الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها ، والتفوق في الجامعة ليس أسهل من تسجيل اسمك بين طلابها، فكثيرون نجحوا في إنهاء ماراثون الشهادة العامة بامتياز ، وحققوا حلمهم في دخول الكلية التي تمنوها زمنا طويلا ، لكنهم وقعوا لأسباب عديدة في ” الملاحظة الأكاديمية” ؛ ليجبروا على ترك الجامعة والانسحاب النهائي منها !
والسؤال الذي يقفز رغما عنا من بين السطور السابقة: كيف النجاة من براثن ” الانسحاب الإجباري لأسباب أكاديمية” من الجامعة وما هو واقع هذا الانسحاب، هل يزداد ضراوة أم أن المعالجات الجامعية له كانت أكثر نجاعا وخفضت من أعداد الطلاب المعرضين له علامات الاستفهام هذه وغيرها أردنا أن نحصل لها على إجابة نموذجية؛ فكان هذا الحوار مع الدكتور سعود بن مسلم الجفيلي ، مساعد العميد للتسجيل بعمادة القبول والتسجيل.

هل يتزايد عدد الطلاب الواقعين تحت الملاحظة الأكاديمية أم يقل ؟
بداية يجب أن نوضح انخفاض عدد الطلبة الذين يزورون عمادة القبول والتسجيل من 4766 إلى 2590 “انخفاض بنسبة 46 ٪”، من ربيع عام 2012 إلى عام 2018، وذلك لارتفاع معدل وعي الطلبة بالقوانين وانخفاض نسبة المشاكل الأكاديمية لديهم أما نسبة طلبة الملاحظة الأكاديمية فكانت 12.28% في فصل ربيع 2009 وهي الأعلى في آخر عشر سنوات، على ذلك عملت ادارة الجامعة والكليات ومختلف وحداتها ذات الصلة جاهدة في الوقوف على أسباب وقوع الطلبة في الملاحظة الأكاديمية وتبني الأفكار والمقترحات المذكورة في سبيل خفض هذه النسب والسعي في تطبيق الإجراءات الوقائية والحلول والوقوف على النتائج ، مما كان له الأثر الإيجابي والملموس في انخفاض نسبه الطلبة الواقعين في الملاحظة الأكاديمية لتصل 6.91% في فصل خريف 2018 أي بانخفاض يصل إلى 56% .
ويجدر التوضيح أن النسبة المشار إليها ( 6.91%) هي نسبه الطلبة الواقعين في الملاحظة الأكاديمية في الجامعة ولا تشمل نسبه الطلبة المطالبين بالانسحاب منها ، إذ سجلت الإحصائيات نسبة لا تتجاوز 2% من إجمالي عدد طلبه الجامعة المسجلين، والجدير بالذكر هنا بأن نسبه الملاحظة الأكاديمية في الجامعة تعتبر ضئيلة جداً إذا ما قورنت بالجامعات الأخرى المشابهة لنظام جامعه السلطان قابوس من حيث العدد الإجمالي ونوع التخصصات وقوانين الملاحظة الأكاديمية المطبقة حيث تتعدى نسبة الطلبة الواقعين في الملاحظة الأكاديمية 20% في بعض الجامعات .

متى يعتبر الطالب واقعا تحت الملاحظة الأكاديمية ؟
يُعرفّ الطالب الجامعي بأنه طالب واقع تحت الملاحظة الأكاديمية خلال العام الأكاديمي ” فصل الربيع، وفصل الخريف” عندما يكون معدله التراكمي أقل من 2.00 أوعندما يكون المعدل الفصلي أقل من 2.00 لفصليين متتاليين أوعندما يكون معدل الطالب التراكمي أو الفصلي أقل من 1.00 في أي فصل من الفصول الدراسية ، و يشترط على الطالب تسجيل 9 ساعات معتمده لتطبيق قانون الملاحظة الأكاديمية عليه ، أما في الفصل الصيفي فتسجيل الطالب لـ ” 6 ” ساعات معتمده تعتبر كافية لتطبيق قانون الملاحظة الأكاديمية عليه.
يضيف د. الجفيلي : لا يتم وضع الطالب الجامعي في الملاحظة الأكاديمية في أول فصل دراسي يتم تسجيل 9 ساعات معتمدة فيه ، وإنما يُعرف الطالب في حال استيفائه معايير الملاحظة الأكاديمية خلال هذا الفصل بأنه “عرضة للوقوع في الملاحظة الأكاديمية ” ويستثنى من ذلك الطالب الحاصل على معدل تراكمي أقل من 1.00 خلال فصله الأول ؛فإنه نظراً لشدة تدني مستوى الطالب الأكاديمي يتم وضعه في الملاحظة .
هل يتم مطالبة الطالب بالانسحاب من الجامعة بعد الملاحظة الثالثة ؟
لا يطالب الطالب بالانسحاب من الجامعة بعد الملاحظة الثالثة مباشرة ولكن تطبق على الطالب شروط استثنائية إن استوفاها فيحق للطالب فرصة أخيرة للخروج من الملاحظة الأكاديمية .وهذه المعايير والشروط هي أن لا يكون معدل الطالب التراكمي والفصلي أقل من 1.8 وأن يكون اجمالي عدد الساعات المكتسبة في فصل الملاحظة الثالثة حسب المعتمد مسبقا من المجلس الأكاديمي للجامعة .
ماذا يشترط في الملاحظات الخمس حتى تكون نافذة ؟
فصول الملاحظة الأكاديمية لا تبنى فوق بعضها البعض إلا عندما تكون متتالية ، وعلى سبيل التوضيح ، إذا وقع الطالب في الملاحظة الأكاديمية الأولى ثم خرج منها وبعد فصل أو أكثر وقع في الملاحظة الأكاديمية مرة أخرى فإن هذه الملاحظة تحتسب الملاحظة الأولى للطالب ولا تكون الثانية ، فقد يقع الطالب 4 مرات في الملاحظة الأولى فقط طالما هذه الملاحظات الأكاديمية غير متتالية ومتقطعة ، ويحتسب للطالب أنه واقع في الملاحظة الثانية فقط عند وقوعه في الملاحظة الأولى خلال فصل ثم يقع بشكل مباشر بعدها في الملاحظة الثانية خلال الفصل الذي يليه وإن خرج في هذه الحالة من الملاحظة الأكاديمية ووقع فيها بعد فصل او أكثر فيوضع الطالب في الملاحظة الثانية مرة أخرى وليست الثالثة وهكذا . تتيح هذه الطريقة في تطبيق نظام الملاحظة الأكاديمية فرص أكثر للطالب للخروج من الملاحظة الأكاديمية والتخرج .
ماذا عن آليات معالجة طلبة الملاحظة الأكاديمية بالجامعة ؟
وضعت الجامعة بعض الآليات للتغلب على أسباب الوقوع في الملاحظة الأكاديمية ، يمكن إجمالها في نقاط محددة :
ـ طرح مقرر اختياري جامعي عن القوانين الجامعية بواقع ساعتين معتمدتين، بدون امتحان نهائي (ناجح/غير ناجح) ، يهدف المقرر إلى تعريف الطالب بالقوانين الجامعية الأكاديمية التي تهم الطالب بالاضافة إلى التطرق للمشكلات الأكاديمية التي قد يقع فيها الطالب وكيفية تفاديها واستعراض الحلول المناسبة لها وارشاد الطالب الى الجهات المعنية ذات الصلة التي يمكن اللجوء اليها متى ما دعت الحاجة
ـ تطبيق فكرة المشرف الخبير أو المسؤول في كل قسم من اقسام الكليات المختلفة يُعنى بطلبه الملاحظة الأكاديمية. ويشترط في اختيار هذا المشرف بأن يكون المشرف من اكفأ المشرفين الاكاديميين في القسم ليكون متابعا وبدقه أسباب وقوع طلبه القسم في الملاحظة الأكاديمية وإيجاد الحلول العلاجية الجذرية من خلال المامه التام بالخطط الدراسية الخاصة بالطلبة الموكلين اليه .
ـ حرصاً على السلامة الأكاديمية للطالب فانه لا يسمح لطالب الملاحظة الأكاديمية بالتسجيل في الفصل الصيفي كون الفصل الصيفي مضغوط جدا.
ـ في مجال المشاركات في الانشطة اللاصفية ، يشترط على الطالب أخذ موافقة قبل الشروع في الاشتراك في أي نشاط لاصفي كما يشترط تسجيل الاشتراك بصفة رسمية حتى تؤخذ بعين الاعتبار في حال تغيبه عن المحاضرات وتسجيل اعذار غياب للطالب.
ـ لا يسمح للطالب التغيب عن محاضراته على حساب حضور نشاط لاصفي ويتحمل الطالب النتائج المترتبة على ذلك بما قد يؤثر على تحصيله الدراسي وتدني مستواه الأكاديمي في كثير من الأحيان.
ـ ساهمت الجماعات الطلابية التي تدير محاضرات عن القوانين الجامعية وتنظيم الوقت والمواضيع الهادفة التي تساهم في رفع الوعي لدى الطالب بما توفره الجامعة من موارد وخدمات لتحسين مستوى الطلبة و تزويد الطلبة بالخبرة والرأي العلمي حول تقديم النصح ومساعدة الطلبة لكي يتمكنوا من اكمال مرحلتهم الدراسية بنجاح.