عززت جامعة السلطان قابوس دورها الريادي في مجال البحث العلمي من خلال دعمها المتواصل للمشاريع البحثية، حيث بلغ عدد مشاريع المنح الداخلية المدعومة حتى نهاية 2018م (1474) فيما بلغت مشاريع المنح الخارجية (64) مشروعًا بحثيًّا، منها (12) مشروعًا تمَّ دعمها في العامين الأخيرين، إضافة إلى المنح المقدمة من شركة عمانتل التي دعمت (3) مشاريع بحثية 2018م، والمنح المقدمة من شركة بي بي عُمان التي دعمت في عامي 2017 و2018م (3) مشاريع بحثية.
جاء ذلك في تصريح للدكتورة رحمة بنت ابراهيم المحروقية – نائبة الرئيس للدراسات العليا والبحث العلمي – حول مصادر تعزيز الإنتاجية البحثية في جامعة السلطان قابوس، إذ أكدت أن البحث العلمي يعد ركيزة أساسية في النهوض بالدول وضمان تقدُّمها، ويُمثِّل رفده بالتمويل أولوية مهمة في جامعة السلطان قابوس، فالجامعة تحرص على دعم جهود الباحثين وتعزيز اهتماماتهم البحثية بتوفير الإمكانات اللازمة لإجراء الأبحاث التي تخدم توُّجهات السلطنة وترفد قطاعاتها المختلفة، الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية وغيرها، بمعارف تسهم في إيجاد الحلول وتمكين السلطنة من مواجهة تحديات المستقبل.
وأشارت إلى أن الجامعة قد سعت منذ تأسيسها عام 1986م إلى إيجاد آفاق متنوعة لدعم البحث العلمي، وعلى مدى السنوات الماضية استطاعت أن تُوجد مصادر متعددة أسهمت على نحو فاعل في تنشيط الحراك العلمي ودعم عدد متزايد من المشاريع البحثية المختلفة. مبينة أن الاستشارات البحثية تأتي في طليعة هذه المصادر، إذ سعت الجامعة إلى تقديم خبراتها الاستشارية لمؤسسات القطاعين العام والخاص، وهي خدمات تنطوي على أبحاث تطبيقية موجَّهة لحل مشاكل تساعد تلك الجهات على معالجة بعض التحديات الراهنة، أو خلق فرص جديدة، أو التوصُّل إلى اكتشافات جديدة. مضيفة أن عقود الخدمات الاستشارية المقدمة من خبرات الجامعة قد بلغت (583) عقدًا حتى نهاية العام المنصرم، منها (71) عقدًا في عامي 2017 و2018م.
وعن المنح الخارجية وأهميتها في دعم البحث العلمي قالت: يتم دعم المشاريع البحثية أيضا في الجامعة من خلال المنح الخارجية التي تشمل المنح المقدمة من الهيئات الوطنية أو الإقليمية أو الدولية، ومن القطاع الصناعي والأفراد والمؤسسات الخيرية التي تدعم البحث الأكاديمي في بعض المجالات. مشيرة إلى أن عدد المشاريع المدعومة من هذه المنح قد بلغ حتى نهاية العام المنصرم (64) مشروعًا بحثيًّا.
أما المنح الداخلية فأكدت الدكتورة أنها مصدر مهم بل هو الأبرز في دعم الحراك العلمي في الجامعة، فهذه المنح تُدعم من الموازنة السنوية والموارد الداخلية للجامعة، وعدد المشاريع البحثية المدعومة من خلالها حتى نهاية العام المنصرم قد بلغ (1474) مشروعًا بحثيًا، وقد تم في العامين الأخيرين فقط دعم (176) مشروعًا بحثيًّا! يضاف إليها ما دعمته منح عمادة البحث العلمي من مشاريع في عام 2018م والبالغ عددها (22) مشروعًا بحثيًّا.
وعن منح الدعم السامي الإستراتيجية للبحث العلمي قالت المحروقية أنها تُمثِّل أهمية خاصة للسلطنة فقد جاءت هذه المنح بتوجيه وكرم من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس لدعم المشاريع البحثية الإستراتيجية الهادفة إلى إنتاج المعارف الجديدة، والاكتشافات التي تعود بفوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة على المجتمع العماني على المدى البعيد. موضحة أنه منذ انطلاق هذه المنحة في 2001 حتى 2018م تم دعم (94) مشروعًا بحثيًّا إستراتيجيًّا، منها (14) مشروعًا إستراتيجيًّا في عامي 2017 و2018م.
وبينت الدكتورة أن المنح المشتركة تعد رافدًا آخر للبحث العلمي، وفي هذا الصدد قالت: تشترك جامعة السلطان قابوس مع غيرها من المؤسسات الحكومية والخاصة المحلية والإقليمية والدولية في تخصيص مبالغ للبحث العلمي لدعم الأبحاث ذات الاهتمام المشترك، ومن هذه المنح برنامج دعم البحوث لدول مجلس التعاون الخليجي، والمنح المشتركة مع جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعات جنوب أفريقيا، وجامعة قطر. وبلغ عدد المشاريع البحثية المدعومة من هذه المنح منذ 2003 حتى 2018م (53) مشروعًا بحثيًّا، منها (16) مشروعًا بحثيًّا تم دعمها مع جامعة الإمارات المتحدة وجامعات جنوب أفريقيا في العامين الأخيرين.
وحول استفادة الجامعة من منح مجلس البحث العلمي ودور هذه المنح في دعم الطلبة قالت الدكتورة: تستفيد الجامعة من هذه المنح سواء المنح البحثية المفتوحة أو المنح الإستراتيجية أو برنامج دعم بحوث الطلاب، وهي ترتبط بالمجالات التي يُحدِّدها مجلس البحث العلمي بوصفها أهم مجالات المعرفة. ودعمت هذه المنح عددا كبيرا من المشاريع البحثية المهمة في السلطنة بلغت منذ 2010 حتى 2018م (95) مشروعًا بحثيًّا، منها (15) مشروعًا بحثيًّا طلابيًّا تم دعمها في العامين الأخيرين.
ومن المهم أن أشير هنا إلى أن مجلس البحث العلمي اعتمد هيكلة جديدة لدعم البحوث العلمية تحت مسمى برنامج تمويل البحوث المبني على الكفاءة (Block Funding)، وينطوي تحت مظلته ثلاثة برامج مختلفة وهي: المنح البحثية، المنح البحثية للطلاب، المنح البحثية للخريجين، ومن المتوقع أن يتم تفعيل المشاريع المعتمدة ضمن هذه البرامج في منتصف العام الحالي 2019م.
واختتمت المحروقية حديثها بالتأكيد على أن جامعة السلطان قابوس تُفرد اهتمامًا صاعدًا بتحفيز البحث العلمي ودعمه بمختلف السبل، وأن لمؤسسات المجتمع في القطاعين الحكومي والخاص حضورًا بارزًا في النهوض بهذا المجال ويُطمح إلى توسعت نطاقه مستقبلا. مشيرة إلى أن إبراز الجهود والإنجازات البحثية والنتاجات المعرفية التي انتهت إليها البحوث المموَّلة من مختلف المصادر الداعمة أمر ضروري ليتعرف عليها المجتمع بمختلف مؤسساته، وأن الجامعة تحرص على ذلك عبر إقامة الملتقيات والندوات ودعوة المؤسسات والباحثين للمشاركة والحضور.