X638311283768843821

 

Banner-02

 

هاكثون مجموعة الجغرافيا لتنمية مهارات الطلبة

تقرير: سعود الحوسني

 

في إطار تعزيز المهارات العملية وصقل الخبرات الإعلامية والتسويقية لدى الطلبة، نُفذت في جامعة السلطان قابوس حلقة عمل امتدت على يومي 12 و13 ديسمبر، وجمعت بين الجانب المهني والتطبيقي والتجارب الواقعية، بمشاركة عدد من المختصين والمهتمين بمجالات التوثيق، وصناعة المحتوى، والتسويق، وبناء الذات.

وجاءت حلقة العمل ضمن جهود مجموعة الجغرافيا، وهدفت إلى تمكين الطلبة بالمعارف الحديثة، وتهيئتهم لسوق العمل من خلال برامج تدريبية تجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، وتسهم في تطوير مهاراتهم الإعلامية والشخصية على حد سواء.

وتضمنت فعاليات اليوم الأول حلقة عمل بعنوان أساسيات التوثيق قدمها الأستاذ عمار الريامي، حيث بدأ حديثه بتوضيح مفهوم التوثيق بوصفه فنًا للاحتفاظ بالذكريات ونقلها بصورة تعكس جوهر الحدث وأبعاده والمشاعر المنغمرة فيه. وأكد خلال الحلقة على أهمية التوثيق بوصفه عنصرًا أساسيًا في حفظ اللحظات وتوثيق الإنجازات، مشيرًا إلى أن الصورة أو المادة الموثقة لا تقتصر على الجانب الشكلي، بل تحمل رسالة وشعورًا يجب أن يصل إلى المتلقي.

وتحدث الريامي عن الأساسيات التي يجب أن تتوافر في الموثق، مشيرًا إلى مراحل التوثيق: الفكرة، والتحليل، والتطوير، حيث تختلف الأساليب بحسب نوع الحدث. وأكد على أهمية مرحلة ما بعد التوثيق في فرز الصور وتعديلها لنقل الرسالة المناسبة إلى الجمهور.

وفي اليوم ذاته، قُدمت حلقة عمل صناعة الريلز من قبل الأزهر العبري، والتي ركزت على أحد أبرز أشكال المحتوى الرقمي انتشارًا في منصات التواصل الاجتماعي. واستعرض العبري عددًا من المحاور المهمة، من بينها كيفية الحفاظ على جودة الفيديو منذ لحظة التصوير وحتى النشر، مؤكدًا على أهمية الإعداد الجيد واختيار الإعدادات المناسبة للأجهزة المستخدمة. كما تناول الطريقة الصحيحة لنقل ملفات الفيديو والصور إلى الآخرين دون التأثير على جودتها، إضافة إلى شرح إحدى طرق المونتاج الخاصة بالريلز، مع التركيز على البساطة وسرعة الإيقاع بما يتناسب مع طبيعة هذا النوع من المحتوى.

وتناولت حلقة عمل بعنوان صناعة الحدث ألقاها المختار العزري أهمية تطوير مهارات التخطيط والتنظيم في الجماعات الجامعية، مشددًا على وضوح المسؤوليات وأهمية الاجتماعات القصيرة الفعالة. وبدأت الفعالية بتحديد الهدف والتفاصيل التنظيمية، مع التأكيد على السرية وتقدير الأفكار، وضرورة عقد اجتماع للتغذية الراجعة بعد الفعالية لتقييم مستوى النجاح. وأوضح أن نجاح الفعالية يعتمد على المحتوى وجودة التنظيم، وليس فقط على عدد الحضور، مع أهمية الابتكار في الفعاليات لجذب الطلبة وجعل التجربة مؤثرة.

كما قُدمت حلقة عمل ألقاها محمد الكليبي، عضو سابق في جماعة صوت المجتمع، تمحورت حول أهمية العلاقات في الحصول على الدعم من الشركات، وذلك من خلال الترويج لها، إضافة إلى الاستفادة من الإعفاءات الضريبية. كما شرح كيفية العمل على إنشاء تصور لفعالية معينة، وذلك عبر تدريب تطبيقي خلال الحلقة.

كما قُدمت حلقتا عمل للجنة الإصدارات، تناولتا التصميم والتطبيقات الجديدة التي تضيف لمسة فنية خلال عملية التصميم. وجاءت الحلقة الثانية على شكل تطبيق عملي خضع للتقييم من قبل الأعضاء والمشاركين.

واختُتم الهاكثون بحلقة عمل بعنوان التسويق قدمتها اليمامة العبرية، حيث تناولت خلالها مفهوم التسويق وتعريفه وأساسياته، موضحة الركائز التي يقوم عليها، وأهمية فهم الجمهور المستهدف ومعرفة ما يجذب اهتمامه. كما أشارت إلى أهمية اختيار التوقيت المناسب لنشر الريلز أو المنشورات بما يتوافق مع أوقات استخدام الجمهور لمنصات التواصل الاجتماعي.

وتطرقت العبرية إلى إحدى الطرق التسويقية المبتكرة، والمتمثلة في اختيار شخصية معينة لتمثيل إعلان أو حملة محددة، بحيث يرتبط شكلها في ذهن الجمهور بالحدث أو العلامة مع مرور الوقت، معتبرة ذلك نوعًا من الترويج الحي والمختلف عن الأساليب التقليدية في وسائل التواصل الاجتماعي.

وشهد اليوم الثاني تقديم جلسة بعنوان هندس حياتك ألقاها علي نصير البلوشي، افتتحها بالتعريف بشخصيته بوصفه خريجًا من جامعة السلطان قابوس، أمضى 8 سنوات في رحلته الجامعية الفريدة، وبدأ انطلاقته في الأنشطة الطلابية من خلال انضمامه لأول جماعة طلابية في السنة الرابعة من المرحلة الدراسية. واستعرض البلوشي مجموعة من تجاربه خلال مرحلته الدراسية، من بينها إدارته لجماعة التصوير، وانضمامه لبرنامج إعداد الذي استلزم تفريغًا لمدة عام كامل من الدراسة الجامعية.

وخلال حديثه، شدد البلوشي على أهمية الخروج من دائرة الراحة والسعي إلى التعلم المستمر، مؤكدًا ذلك بقوله: «إذا كنت أفضل واحد في الغرفة فأنت في المكان الغلط». كما تطرق إلى المهارات التي يمكن اكتسابها من خلال التجارب الجامعية، مشيرًا إلى أن المرحلة الجامعية تتيح فرصة كبيرة لتكوين شبكة واسعة من العلاقات، حيث قال: «علاقاتك هي التي تحدد قيمتك». واختتم الجلسة بعدد من الرسائل التحفيزية، أبرزها عدم الاستهانة بأي عمل، ومخالطة الناجحين لتصبح شخصًا ناجحًا.

ومن خلال المقابلة مع حمزة البادي، طالب بكلية الآداب ورئيس مجموعة الجغرافيا، تحدث عن التحديات التي واجهتهم في اختيار مواضيع حلقات العمل المناسبة للمستفيدين وتحديد مقدميها، إضافة إلى تنظيم حدث جديد للشباب، مما تطلب جهودًا جماعية للتغلب على الضغوط والتفكير في أسوأ السيناريوهات.

كما أوضح بقوله: «التغيير أصعب من السير على نهج السابقين»، حيث يطمح إلى إحداث تغيير شامل في فكر المجموعة، من خلال بذل جهد كبير لتحقيق ذلك، وقد تبنى فكرة الهاكثون لتعزيز مهارات الأعضاء والإدارة، استعدادًا للفعاليات الكبيرة المقررة للفصل المقبل.

كما أُجريت مقابلة مع هاجر البلوشية، طالبة في كلية التربية ورئيسة اللجنة الإعلامية، أوضحت فيها أن حلقات العمل أسهمت في تعزيز فهمها للجانب الإعلامي بصورة أعمق، ومكّنتها من إدراك العلاقة التكاملية بين التوثيق وصناعة المحتوى والتسويق. كما أشارت إلى أنها تعلمت كيفية توثيق أعمالها بأسلوب ذكي يدعم المحتوى الإعلامي، وكيف يمكن للمحتوى ذاته أن يُوظف كأداة تسويقية فعّالة تسهم في إيصال الرسالة وجذب الجمهور بسلاسة.

وأضافت أن من أهم المهارات التي اكتسبتها إنشاء مقاطع فيديو قصيرة بطريقة استراتيجية، من الفكرة إلى التنفيذ، مؤكدة عزمها على تطوير هذه المهارة من خلال الممارسة المستمرة، وتجربة أفكار جديدة، ومتابعة الاتجاهات، وتحليل التفاعل لتحسين محتواها باستمرار.

وعكست حلقة العمل، بمختلف جلساتها ومحاورها، حرص مجموعة الجغرافيا على تقديم برامج تدريبية نوعية لأعضائها تسهم في تنمية مهارات الطلبة، وتزويدهم بالمعرفة العملية والتجارب الواقعية، بما يعزز جاهزيتهم المهنية، ويؤهلهم للمشاركة الفاعلة في مجالات الإعلام وصناعة المحتوى والتسويق والتخطيط، ويؤكد دور الجامعة في إعداد كوادر قادرة على مواكبة متطلبات العصر وسوق العمل.

 

About the Author