عُمان تُعزّز أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بما ينسجم مع رؤية 2040
قدّم الأستاذ الدكتور عبدالناصر حسين، رئيس كرسي اليونسكو للذكاء الاصطناعي في جامعة السلطان قابوس، محاضرة تناولت مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وسبل مواءمتها مع أهداف رؤية عُمان 2040، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني لورش العمل وملتقى أخلاقيات الذكاء الاصطناعي الذي ينظمه كرسي اليونسكو في مركز أبحاث الاتصالات والمعلومات بالجامعة.
وأكد الدكتور عبدالناصر أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا محوريًا في التعليم والرعاية الصحية والخدمات الحكومية والصناعة والاقتصاد الرقمي، مشيرًا إلى أن هذا التطور يحمل في طياته تحديات تتعلق بالخصوصية والعدالة والسلامة والهوية الثقافية والأمن الوطني. وأوضح أن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي توفر إطارًا مسؤولًا لضمان الاستخدام الآمن والمتوازن للتقنية بما يحفظ حقوق الأفراد والمجتمع.
وأشار الدكتور عبدالناصر حسين إلى التأكيد السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – الذي شدّد في خطابه أمام مجلس عُمان على أهمية الاقتصاد الرقمي وضرورة الإسراع في إعداد التشريعات الداعمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتنفيذ برنامج وطني يُعنى بتوطينها.
وأوضح أن كرسي اليونسكو للذكاء الاصطناعي، الذي تأسس في أبريل 2024 بدعم من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، يعمل خلال دورته الأولى حتى يونيو 2028، ويضم فريقًا بحثيًا متخصصًا من جامعة السلطان قابوس في مجالات التعليم والطب والاقتصاد والاتصالات والتحكم والأخلاقيات. وقدّم شكره للشركة العُمانية للاتصالات «عمانتل» وهيئة تنظيم الاتصالات لما تقدمانه من دعم للكرسي.
وأشار إلى أن أولويات رؤية عُمان 2040—ومنها التعليم والبحث العلمي والمواهب الوطنية والصحة والتنويع الاقتصادي والاستدامة المالية—تتوافق بصورة مباشرة مع المسارات البحثية لكرسي اليونسكو، مما يعزّز التكامل بين التوجهات الوطنية والجهود العلمية.
كما استعرض الجهود السابقة للمركز في هذا المجال عبر تنظيم المؤتمر الدولي الأول للذكاء الاصطناعي في فبراير 2025، والندوة الدولية للطب عن بُعد والذكاء الاصطناعي في 2020، والندوة الدولية لاعتماد البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر في 2022، مشيرًا إلى أن الإعداد جارٍ لتنظيم المؤتمر الدولي الثاني للذكاء الاصطناعي في فبراير 2027.
واختتم الدكتور عبدالناصر كلمته بالشكر والتقدير لجميع المشاركين في التنظيم والتقديم والنقاش، مؤكدًا أهمية مواصلة الحراك العلمي وتوسيع الحوار حول الذكاء الاصطناعي المسؤول بما يخدم تقدم عمان وريادتها في هذا المجال.
وتضمن اليوم الأول من الملتقى عقد ورشتين؛ الأولى في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم قدّمها الدكتور مصعب الراوي مدير كرسي الأيسسكو في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، والثانية عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التصميم والطب الحيوي قدمتها الأستاذة فانيسيا نوروك رئيسة كرسي اليونسكو لأخلاقيات الحياة والذكاء الاصطناعي في فرنسا. كما شهد اليوم الثاني جلستي نقاش واسعة بمشاركة نخبة من الخبراء العمانيين والضيوف الدوليين.
About the Author