X638311283768843821

 

 


 

 

Banner-02

 

الشعر صوتي القادم من غربة لم أعشْها

سمعتُ قصائد عُمانية ناشئة يقف لها شَعْرُ الرأس

أخلق قوالبي حتى أقول: لي جنة لم يؤثثها سواي

 

حاورته ـ إخلاص الزكوانية

ـ رضع البلاغة من صدر قبيلته التى تربطها بالشعر النبطي علاقة نسب، لكن لم يفطمه ذلك عن ثدي الفصحى؛ فراح ابن “جازان” يسقينا إبداعا من نهر القصيدة الفصيحة: “بسملة على كتيب وطن”، “يقينا يرشح الرمل”، “موت يشتهي الورد” ثلاث مجموعات شعرية ولديه مزيد.. إنه الشاعر السعودي حسن بن عبده صميلي، فارس عدد من المسابقات الشعرية، والذي ذهبنا لنحاوره على ضفاف مشاركته في مهرجان الخليل الأدبي؛ وعدنا بحروف عذبة لا يتقن عزفها إلا شاعر متمكن، وإليكم الدليل:

هلا حدثتنا عن ميلاد ذاتك الشعرية وبدايتها؟


البدايات التي تصطاد الشاعر هي بداياتٌ تشبه صعود سُلَّمٍ مهترئ لا يقوى على حمل نفسه؛ فكيف يستطيع شاعر أن يتجاوز البدء وفِي داخله نهايات لم يكتمل غبَشُها. إنني أَجِد بدئي في قهوة أمي، وفِي ذكرياتي وأنا أتبع خطوات أبي، وكلما راهنتُ على ولادتي الشعرية كان هتافُ الشكِّ أسرعَ من يقيني ويقين آبائي القُدامى.

أقصائد الشاعر حسن خلاصة تجاربه؟ أما أنها نبوءة من الخيال؟


القصيدة هي الحدسُ الأول والعاشرُ في مسامات جلدِكَ أيها الشاعر، وإنك في قَلَقٍ منك حتى تتعثر خطواتك الأولى ثم ترتاح، وأحسب أنَّ خيالَ الشاعر حقيقتُه التي تركض في نحيب الأرض.

 

يُطلق عليك شاعر الحداثة، أتمردت على قولبة الشعر المتعارف عليه أم تفردت بقالبك الخاص؟


القوالب التي تلبسها نداءاتي هي قوالبُ الخطى الأولى لشاعر حقيقيّ لم يتعثر إلا بأثَرِه، ولم يصحبْ معه في عتمة الطريق غير قنديله الزاكي وأسمائه المشتهاة والحداثة هي ما تقوله لغتي لا ما أقولها، وما تجترحه خطايا الحرف الماثل في كل جملة مثقلة، إنني أخلق قوالبي حتى أنام هانئا مرتاحا؛ وحتى أقول: لي جنة لم يؤثثها سواي.

كيف كان الشعر متنفسا للشاعر حسن؟


الشعر صوتي القادم من غربة لم أعشْها؛ لكنني توهمتُها رغما عني، والشعر خيباتي التي أحملها على فِقَرات ظهري حين يتعب الدرب والسبيل، والهروب من الشعر إلى الشعر يشبه هروب موسيقا من لذة قصيدة.

صدر لك ثلاثة دواوين شعرية حدثنا عن التجربة؟


صدرت لي ثلاث مجموعات شعرية، ومن الأولى إلى الثالثة أستفز البذخ داخلي في كل مرة، وأسأله كيف أكون مثقلا بي لا بسواي، وكيف أقطف غيمةً من مكان قصيٍّ وعصيٍّ على نبوءات غيري.

الطبيعة حاضرة بقوة في قصائدك، فكيف تخلق القصيدة منها؟


ربما تولد الطبيعة من رحم القصيدة، أو تولد القصيدة من رحم الطبيعة، ولا يهمُّ الشاعر إلا أن يفيدَ من كل ذرَّة تسكن خراب العالم، ويجعل من خيمته مزارًا للغة المغايرة التي تقول لك دائما: كن غيابي أكن حضورك.

كيف تقيم النقد الشعري العربي؟


النقد في كل الآداب العالمية خدينُ الشعر وصوتُه الذي يقارب الشك باليقين واليقين بالشك؛ لكن غربة النقد العربي طويلةٌ كغربة ليل امرئ القيس، فمتى تخلع هذه الغربة أوزارها ومتى تشمِّر ساعديْها لاحتضان بريدٍ قادم من القصيدة.

ما الذي يهدد كيان القصيدة العربية من وجهة نظرك؟


لا يهدد كيان القصيدة العربية غير التكراروغياب الهوية والنَّفَس الشعري الفريد؛ إن القصيدة تطلق شهيقها وزفيرها معنا غيابًا وحضورا.

القصيدة التي تستريح فيها من سفرك الطويل؟


وما إنْ تمرَّ على حزنِ هذا الطريقِ
حدِّقْ طويلًا بِمَنْ أنكروا صوتَهُمْ في العراءِ
وحدِّقْ طويلًا بآثارِ من أنكرتْهُمْ خُطَاكْ
وحين يفرُّ الجياعُ إليكَ
يبيعون أحلامَهُم للفناءِ المكثَّفِ
حاجتُهُمْ في البقاءِ كحاجةِ معناي للركضِ
كُنْ يا صديقي اكتمالَ المخاضِ
وكُنْ يا صديقي اكتمالَ الهلاكْ.

كلمة توجهها للشعراء العمانيين الناشئين؟


سمعتُ قصائد ناشئة في مهرجان الخليل الأدبي في جامعة السلطان قابوس يقف شَعْرُ الرأس من حجم جمالها، إنها تضيء نوافذنا مع كل جملة شعرية، وتستحث مسامات جلودنا مرةً بعد مرة، إنهم صوت القصيدة الذي لا يخبو صهيله، وذاكرتها التي ما غابت إلا لتحضر نشيدا حالمًا.

About the Author

Dnngo Company

بوابة أنوار الإخبارية