بعد أن أصبح تويتر وبقية شبكات التواصل الاجتماعي مصدرًا سهلا للحصول على الأخبار، قامت الصحف العمانية الورقية بوضع ثقلها وأخبارها على شبكة “تويتر” لتضمن بقاءها على الساحة الورقية والإلكترونية كمصدر للأخبار، وفي هذا الموضوع كان موضوع بحث رسالة الماجستير للطالب أحمد بن عيسى بن سالم الشكيلي من قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية.
حيث جاءت الدراسة بهدف وصف وتحليل خصائص حسابات الصحف العُمانية الورقية اليومية الناطقة باللغة العربية على شبكة تويتر، من خلال تحديد الفنون الصحفية الأكثر استخدامًا في حسابات هذه الصحف، ونوعية الموضوعات المنشورة وتحديد وظائفها، ونوعية التفاعل الذي تتسم به هذه الحسابات، والخصائص التي تتميز بها.
تسعى الدراسة إلى الإجابة عن ثلاثة أسئلة رئيسية تدور حول الخصائص العامة التي تتميز بها حسابات الصحف على شبكة تويتر، والخصائص التفصيلية لكل حساب من الحسابات المشمولة بالدراسة، وتستخدم الدراسة المنهج المسحي لجمع البيانات والمعلومات وتحليلها، وذلك من خلال أداة تحليل المضمون. كما تستخدم العينة العشوائية المنتظمة التي تغطي الفترة من الأول من يناير 2018 وحتى الحادي والثلاثين من مارس 2018. وقد بلغ إجمالي عدد تغريدات الصحف التي تم تحليلها (2324) تغريدة.
وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها: أن الصحف العُمانية أدركت أهمية شبكة تويتر وأنشأت حسابات موثّقة عليها في تواريخ متفاوتة بدءًا من العام 2009، وحتى عام 2015. ويزيد عدد التغريدات التي قدمتها هذه الحسابات عن (25000) تغريدة حتى تاريخ انتهاء الدراسة، وتمتلك هذه الحسابات متابعين يصل عددهم قرابة (483.000) متابعًا.
وتوصلت الدراسة أيضًا إلى إن حسابات الصحف العُمانية على تويتر تنشط خلال أيام العمل الرسمية (الأحد – الخميس)، بينما يقل نشاطها بشكل كبير خلال أيام الإجازات الأسبوعية (الجمعة – السبت). وتتبنى بعض صحف الدراسة سياسة إعادة التغريد من حسابات أخرى، وكانت حسابات المؤسسات الحكومية هي أكثر الحسابات التي تعيد الصحف التغريد منها، وأظهرت الدراسة وجود تغريدات مكررة في حسابات بعض الصحف.
وكشفت الدراسة عن تفوق قالب الخبر الصحفي كأبرز قوالب النشر في حسابات الصحف العُمانية على تويتر، يتبعه المقال الصحفي، وبرزت الموضوعات الاقتصادية في فئة الموضوعات التي تنقلها التغريدات، وظهرت الوظيفة الإعلامية كأبرز الوظائف التي تؤديها التغريدات المنشورة، وجاءت خاصية الإعجاب الأعلى في فئات التفاعلية التي تحققها تغريدات الصحف.
وأكدت الدراسة تفوق اللغة العربية كلغة أولى لنشر التغريدات، مع تفوق الوسوم الخاصة بالصحيفة، وظهور الروابط التشعبية التي تعود بالقارئ إلى موقع الصحيفة كأكثر أنواع الروابط استخدامًا، فيما كانت الموضوعات ذات الشأن المحلي هي الأكثر تغريدًا.
ووفقًا لنتائج الدراسة التحليلية فإن الدراسة توصي بإنشاء أقسام خاصة بالإعلام الاجتماعي في الصحف العُمانية، ورفدها بالكوادر المؤهلة والمتخصصة إعلاميًّا، ووضع إستراتيجية لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي تتضمن خطة عمل وأهداف واضحة من استخدام هذه الشبكات، وتحدد المحتويات التي تعرضها، والآلية التي يمكن أن تدير بها هذه الحسابات، مع العمل على تطوير محتوى إعلامي خاص بحسابات الصحف على شبكات التواصل الاجتماعي يختلف عن المحتوى الذي تقدمه الصحيفة الورقية. كما توصي الدراسة بالتركيز على جودة المحتوى المقدّم على هذه الحسابات من خلال تبني تغريدات منظّمة وهادفة بما تحويه من وسائط، وتجنب التغريد العشوائي الذي يسعى إلى زيادة عدد التغريدات فقط دون التركيز على تنوع المحتوى.