تعد قضية العيش المشترك من أهم القضايا المعاصرة التي شغلت المهتمين في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية؛ لما لها من أثر مباشر في حياة الشعوب والدول؛ لذلك تعددت المفاهيم الدالة عليها. العيش المشترك باختصار هو التعايش السلمي مع الآخر ومخالطته والاستفادة منه وإفادته والتعاون معه بكل الأشكال المتاحة، فيتحقق للإنسان بذلك السلام الداخلي، ويتحقق للمجتمع السلام الاجتماعي، ويتحقق للعالم السلام العالمي.

مدى وعي المعلمين بالعيش المشترك

طالبة الدكتوراه حوراء بنت حسن العجمية، تخصص مناهج وتدريس الدراسات الاجتماعية بكلية التربية، تحدثت في رسالتها عن مناهج وتدريس الدراسات الاجتماعية في الأعوام من (2021-2017) إذ تقول: تساءلت في دراستي عن مدى فاعلية البرنامج التدريبي القائم على أولويات الأمم المتحدة في تنمية وعي معلمي الدراسات الاجتماعية بالعيش المشترك، ودافعيتهم نحو تطبيقه، وإدماجه في ممارساتهم التدريسية الصفية.

تحليل

ولتحقيق هدف الدراسة الرئيس تقول الطالبة حوراء: قمت بتحليل الجوانب المتعلقة بالعيش المشترك والمضمنة في وثائق الأمم المتحدة، وتحليل الوثائق الرسمية المحلية وهي: فلسفة التربية ومصفوفة المدى والتتابع، وكتب الدراسات الاجتماعية في سلطنة عمان للصفوف من (5 إلى 12).

سبع أولويات للعيش المشترك

وتضيف العجمية: خلصت الدراسة إلى سبع أسس حددتها الأمم المتحدة كأولويات لها للعيش المشترك وهي: السلام وحل المشكلات، التعاون، التسامح، العدل والمساواة، التنوع الثقافي، الوسطية، والحوار. حيث تم إعداد البرنامج التدريبي على أساس هذه الأسس وتطبيقه على 25 معلمًا ومعلمة من معلمي الدراسات الاجتماعية للصفوف من 5 وحتى 12 في محافظة مسقط. كما تم قياس تصوراتهم عن جوانب التعلم المتعلقة بالعيش المشترك، والصعوبات المرتبطة بإدماج جوانب التعلم المتعلقة بتعزيز ثقافة العيش المشترك في الفصول الدراسية من وجهة نظر معلمي الدراسات الاجتماعية الخاضعين للبرنامج التدريبي.

المنهج المختلط

اعتمدت حوراء في دراستها المنهج المختلط الذي يجمع بين المنهج الوصفي والمنهج شبه التجريبي، كما تذكر في حديثها: استخدمت مقياس الوعي للقياس من خلال ثلاث طرق هي: الاختبار المعرفي الذي ضم 18 سؤالًا من فئة الاختيار من متعدد، والاستبانة متضمنة 28 سؤالًا، ومقياس المواقف متضمنًا 21 موقفًا.

تضمين العيش المشترك في مناهج الدراسات الاجتماعية

تؤكد حوراء العجمية في دراستها على أهمية التربية على العيش المشترك، وتوصي بضرورة تضمين التربية على العيش المشترك في مناهج الدراسات الاجتماعية وإقامة دورات وبرامج لتدريب المعلمين على ثقافة العيش المشترك وتنميتها عند طلبتهم.