X638311283768843821

 



  

Banner-02638735669713724437

 

هل نرتدي عباءة أبطال السينما؟

 

استمع إليهم: مازن الوردي

 

 

تلعب السينما دورًا مُهمًا في تبادل الثقافات بين مختلف الشعوب، والتعرف إلى عاداتها الاجتماعية. كما تؤثر في توجيه المجتمعات وخاصة الشباب في مجمل قضاياهم المختلفة كالعقائد والسلوك والسياسة والاقتصاد، إذ احتلت حيزًا كبيرًا في حياتهم اليومية، لدرجة أن الشباب لا يستطيعون الاستغناء عن مختلف الأفلام التي تعرضها القنوات الفضائية أو دور السينما، وصارت متابعتها جزءًا من تركيبة حياتهم ونظامهم.

 

تأثيرها على السلوك

 

 

ويقول الدكتور عادل محمد العدل، أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية: إن الأفلام السينمائية لها التأثير الكبير على السلوك وخاصة فئة الأطفال والمراهقين، لأنهم غير قادرين على التمييز بين الغث والنافع، فهم أكثر تأثرًا بشخصية البطل وذلك من خلال تقمص أدواره في الحياة.

وأضافت الدكتورة كاملة بنت الوليد الهنائية، أستاذ مساعد بقسم الفنون المسرحية – تخصص النقد والدراما: للسينما تأثير على سلوك المتلقي وفكره ووعيه سلبًا أو إيجابًا، ويختلف التأثير اعتمادًا على إدراك ووعي وثقافة الإنسان المتلقي ونضجه العقلي والنفسي، فهناك أفلام تحوي مضمونًا عميقًا ورسائل إيجابية تعزز القيم النبيلة والسلوك الإيجابي، وهناك أفلام لا تقدم سوى الأفكار السطحية.

وأكدت الدكتورة ماهيناز رمزي، أستاذ مساعد بقسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس، أن: تأثير الأفلام يكمن في تقليد الأبطال في سلوكهم السلبي خاصة على مستوى العنف، لأنها تقدم هذه السلوكيات من خلال تكوين بصري وتركيب درامي يُغري الشباب بالتقليد، كما تؤثر في التعامل مع الواقع من خلال الخبرات المستسقاة من الأفلام في حياته.

 

دورها الحضاري والثقافي

 

 

وأضاف العدل: السينما إذا استخدمت بشكلها الإيجابي تؤدي وظائف التنوير، وتقدم رسائل قيمية وأخلاقية، وهذا الدور يقع على عاتق فريق العمل لتقديم معلومات موثقة تتناسب مع قيم المجتمعات وأخلاقها، فهناك أفلام تتحدث عن الحضارات كالحضارة الفرعونية وغيرها، يكون لها إسهامها الثقافي والحضاري على المتلقي.

وأكدت الهنائية أن للأفلام دورًا مهمًا وفاعلا في تطوير المجتمعات وزيادة الوعي والتثقيف لدى الأفراد، من خلال المواضيع والقضايا المختلفة التي تُطرح، فالمشاهد يتعلم أشياء جديدة في مواضيع ومجالات شتى تطرح، ولكن بطريقة غير مباشرة من خلال التشويق والإمتاع والتسلية في زيادة الوعي والحس الإنساني للمتلقين.

وأشارت ماهيناز إلى أن للسينما دورًا في التقريب بين الشعوب، والترويج للأعمال الأدبية الراقية من خلال تحويلها إلى قيمة تسمو بالثقافة والفكر الإنساني وتروج لثقافة التسامح والسلام ونبذ العنف. كما يتيح الإنتاج السينمائي المحلي غرس القيم الأصيلة لدى المشاهد وتقديم أعمال اجتماعية تحثُّ على التمسك بالعادات والتقاليد والانتماء وتحافظ على الهوية.

 

أبطال السينما

 

 

وتقول الهنائية: إن ميل الفرد لتفضيل نوع من الأفلام يعتمد عليه بشكل عام، مؤخرًا لاحظت أن الشباب يُقبلون على مشاهدة شخصيات الأبطال المستوحاة من عالم الخيال، والأبطال الذين لديهم قوى خارقة وقدرات غير عادية، وهنا أيضًا ثقافة الإنسان وميوله ستحدد أيضا نوعية الأبطال الذين يقبل الطالب على مشاهدتهم، والذين قد يتأثر بهم.

وأكدت ماهيناز: الأبطال الأكثر تأثيرًا على الشباب هم المضحكون في الأفلام الكوميدية والمتمردون في أفلام الحركة والجريمة وأصحاب القوة الخارقة في أفلام الخيال العلمي وأفلام العنف، ويلي ذلك البطل المنقذ أو الخيرّ الذي يضحي من أجل إنقاذ الآخرين.

 

شخصيتي المفضلة

 

 

 ويقول عبدالله بن محسن الرواحي، طالب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية تخصص إحصاء: أحب شخصيات التخطيط والتحليل في الأفلام السينمائية، فهي مشوقة كونها تركز على تحليل الأشياء مما لا نجده في الواقع، فالتشويق والإثارة يشكلان السبب الرئيسي للاستمتاع بمشاهدة مثل هذه الأفلام.

وأضاف إبراهيم بن سعيد العزري، طالب بكلية العلوم تخصص أحياء بيئية: أميل لتفضيل شخصية الممثل راسل كرو في فيلم العقل الجميل، والذي يتحدث عن قصة العالم الأمريكي جون ناش وصراعه مع الهلوسة، هذا النوع من الأفلام يجسد الحياة الواقعية التي تركز على جوانب الكفاح في حياتهم.

وتقول ثريا بنت سالم السنيدية، طالبة بكلية التربية تخصص تربية فنية: أكثر الشخصيات المفضلة هي التي تركز على الابتكار والإبداع، لأنها تكسبني خبرة واسعة في مجال التفكير وتنمية موهبتي في الفن التشكيلي حتى وإن لم تكن هناك صلة بين موضوع الفيلم الذي أشاهده، لكنني قادرة على ربطها مع الفن مثلا والتصميم.

وأكد عبد الرحمن بن علي الناصري أن شخصيات الخيال العلمي هي المفضلة عنده، لكونها ذات تأثير من الناحية الفكرية، وتعدُّ ملهمة لاستغلال الأفكار وتحويلها لحقيقة وواقع.

 

الجوانب الإيجابية والسلبية

 

 

وأكد الرواحي: أفلام التخطيط تُنمّي في داخلك تحليل المشاكل وإيجاد حلول سهلة، وتكسبك تفكيرًا بأسلوب وطريقة مختلفة، فمنها ما ينقل قصة حقيقية حدثت في زمن ما، في حين تكمن الجوانب السلبية في الوصول لإدمان هذه الأفلام وتقليد مخططات بصورة خاطئة.

ويقول العزري: إن أفلام تجسيد الواقع تؤثر بشكل إيجابي على المشاهد من ناحية الصبر عند مواجهة الصعوبات الحياتية والدراسية بشكل خاص وبذل أقصى جهد لتحقيق أهدافك، ولا أرى أي تأثير سلبي لهذه الشخصية.

وأكدت السنيدية: إن أفلام الابتكار والإنجاز ساهمت في تنمية شخصيتي وإبراز موهبتي من عزيمة تلك الشخصيات وقوتها، وأكسبتني الاستمرار أكثر في إظهار ما لدي من مواهب خصوصًا في مجال الفن التشكيلي، لأن أغلب الشخصيات صاحبة طموح وسعي إلى تحقيق الأحلام فكانت بمنزلة الدافع بالنسبة إليّ، أما الجانب السلبي فيكمن في تكرار الشخصيات في أكثر من فيلم.

وأشار الناصري إلى أن أفلام الخيال العلمي أحد المداخل المهمة والحديثة حاليًّا لتنمية الإبداع وإعداد العلماء بالدول المتقدمة، لذلك هي تحول تلك الأفكار والسيناريوهات إلى واقع فعلي، يعدُّ ضروريًّا لضمان تزويد المبدعين في شتى مجالات العلم والمعرفة، وخاصة النبوغ في العلوم.

 

 

About the Author

Dnngo Company

بوابة أنوار الإخبارية