في (36) لوحة استخدمت فيها تقنية ألوان أكريليك، عبرت الفنانة الدكتورة فخرية بنت خلفان اليحيائية، أستاذ مشارك بقسم التربية الفنية بكلية التربية، عن رؤيتها الفنية بمعرض “في طوايا البراح”، إذ شمل المعرض ثلاثة محاور، المحور الضمني وهو فكرة الفنانة الذاتية، والمحور الفني ويشمل الأسلوب والخصائص الفنية للممارسة التشكيلية، والمحور الفلسفي ويتناول الجانب التنظيري الذي يجمع بين المحور الضمني والمحور الفني، وذلك بقاعة برج الساعة في الجامعة.
وتحدثت الدكتورة فخرية اليحيائية عن رؤيتها الذاتية في محاولة لإنعاش الذاكرة حول مفردات كانت مألوفة بصريًّا واندثرت، ويأتي دور الفنان دائمًا في التذكير بما هو مفقود من مشاهد أصيلة، ويُقدم المعرض علاقات بين ذاتية المكان الذي يحمل ذكريات خاصة مع خصوصية المفردة التشكيلية العمانية؛ كما تظهر براحات كثيرة جدًّا لترجمة مفهوم المكان والزمان ومفهوم الحضور والرغبة في العودة؛ إذ إن الأعمال جميعها تحيل المشاهد المرتبط بثراء المفردات العمانية إلى الثراء الزخرفي اللوني المرتبط بالطابع العُماني، بل هي تذكر بتجمعات الأعياد والمناسبات الوطنية وهي مشاهد مرتبطة بذاكرة الفنانة كامرأة عمانية كتب لها القدر أن ترتبط بمجال الفنون البصرية، والأعمال في مجملها تظهر تشبث ذاكرة الفنانة بالنسيج العُماني وفِي الوقت ذاته يضمن لها أصالة الفكرة وروافدها.
كما أن اللوحات تُظهر محاولات للثبات والعودة والحضور من خلال حضور خطوط صفراء فاتحة جدًّا كما لو أنها أوردة الدم التي تمنح الحياة في كافة أعضاء الجسم، كذلك اشتركت جميع الأعمال في الحضور والملامح والمقاسات للعبور بذاكرة المتلقي لفهم حاجة الفنانة في الإحالة إلى بقايا ذكرياتها الخاصة جدًّا ليشاركها في التلقي.
وأضافت الدكتورة فخرية اليحيائية في الصدد ذاته: “إنه متسعٌ كبير للعبور نحو الذاكرة المحتشدة بالذكريات المتناثرة، والذكريات تتحرك، وتتزاحم ثم تختفي مجددًا، رغم عمقها وأصالتها أجد نفسي أنبش فيها وحيدةً، وأيضا ذكريات مشتركة تحولت إلى ذكريات خاصة جدًّا، أقدم ذكرياتي في متسعٍ كبيرٍ من النقاء والصفاء، وذكريات ساكنة بداخلي، وعنيفة متمردة في الوقت ذاته، وتأخذ نصيبها من الانتباه والسيطرة”.