نظم مركز رصد الزلازل حلقة عمل دولية حول المخاطر الطبيعية وأنظمة الإنذار المبكر بالتعاون مع الإيسيسكو، وبلغ عدد المشاركين في الورشة أكثر من خمسين مشاركا من الدول الأعضاء في الإيسيسكو، وتهدف الحلقة التدريبية إلى زيادة الوعي حول المخاطر الطبيعية والحد من مخاطر الكوارث لأصحاب الشأن الرئيسيين الذين لديهم معرفة بشأن إدارة الكوارث. كذلك لتبادل الخبرات من خلال الجمع بين خبراء الحد من مخاطر الكوارث من الدول الأعضاء في الإيسيسكو.
وقدم المشاركون من البلدان المشاركة تجارب بلدانهم، لا سيما فيما يتعلق بالجهود المبذولة في مجال الحد من مخاطر الكوارث وإدارة مخاطر الكوارث، ونقل المعرفة واستعمال التقنيات الجديدة للحد من مخاطر الكوارث.
وقالت الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي: “إن الموقع المميز لسلطنة عمان على الركن الجنوبي الشرقي من الصفيحة العربية، بإطلالته على ثلاثة بحار وخليجين، يجعلها عرضة لمجموعة متنوعة من المخاطر الطبيعية مثل الأعاصير والزلازل وأمواج التسونامي وغيرها على مر السنين. في العقدين الأخيرين، ضربت ثلاثة أعاصير وهي جونو، وفيت، ومكونو شواطئ السلطنة، مما ألحق بها دمارًا وأضرارًا كبيرة. إضافة إلى ذلك، تشير الإعدادات السيزموتكتونية في السلطنة إلى احتمال وقوع الزلازل المعتدلة من مصادر عديدة قريبة، ومن المرجح أن تحدث زلازل كبيرة في منطقة الاندساس في مكران، مما يؤدي إلى احتمال حدوث موجات تسونامي ذات تأثيرات خطيرة على الشواطئ العمانية”.
وجاءت أهمية هذه الحلقة بعد أن أصبحت الكوارث الطبيعة أكثر عنفًا وتكرارا في جميع أنحاء العالم بسبب تزايد السكان والتغيرات البيئية. ففي الماضي القريب ازدادت هذه المخاطر في العدد والتردد والتعقيد. وأصبح مستوى التدمير أكثر حدة مع مزيد من الوفيات بين البشر والحيوانات، وفقدان سبل العيش، وتدمير البنية التحتية وغيرها من الآثار، مع تأثيرات مدمرة أكثر. تمثل الفيضانات والزلازل والأعاصير والجفاف والأخطار الطبيعية الأخرى تحديات رئيسة تعيق النمو والاستقرار المستدامين للبلدان.
ويعد إنشاء نظام إنذار مبكر (EWS) خطوة اولية وأمرًا هامًا للغاية، وهو مكون أساسي لا غنى عنه للخفض الفعال لمخاطر الكوارث والقدرة على التأقلم. وهو أمر ضروري للبلدان وصانعي القرار من أجل الحصول على المعلومات ذات الصلة وفي الوقت المناسب بطريقة منتظمة قبل وقوع الكارثة من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة. ففي عام 2015، أطلقت السلطنة نظامها الوطني للإنذار المبكر بالأخطار المتعددة في مسقط، صُمم هذا النظام، ونفذ بدعم فني من اللجنة الأوشيانوغرافية الحكومية الدولية التابعة لليونسكو، للتصدي للأخطار الطبيعية، بما في ذلك أمواج تسونامي والأعاصير والفيضانات. وتدعو السلطنة من خلال جامعة السلطان قابوس البلدان المجاورة إلى تبادل البيانات لتحسين إدارة المخاطر المرتبطة بالتسونامي والأعاصير المدارية في المنطقة ومعالجتها. إن تقاسم هذه التجربة مع المنطقة سيكون له فوائد عظيمة في تطوير الحد من مخاطر الكوارث في المنطقة وزيادة الوعي بأهمية هذا النوع من الأنظمة في ضمان حماية الأخطار في المنطقة وتخفيفها.