انتشر في الآونة الأخيرة عدد من مقاطع الفيديو التي تظهر المياه القريبة من البر والشواطئ مصاحبة لأصوات قوية قيل إنها للحوت الأزرق وهو قريب من اليابسة، كما قيل إن هذا الحوت لا يُصدر هذا الصوت إلا عندما يحس بخطر قريب؛ وإذ تم نفي هذا الخبر أردنا التوصُّل لمعلومات عن الحوت الأزرق.
يقول الدكتور حسين المسروري – من قسم العلوم البحرية والسمكية بكلية العلوم الزراعية والبحرية: “يُعد الحوت الأزرق من أكبر الكائنات التي سكنت كوكب الأرض، حيث يصل طوله تقريبًا إلى 30 مترًا ووزنه إلى 160 طنًا متريًّا، ويمكن لحجم القلب أن يكون بحجم سيارة صغيرة، كما يمكن للإنسان البالغ أن يزحف داخل الشريان الأورطي لقلب الحوت الأزرق”.
ويضيف: “يجوب الحوت الأزرق كل محيطات العالم ترحالًا للغذاء والتزاوج، وهو يوجد في مياه السلطنة، وأقرب وجود له في المياه العمانية في المنطقة بين السلطنة وسيريلانكا، ولا يوجد ما يمنع اقترابه من الشواطئ إن كانت المياه عميقة. وهو من الكائنات المهاجرة وليس له موطن معين، ولكنه يوجد بصورة أكثر في قطبي الكرة الأرضية صيفًا لاستغلال العوالق الحيوانية التي تكثر في الصيف، ويوجد شتاءً بالقرب من المناطق الاستوائية”.
أما عن صوت الحوت، فذكر الدكتور المسروري: “يعد الحوت الأزرق من الكائنات التي تصدر أصواتًا عالية ذات ترددات موجية صغيرة، ولا يمكن في العادة للإنسان سماعها إلا باستخدام أجهزة خاصة توضع تحت الماء لتسجيلها ومن ثم معالجتها وتكبيرها، ولصغر التردد الموجي لصوت الحيتان الزرقاء فإن أقرانها يمكن أن تسمعها من على مسافات بعيدة تصل لأكثر من ألف ونصف كيلومتر، إذ يعد الماء وسيلة مناسبة لانتقال صوت الحيتان ذوي الترددات الصغيرة، ويمكن للصوت أن يصل لأضعاف المسافة في بعض المياه وفي حالات معينة”.
ويؤكد الدكتور حسين أنه لا يوجد أي ضرر مطلقًا يمكن أن يصدر من الحيتان الزرقاء على الإنسان، بل للأسف إن الإنسان هو من يتسبب بالضرر على الحيتان، فبالرغم من كبر حجم الحوت الأزرق إلا أنه يتغذى على كائنات دقيقة بوسيلة الفلترة، إذ إنه من الحيتان عديمة الأسنان.