“شكر وعرفان لعمان وأهلها لطيب المعشر وحسن الاستضافة والصداقة، ولجامعة السلطان قابوس، وكلية العلوم الزراعية والبحرية، وقسم علوم الحيوان والبيطرة…” عبر هذه الكلمات النابعة من القلب ودعنا الأستاذ الدكتور عثمان محجوب جعفر من قسم علوم الحيوان والبيطرة، وذلك في حفل افتتاح معرضه التشكيلي الفردي “الفن للجميع” تحت رعاية صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد ـ الأمين العام المساعد لتنمية الابتكار في مجلس البحث العلمي.
وبلغ عدد الأعمال الفنية في المعرض 30 عملًا تشكيليًّا ما بين واقعي وتجريدي وخط عربي باستخدام الألوان المائية وألوان الأكريليك ووسائط متعددة، وعدد هذه الأعمال يجسد سنوات عمل الأستاذ الدكتور عثمان؛ فعلى مدار الثلاثين عامًا من حياته ومهنته في الجامعة قام بالتدريس والإشراف على عدد كبير من الطلبة، ووصل الكثير منهم إلى مناصب حكومية وأكاديمية بارزة، وعلى الرغم من البيئة الأكاديمية المحيطة به إلا أنه استمر في متابعة فنه ورسمه لأنها تجمّل الحياة وتجعلها أكثر متعة وإشراقًا، وشجع أبناءه على متابعة مساعيهم الفنية لإيمانه بأن الفن للجميع، وهذا المعرض هو إهداء لتلك السنوات التي عاشها في بلد أصبحت وطنا ثانيا له ولعائلته.
كما شكلت علاقة الأستاذ الدكتور عثمان بالشعب العماني والطبيعة الجميلة جزءًا كبيرًا من إلهامه بقدر ذكرياته عن مسقط رأسه؛ فرسمَ الوجوه والمناظر المحيطة وصور الجمال الفطري على القماش ووسائط أخرى على مرِّ تلك السنين، ويقول عن ذلك: “هذه اللوحات تعكس جمال الطبيعة والحياة اليومية في السلطنة كما تتحدث عن مهن مختلفة كالرعي وتربية الحيوانات ومنها الجمال والأغنام والخيول، ولقد قمت بجولة في السلطنة خلال السنوات الماضية والتقيت بهؤلاء الناس الطيبين وخاصة أثناء الزيارات العلمية الميدانية”، مضيفًا بأن الخط العربي هو الموضوع الثاني الذي تناوله في أعماله باعتباره الفن الإسلامي الأول إلى جانب الاتجاه التجريدي في الفن، ومن خلاله تطرق الأستاذ الدكتور عثمان إلى العلاقات الإنسانية الحميمية وقريته التي عاش فيها في بلده السودان.
الجدير بالذكر أن البروفيسور عثمان محجوب جعفر من مواليد عام 1953 بقرية البركل بالولاية الشمالية في السودان، والتحق، بعد الانتهاء من دراسته الجامعية والماجستير في جامعة الخرطوم، بجامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية لمدة ثلاثة أعوام، ثم انتقل إلى نيوزيلندا لمتابعة دراسة الدكتوراه، وجاء إلى السلطنة في عام في صيف عام 1989 والتحق بسلك التدريس بكلية العلوم الزراعية والبحرية في الجامعة.