كل طفل في أي مكان في العالم مهدد بالإساءة والاستغلال وحماية الأطفال مسؤولية الجميع في مجتمعاتنا الإنسانية، ولأجل هذا الهدف النبيل يأتي برنامج بناء قدرات الأطفال (مبادرة سفراء حماية الطفل) لتمكين هؤلاء السفراء لتثقيف أقرانهم الأطفال في مجال حماية الطفل، وقد التقينا بالأستاذة شنونة بنت سالم الحبسية -عضوة اللجنة العلمية للمؤتمر الإقليمي لحماية الطفل والخبيرة التربوية بمكتب وكيل التعليم والمناهج لوزارة التربية والتعليم فإلى التفاصيل.

اتفاقية دولية

ما أهداف هذه المبادرة؟

قبل التطرق لأهداف البرنامج أحب أن أوضح أنه تزامنا مع الاحتفال العالمي بمرور 30 على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، تقرر أن يتم تدريب عدد من أطفال السلطنة ليكونوا سفراء الحماية لأٌرانهم في المجتمع المدرسي تنفيذا للتشريعات العمانية المتعلقة بحقوق الطفل كقانون الطفل الصادر بموجب المرسوم السلطاني رقم 22/2014، ولائحة شؤون الطلبة 2017 وفق القرار الوزاري رقم (234/2017)، وأيضا مواكبة للمعاهدات الدولية التي صادقت عليها السلطنة بموجب مراسيم سلطانية سامية والمتعلقة بحقوق الطفل: مثلا الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي صادقت عليها السلطنة بموجب المرسوم السلطاني رقم 45/1996. كما تسعى هذه المبادرة إلى تعزيز الوعي ونشر ثقافة حماية الأطفال في المجتمع وبناء القدرات والمهارات من خلال تزويد الأطفال بالمعارف والمهارات المختلفة والمتعلقة بحماية أنفسهم من شتى أنواع العنف والإساءة مع الحد من أضرار الإساءة بالإضافة إلى الحد من أضرار الإساءة والعنف على الأطفال وضمان مجتمع صحي وآمن لهم.

حكاية السفراء

كيف تم اختيار هؤلاء السفراء؟

تم اختيار عدد 20 من الأطفال واليافعين من الذكور والإناث وأيضا من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومن دار الأيتام، من الصفوف الدراسية الثامن والتاسع، ليشاركوا في التخطيط وتنفيذ الأنشطة وحلقات العمل لنشر التوعية وقد تم اطلاق هذه المبادرة قبل افتتاح المؤتمر الدولي العربي السادس للوقاية من سوء معاملة الأطفال والإهمال ” اسبكان عُمان 2019”، ليشارك هؤلاء السفراء في التخطيط وتنفيذ الأنشطة وحلقات العمل لنشر التوعية ومن المتوقع أن يمتلك هؤلاء الأطفال المهارات التالية: مهارات القيادة والتأثير الإيجابي على من حولهم والقدرة على الإقناع وإدارة مجموعة من الأقران إلى جانب المهارات العالية في التعاون والعمل ضمن الفريق وهناك قدرات الاتصال والتواصل مع أقرانهم ومهارات التحدث وكتابة التقارير والالتزام بالنظام وإدارة الوقت والمرونة.
يتم بناء القدرات من خلال التركيز على مجموعة من الجوانب وهي المواطنة وأهميتها وحقوق الطفل وخط حماية الطفل ومهارات التيسير في كيفية نقل التدريب على جوانب الحماية لأقرانهم الطلبة وفن مهارات الإلقاء ومواجهة الجمهور وكذلك صقل مهاراتهم في التعامل والتوعية في ما يخص التنمر والتحرش الجنسي والانترنت ووسائل الاتصال المتعددة وسلبياتها على الأطفال.

التشريعات العمانية

هل لكم بإخبارنا عن التشريعات  المعنية بحقوق الطفل  في السلطنة ؟

تكفل هذه التشريعات الوطنية في بلادنا حقوق الإنسان بصفة عامة، لكنها تمنح الأطفال رعاية وافية، إذ تكفل لهم ممارسة واكتساب حقوقهم بكل يسر وسهولة في إطار حياة مجتمعية آمنة ومطمئنة، وقد عملت الدولة بصورة مستمرة على تعديل القوانين النافذة، واستصدار ما يلزم من تشريعات جديدة بما يوافق متطلبات الواقع ومصلحة الطفل الفضلى ومنها: النظام الأساسي للدولة الصادر بموجب المرسوم السلطاني رقم 101/96 ، وبموجب المرسوم السلطاني بتعديل بعض أحكام النظام الأساسي للدولة رقم 99/2011، وهناك قانون الأحوال الشخصية الصادر بموجب المرسوم السلطاني رقم 32/1997. وقانون الطفل الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 22/2014 والعديد من القوانين الأخرى.