ناقشت مبادرة “إعلام المُستقبل” التي ينفّذها مكتب الرؤية المُستقبلية 2040، وعقدت في رحاب الجامعة أهمية إشراك القطاع الإعلامي في صياغة وبلورة رؤية عُمان 2040 واستشراف المُستقبل بالنسبة لقطاع الإعلام باعتباره أحد القطاعات الداعمة لتحقيق أهداف الرؤية، وتعريف العاملين في القطاع الإعلامي بدورهم الفاعل في بناء اتجاهات داعمة لمسارات الرؤية.
وأشار معالي الدكتور عبدالمنعم الحسني وزير الإعلام إلى أننا أمام تغيرات على مستوى التشريعات الإعلامية والقوانين، والتغير على مستوى البيئة الإعلامية، والتغير على مستوى التقنية والتغير على مستوى تهيئة الأقسام الإعلامية في مؤسسات التعليم العالي، وتهيئة الطلبة لأي مدى يمكن أن يكونوا حاضرين ومستعدين للمستقبل، وعلينا جميعا أن نتعاون ونكيف أنفسنا مع التطورات الإعلامية المتلاحقة.
من جهته أشار سعادة طلال بن سليمان الرحبي رئيس اللجنة الفنية لرؤية 2040 إلى أنه عبر هذا اللقاء نصوغ خطوات فعلية في لقاء إعلام المستقبل؛ إحدى مبادرات استراتيجية الاتصال لرؤية عُمان 2040 مؤكدين أهمية أن يقود الإعلام الصورة الذهنية المجتمعية بواقعية وشغف لتطلعات المستقبل،وأضاف بأن الرؤية تتضمن ثلاثة محاور رئيسة: الإنسان والمجتمع، الاقتصاد والتنمية، والحوكمة والأداء المؤسسي”.وتتطرق سعادة الرحبي لدور الإعلام العُماني في تغطية فعاليات الرؤية في كافة الوسائل الإعلامية عامة، وفي تغطية مبادرة كل عُمان بشكل خاص، إذ كان هنالك ما يقارب من 155 تغطية إعلامية في وسائل الإعلام التقليدي، تم خلالها نشر أكثر من 65 تغطية صحفية و56 تغطية تلفزيونية و34 تغطية إذاعية. كما صاحَبَ هذه المبادرة نشاط إعلامي بارز في منصات التواصل الاجتماعي، هدف إلى ضمان وصول رسالة المبادرة إلى كافة شرائح المجتمع، فمنذ بدء الترويج للمبادرة في السادس عشر من مارس تم نشر 175 منشورا أصيلا في تويتر، وما يعادل 123 منشورا في كل من فيس بوك وانستجرام، علاوة على التوافر الدائم بهذه المنصات للرد على الاستفسارات الواردة، وبالمقابل كان التفاعل إيجابيا جدا وبنسبة وصول عالية، ذلك عدا تدشين الموقع الإلكتروني لرؤية عُمان 2040 الذي يقدم محتوى اعلاميا ومعلوماتيا متنوعاً، بالإضافة إلى تخصيص نافذة لتلقي المقترحات والمرئيات المتصلة بمحاور الرؤية.
تحديات
وقال الدكتور عبدالله بن خميس الكندي أستاذ الصحافة المشارك بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في الورقة التي قدمها بأن من أبرز التحديات التي يواجهها الإعلام في السلطنة استمرار التعامل مع الاعلام باعتباره قوة تابعة وليست قوة مستقلة، إذ أن مؤسسات الجهاز التنفيذي تسيطر على مؤسسة الاعلام، وتضيق مساحة الاختلاف والنقد في مضامين الموارد الإعلامية، وضعف الثقة في مؤسسات الاعلام والمبادرات التي يمكن أن تقوم بها، والإصرار على نموذج “القوة التابعة” في التعامل المؤسسات الإعلامية، ويمكن حل هذه المشاكل من خلال التحول التدريجي من “إعلام الحكومة” إلى “إعلام الدولة” والاستفادة من تجربة مؤسسة القضاء، والاستفادة من مبادى النظام الأساسي للدولة، وتوظيف قيم التعايش والتسامح، مضيفا بأن هناك غياب استراتيجية الدولة الموجهة للعمل الإعلام، إذ توفرت استراتيجيات إعلامية قصيرة المدى ولكنها انتهت، والحاجة إلى استراتيجية متفاوتة المدى ومستمرة، والتخطيط الاستراتيجي.
كما قال الاستاذ الدكتور حسني نصر أستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني ورئيس قسم الإعلام في ورقته التي قدمها بأنه يجب التمييز بين مستقبل الصحافة كمهنة وبين مستقبل الصحف الورقية يمكن أن يحل إشكالية الجدل الدائر في هذا المجال، والصحافة كمهنة لا يمكن أن تختفي، لأن حاجة البشرية ستبقي قائمة لها، وضرورة التفرقة بين الصحافة كمهنة والصحافة كوسائط لتوزيع ناتج هذه المهنة على الجمهور، ولا غرابة في أن يختفي الوسيط الورقي لنقل وتوزيع مضمون الصحف إلى الناس وان تسيطر الوسائط الرقمية علي هذا النقل والتوزيع، والوسائط وفقا للقاعدة التاريخية قد تتغير وتتبدل مثلما تغيرت وتبدلت وسائط نقل المعرفة علي مر العصور البشرية.
وأضاف بأنه في ظل الجدل الدائر حول مستقبل الصحافة الورقية فإننا نود التأكيد إن الصحافة الورقية ووسائل الإعلام التقليدية سوف تبقي في السوق الاتصالية لأسباب عديدة منها تاريخ ونظريات وسائل الاتصال الحديثة يؤكد أنه ما من وسيلة جديدة استطاعت القضاء على الوسائل السابقة عليها، وظهور الراديو في أوائل القرن العشرين لم يقض على الصحافة المطبوعة، وظهور التليفزيون في منتصف القرن الماضي لم يقض على الراديو، وظهور وانتشار الإعلام الرقمي بمنصاته المتعددة لن يقضي تماما على الصحافة المطبوعة أو الراديو أو التليفزيون”.
وأما الدكتورة سونيا نلسون أستاذة الصحافة بقسم الاعلام فأكدت على أن المؤسسات الاعلامية الورقية يجب أن تواكب التطور التقني وتسارع خطوات العمل في الصحافة الالكترونية وصحافة مواقع التواصل الاجتماعي، ويجب أن تكون القصص الخبرية قصيرة وتحتوي على العديد من الصور والعروض المرئية “الفيديو”، ويجب أن يعمل الصحفي على الصحافة التحليلية، ويجب الاعتماد على الصحافة المتخصصة.
كذلك تضمنت الندوة جلسة الحوارية تحدث فيها معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، وسعادة طلال بن سليمان الرحبي، رئيس اللجنة الفنيّة برؤية عُمان 2040، وسعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي، رئيس لجنة الأولويات الوطنية ومواءمة الاستراتيجيات برؤية عُمان 2040، وسعادة الشيخ عبد الله بن سالم السالمي رئيس لجنة الاقتصاد والتنمية برؤية عُمان 2040، وسعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي، رئيس لجنة الإنسان والمُجتمع برؤية عُمان 2040، وخالد بن علي السنيدي، رئيس مكتب رؤية عُمان 2040.
وتأتي مبادرة إعلام المُستقبل بشراكة مع وزارة الإعلام، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والجامعة ومركز التواصل الحكومي، وتستهدف رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية والمحطات الإذاعية والتلفزيونية الخاصة، ورؤساء التحرير ورؤساء القطاعات ومُدراء العموم ومُدراء الدوائر الإعلامية والكُتّاب والمُحررين ومُعدي ومُقدّمي البرامج، وأساتذة وطلبة الإعلام.