من كل مكان، وعلى كل شخص أن يطور من نفسه في المجال الذي يحبه مهما كان تخصصه مختلفًا لأن المواهب والمشاركات لها تأثير كبير على حياة الشخص، “فعندما تشارك في أي مسابقة؛ أنت تلتقي بعقول عظيمة في مكان واحد بسهولة وهذا شيء جميل وغني بالمعرفة والمهارات”.