X638311283768843821

 

 

Banner-02

 

 

 

الصيد الشبحي في قفص الاتهام

يمثل معدل وفيات الصيد غير المعروف في جميع أنحاء العالم مصدرًا كبيرًا لعدم اليقين في أنظمة المصايد السمكية، وهناك أنواع مختلفة من وفيات الصيد غير المعروفة، إذ يعد “الصيد الشبحي” أو “الصيد الخفي” واحداً منها، ويعرف الصيد الشبحي بأنه: قدرة معدات الصيد على الاستمرار في العمل وتحفيز الوفيات للكائنات الحية المائية بعد أن تفقد كل السيطرة على تلك المعدات من قبل الصيادين، خصوصا شباك الصيد والخيوط الطويلة وأقفاص الصيد المعروفة محليا بالدوابي أو الجراجير، إضافة إلى موت الكائنات البحرية وغيرها، نتيجة الاستمرار في صيد الأسماك فإن المعدات المفقودة تتسبب أيضا في تلوث البيئة البحرية وتخريب الشعاب المرجانية خاصة.

 

لماذا نفقد أقفاص الصيد؟

يذكر الدكتور حسين بن سمح المسروري -أستاذ مساعد في قسم العلوم البحرية والسمكية في كلية العلوم الزراعية والبحرية- أن السبب الرئيس في فقدان أقفاص الصيد يتمثل في تداخل معدات الصيد، يتبعه التخريب وحوادث اصطدام القوارب والسفن بمعدات الصيد والتيارات البحرية القوية، والطقس السيء واشتباك المعدات بالقاع. ويستعرض عددًا من الحلول التي يمكن أن تحد من هذه المشكلة، والمتمثلة في تقنين مواقع الصيد والرقابة وتطبيق القانون واستعمال التقنية الحديثة.

 

 

أقفاص تعمل في غير وقتها


ويتسبب الصيد الشبحي لأقفاص الصيد في عمان بخسارة سنوية قدرها 1102.4 طن بقيمة 910574 ريال عماني، ويفسر الدكتور المسروري عملية “الصيد الشبحي” قائلًا: “عند فقدان أقفاص الصيد فإن الأسماك تستمر في الدخول إليها بسبب ما تبقى من طعم، أو لأسباب سلوكية كانجذاب الأسماك للقفص، أو بسبب وجود أسماك أخرى داخله، وعند موت الأسماك التي تدخل القفص فإنها تكون طعما لجذب أسماك أخرى لتستمر العملية والتي تقدر بثلاثة أشهر حتى تحلل القفص وانتهاء فاعليته”.
ولأن الصيد الشبحي أصبح شبحًا يؤرق الصيادين، فإنهم على استعداد لاستعمال أية طريقة من شأنها أن تحد أو تقلل من المشكلة، طالما أنها لن تؤثر في فاعلية أقفاص الصيد، ويذكر الدكتور المسروري طريقتين عموما للحد من مشكلة الصيد الشبحي لأقفاص الصيد، تتمثل الأولى في التقليل من فقدان الأقفاص عن طريق تطوير معدات الصيد وتحسينها أو باستعمال التقنية والابتكار الصناعي لاسترجاعها عند الفقد، أما الثانية فهي منع الأقفاص من الصيد في حالة فقدانها عن طريق الابتكار الصناعي لمواد متآكلة (ذائبة) أو عن طريق التحلل البيولوجي الطبيعي.

 

 

نحو المستقبل بطريقة طبيعية

ويؤكد الدكتور حسين أنه -وعلى عكس التحلل البيولوجي- فإن أغلب الحلول الأخرى عادة ما تكون ذات تكلفة مالية عالية مقارنة بعدة الصيد المستعملة، وسعرها ومستخدميها من الصيادين التقليديين، إذ يشير إلى أن بحثه سعى إلى دراسة الألياف الطبيعية وقوتها ومدة حياتها في مياه البحر، وإمكانية استعمالها في تركيب أقفاص الصيد (تركيب القمع مع جسم القفص) بدل استعمال الألياف الاصطناعية لتعمل مؤقتا لفتح القفص وإبطال عمله بعد 10 أيام في حد أقصى، وعندئذ تقل مدة الصيد الشبحي.

 

 

الخواص الفيزيائية للألياف الطبيعية


وعن الدراسة يقول الدكتور المسروري: “أجريت التجارب الميدانية بمتغيرات مختلفة ومتعددة لدراسة تأثير مياه البحر في الخواص الفيزيائية (قوة التحمل والاستطالة) لستة أنواع مختلفة من الألياف الطبيعية (الجوت والسيزال والقطن وسعف النخيل وألياف النخيل وجوز الهند)، المتوفرة في الأسواق المحلية، وبخصائص مختلفة مثل (الكثافة الخطية الفردية، والإجمالية، والقطر، وعدد الخيوط الأساسية المفردة، وعدد الدوران للمتر بإجمالي 24 نوعا).
لاحظ الدكتور المسروري انخفاضا في قوة التحمل والاستطالة للألياف، ويضيف: “أظهرت ألياف جوز الهند أعلى مقاومة للتعفن، تليها ألياف شجرة النخيل (أكثر من 48 يوما)، ثم ألياف القطن والتي أظهرت تدهورا سريعا للغاية ومقاومة منخفضة للتعفن (أقل من 40 يوما) والتي ما تزال تعد طويلة جدا”، إذ يوكد المسروري أن الدراسة تهدف إلى إنهاء العمر الافتراضي للألياف وانفصال القمع عن جسم القفص خلال 8-10 أيام.

 

 

نجاح ألياف القطن وسعف النخيل

ولتقليص عمر الألياف الافتراضي استعمل الدكتور المسروري بعض الأثقال لتسريع الانخفاض في قوة التحمل والاستطالة مما يعني تقليل العمر، ويوضح: “نجحت التجارب في خفض عمر بعض الألياف من 41 يوما (984 ساعة) إلى ثمانية أيام (192 ساعة) لألياف القطن وسعف النخيل. ولذلك يوصى باستعمالها في أثناء تركيب أقفاص الصيد مع وزن محدد وعدد خيوط قليلة؛ للحد من مشكلة الصيد الشبحي، وسوف نجرب في المستقبل الألياف التي أظهرت نتائج جيدة في أقفاص الصيد أثناء الصيد الفعلي لدراسة فاعليتها الاقتصادية وجدواها”.

 

About the Author

ايمان الحسنية

ايمان الحسنية

محرر محتوى