نظّم الفريق البحثي لمشروع "المؤهلات الإلكترونية المصغرة: نافذة جديدة لصقل مهارات المهنيين وإعادة تأهيلهم مهاريا في سوق العمل العماني"، والممول من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار حلقةً نقاشيةً للمشروع.

 ويهدف المشروع إلى تحديد أفضل الممارسات في المؤهلات الإلكترونية المصغرة، والتحقق من متطلبات إنشاء نظام المؤهلات الإلكترونية المصغرة في سلطنة عُمان، وكذلك تحديد أفضل طريقة لتصميم وتقديم المؤهلات الإلكترونية المصغرة في مؤسسات التعليم العالي العمانية، إضافة إلى استكشاف التحديات والفرص لنظام المؤهلات الإلكترونية المصغرة في عمان، والإسهام في تعزيز مهارة التعلم مدى الحياة.

وقد ركزت الحلقة النقاشية على تقصي 4 جوانب رئيسة؛ تمثلت في الوقوف على مدى الوعي بأهمية نظام المؤهلات الإلكترونية لدى مؤسسات القطاعين الخاص والعام، ومدى استعداد مؤسسات التعليم العالي، وآليات التنسيق بين مؤسسات القطاعين العام والخاص ومؤسسات التعليم العالي لبناء نظام للمؤهلات الإلكترونية المصغرة، وكذلك متطلبات وضع النظام لهذا النوع من المؤهلات. وقد حضر الجلسات جهات مختلفة كمؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة والمؤسسات ذات العلاقة والاختصاص كوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، ووزارة العمل، بالإضافة إلى عدد من مؤسسات القطاع الخاص، وممثلو الطلبة من مؤسسات التعليم العالي.

وقد تكونت الحلقة النقاشية من جلستين رئيستين؛ شملت الجلسة الأولى قيام أعضاء الفريق البحثي بالتعريف بالمؤهلات الإلكترونية الصغرى ومتطلباتها في التعليم العالي؛ حيث قامت الدكتورة  عائشة بنت سالم الحارثية، رئيس الفريق البحثي وأستاذ مشارك ورئيس قسم الأصول والإدارة التربوية بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، بالترحيب بالمشاركين وتعريفهم بالمشروع، وأهداف الحلقة النقاشية، تلاها تعريف  الأستاذ الدكتور علي بن شرف الموسوي، عضو الفريق البحثي وأستاذ سابق بقسم تكنولوجيا التعليم والتعلم بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، بالمؤهلات الإلكترونية المصغرة، والتعريف بمزاياها وأهدافها، ثم استعرضت الأستاذة الدكتورة وجيهة ثابت العاني، عضو الفريق البحثي وأستاذ الأصول والإدارة التربوية بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، دور مؤسسات التعليم العالي في تطوير التعليم العالي في تطوير مهارات القوى العاملة من خلال مقارنة أدوار هذه المؤسسات في الماضي والأدوار المتوقعة منها في الحاضر والمستقبل. تلا ذلك استعراض الأستاذة الدكتورة زهور بنت عبدالله الخنجرية، أستاذ علوم الحاسب الآلي بكلية العلوم بجامعة السلطان قابوس وعضو الفريق البحثي، المتطلبات التشريعية والمتطلبات التقنية ومراحل عملية تطوير المؤهلات الإلكترونية الصغرى.

وفي ختام الجلسة الأولى تم استعراض نماذج وأمثلة عالمية واقعية للمؤهلات الإلكترونية الصغرى في مؤسسات التعليم العالي من خلال حديث الدكتورة ميمونة بنت حميد العبرية، عضو الفريق البحثي وأستاذ مساعد في قسم تكنولوجيا التعليم والتعلم بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، والفاضل إسحاق بن سالم الناعبي، عضو الفريق البحثي ومحاضر لغة إنجليزية بمركز اللغة الإنجليزية بالجامعة التقنية والعلوم التطبيقية.

تلى ذلك المقابلات الجماعية للمجموعات المركزة، والتي ركزت على 8 محاور  رئيسة؛ المحور الأول ركز على التعرف على دور مؤسسات التعليم العالي وممارستهم فيما يتعلق بالتعليم الإلكتروني والمؤهلات الإلكترونية، ومدى جاهزيتها واستعدادها لتقديم هذه المؤهلات، ودرجة توجهها نحو ذلك بالإضافة إلى الصعوبات التي تحول دون تقديم هذه النوعية من المؤهلات، والمحور الثاني ركز على النقاش حول المتطلبات التشريعية، تلاه محور استقراء متطلبات وتطلعات سوق العمل في الفترة القادمة، ومن ثم ركز المحور الرابع على المتطلبات التكنولوجية لهذه النوعية من المؤهلات، تلاه الحديث عن متطلبات الاعتماد والاعتراف، ومن ثم التركيز على متطلبات المتعلمين، وكذلك متطلبات التكامل بين الجهات المعنية، وقد تم تشجيع المشاركين على المشاركة الفاعلة  لاستخلاص المكونات الإستراتيجية المقترحة لتطبيق هذا النوع من المؤهلات في سلطنة عمان، ومقترحات النموذج التجريبي لتطبيق هذه المؤهلات، وقد كانت هذه المقابلات ثرية وذا معلومات وافرة ستسهم في رفد مخرجات هذا المشروع.

ويأمل الفريق البحثي أن تسهم في وضع خارطة طريق أو إستراتيجية تطبيق لهذا النوع من المؤهلات الإلكترونية المصغرة تحقيقا للإيمان العميق الذي أظهره المشاركون في الحلقة حول ضرورة الإسهام في خلق بيئة تعلم تشجع التعلم الذاتي مدى الحياة.