حوار / خلود البوسعيدي 

يُزيِّن الورد من حولنا الأمكنة، ويتبوأ ودًّا في الأفئدة، غير أنه قد يتعرض لإصابات تسلب جماله وتذّوي رونقه وتورثه الوهن! في الحوار الآتي، يتحدث عبد الباقي بن أحمد الرئيسي، مساعد مدير محطة التجارب الزراعية لعلم النبات، عن أبرز إصابات الورد وطرق التغلب عليها، فكيف نحمي الورد؟

أنواع الورد:

تنتشر زراعة الورد في أرجاء عمان بيوتًا وطرقًا وحدائق، ويذكر الرئيسي أشهر أنواع الورد زراعةً: “ثمة أنواع عدّة يميل العماني لها، فهناك الورد العماني أو الورد المحمدي ذو اللون الوردي وأحيانًا الأحمر، والورد الجهوري، والورد الشيرازي والبلغاري والسوري. كما توجد وردة السلطان قابوس التي تم استنباطها بعد دراسات وبحوث وجاءت تقديرًا من جمعية الورد العالمية للسلطان وإسهاماته في مجالات مختلفة”، ويضيف عن قيمة الورد: “فضلا عن قيمته الجمالية فإن للورد استعمالات أخرى؛ إذ يتم استخلاص الأدوية منه، فهو يكافح الالتهابات ويخفف الحمى ويعالج التشنجات ويخفي آثار الجروح، إضافة إلى استعماله في صناعة العطور والأطعمة أيضًا. وفي نيابة الجبل الأخضر التابعة لولاية نزوى تكثر زراعته لعوائده الاقتصادية الواعدة، وهذا ما يتطلب العناية به ووقايته من أي إصابات تهدده”.

أمراض الورد:

ومن هذه الإصابات أمراض الورد، وعن أبرزها وأعراضها يقول: “من أبرز أمراض الورد الفطرية انتشارًا (البياض الدقيقي Powdery mildew)، ويظهر على هيئة مسحوق أبيض أو رمادي يغطي الأفرع والأوراق والبراعم الزهرية. كذلك يصاب الورد بمرض (التبقع الأسود Black spot)، وأعراضه ظهور بقع سوداء على أوراق الورد محاطة بلون أصفر. كما يُعدُّ (صدأ الأوراق Leaf rust) أكثر خطرًا على الورد من سابقيه، ويظهر هذا المرض على الجانب السفلي للأوراق بلون برتقالي أو أحمر ومن ثم يتحوَّل إلى اللون الأسود”.

ويضيف: “كما يتعرض الورد للإصابة بأمراض فيروسية خلال عملية الإكثار منها: (تبرقش الورد الشائع (Common rose mosaic الذي يتسبب بتبرقش الأوراق وظهور بقع صفراء إضافة إلى اصفرار العروق، وهناك مرض (التبقع الحلقي على الورد (Rose ring pattern الذي تشبه أعراضه مرض تبرقش الورد كثيرًا. وثمة أمراض بكتيرية كـ (التدرن التاجي Crown gall) الذي تحدث الإصابة به عن طريق الجروح الناتجة من عمليات النقل والتقليم والتعشيب حول الورد أو جروح التطعيم، فتظهر انتفاخات تشبه التورم على الساق”.

ويستدرك موضحًا طرق حماية الورد من هذه الإصابات: “عند ملاحظة أعراض مرض الورد يجب استعمال المبيدات الفطرية المتخصصة حسب الاحتياج، كما ينصح في حالة ظهور الإصابة بتقليم النباتات وحرق المخلفات قبل موسم النمو. ومما يساعد على حماية الورد والاحتفاظ بنضارته التأكد من خلو أشتال الورد من الفيروسات والبكتيريا عند زراعتها، وتفادي أضرار الجروح، وتعقيم أدوات التقليم، وسرعة التخلص من الورود المصابة بالمرض لتفادي انتقاله”.

الورد والحشرات:

وكما تؤثر الأمراض على الورد فإن للحشرات دورًا في تدهور الورد، وعن ذلك يقول الرئيسي: “هناك عدد من الحشرات المؤذية التي تهاجم الورد ملحقة به الضرر، مثل: حشرة (المن (Aphidsالتي تتطفل على الورد حديث النمو وغالبًا ما تتجمع على حواف البراعم الزهرية وأعناقها وتقوم بامتصاص عصارتها النباتية، كما أن مخلفاته المن تجذب الحشرات الأخرى إلى الورد وخاصة النمل!”.

ويتابع: “ومن أخطر الآفات الحشرية على الورد أيضًا (العناكب الحمراء Red spiders) وهي تتسبب بظهور نقاط مبرقشة على أوراق الورد ثم يتحوَّل لونها إلى الأصفر ولا تلبث أن تسقط قبل اكتمال نموها. وقد يلاحظ أحيانًا تحت أغصان الورد الذابلة وجود ثقوب صغيرة، تعود هذه الثقوب لـ (ثاقبات الأغصان (Cane Borers إذ تقوم هذه الحشرات بوضع بيضها في الثقوب مسببة ذبول أغضان الورد الفتية”.أما عن كيفية حماية الورد من الحشرات المؤذية فينصح قائلًا: “على زارع الورد أن يتوخى حمايته من الحشرات من خلال رش المبيدات الحشرية عند بداية تشكُّل البراعم الزهرية، أو حدوث الإصابة باستخدام المبيد المناسب، كما يُنصح بتقليم الأغصان والتخلص بالحرق من نواتج القص لضمان حماية بقية الورد من الإصابة”.

أعفان الورد:

ويتعرض الورد للإصابة بالأعفان لاسيما إن جرى التقليم بطريقة خاطئة، أو كثُر ريّه، ويشرح الرئيسي ذلك: “للأعفان أيضًا دور في تدهور الورد، فقد يحدث موت تراجعي للورد بعد التقليم، لاسيما إن كان التقليم بطريقة خاطئة كحدوث خطأ في زاوية التقليم، فتبقى قطرة الماء على الساق مما يؤدي لتدهور الورد، وتنزل الإصابة وتعم أجزاء الورد ما لم يتم تعقيم موضع الإصابة”.

ويضيف: “وقد تكثر الأعفان في الورد نتيجة الري الجائر، فينتشر العفن ويؤدي إلى وهن الورد وضعفه، لذا يمثِّل الحرص على ري الورد بطريقة سليمة، في أي تربة غرس بها في المنازل أو البيوت البلاستيكية أو الحدائق؛ سبيلًا لحمايته والاستمتاع الممتد بجماليته”.