من أجل إبراز أهم التطورات في مجال هندسة الطيران عبر العصور، نظمت جماعة الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة معرض (هندسة الطيران)، الذي حضر افتتاحه الأستاذ الدكتور حاج بوردوسن ـ عميد كلية الهندسة.

تحدث المعرض عن تاريخ الطيران منذ مرحلة عباس بن فرناس الذي درس علم الطيور ليتمكن من التعرف على خصائص الطيران، وحاول اقتفاء فعلها مرتين محلقًا بجناحين مصنوعين من الريش، ورغم فشله فإن وفاته لم تنجم عن سقوطه، كما أشيع، بل جاءت بعد 12 عامًا من محاولته الثانية.

كما أفرد المعرض زاوية للحديث عن المرحلة الثانية التي انطلقت على يدي الأخوين رايت اللذين قدَّما تجربة طيران ناجحة بوساطة آلة أثقل من الهواء، مستعينان بخبرتهما في مجال الميكانيكا والعلوم التطبيقية.

وتناول المعرض بإسهاب المرحلة الثالثة من تاريخ الطيران التي تجلت في الحرب العالمية الثانية، حيث رسخ الطيران نفسه كعنصر حاسم في الحرب، بدءًا من المراحل المبكرة للحرب مع بريطانيا مرورًا بمعارك الطيران الكبيرة بين أساطيل اليابان وأمريكا وانتهاء باستخدامها لنقل القنبلة النووية. كما ظهرت، في هذه المرحلة، حاملات الطائرات، وازدادت قوة المحرك وأداء الطائرة بشكل سريع. وفي نهاية الحرب بدأت المحركات النفاثة والصواريخ بالظهور وكذلك الاتصالات اللاسلكية والتتبع بالرادار.

أما مرحلة ما بعد الحرب العالمية، فقد أسفرت عن ظهور الطيارات بدون طيار، وفي الحرب الباردة بدأت بوادر الطيران التجاري باستعمال الطائرات العسكرية، كما بدأت شركتي بيونج وإيرباص بتصنيع الطائرات، وتستخدم الطائرات اليوم في مجالات جديدة لم تكن موجودة فيها من قبل، وقد تطورت تقنياتها على نحو كبير.

وفي عرضه لمستقبل هندسة الطيران، تناول المعرض التطوير في تصميم شكل المقاعد بحيث تكون أكثر مرونة للنوم ويواجه المسافرون بعضهم بعضًا مما يتيح تجربة أكثر ألفة بين العائلة والأصدقاء. والتطوير في خاصية الإقلاع والهبوط العمودي للطائرات العمودية (الهليكوبتر) والطائرات الأخرى التي سوف توفر فرصة كبيرة للتقليل من طول مدرج الطائرات ما سيساعد في إنشاء مطارات في مساحات أقل بكثير مما هو عليه الآن.

وتطرق أيضًا إلى استخدام الطائرات للطاقة الشمسية الذي يعد محدودًا جدًّا فكما هو معروف تحتاج الطائرة إلى كمية كبيرة من الطاقة سواء في تشغيل المحركات أو في الاستخدامات الأخرى داخل الطائرة. كما تحدّث عن استخدام طائرات الدرون في الماضي في الأغراض العسكرية والتجسس، واستخدامها اليوم، المبشر بآفاق مستقبلية، في مجالات عديدة كالتصوير، ومكافحة الحرائق، وأعمال البناء.