X638311283768843821

 

 

Anwar-Banner

مشروع تخرج يكشف أسرار قلادة السمط العُمانية

  • حاورتها: أصيلة بنت أحمد المعولية


تُعد الحُليّ الفضية من أبرز المكونات التراثية العُمانية التي تحمل في جوهرها بُعدًا جماليًّا وثقافيًّا وروحيًّا عميقًا، فهي شواهد حية على الممارسات الاجتماعية والمعتقدات الشعبية ودلالات المكانة عبر الأزمنة وليست مجرد قطع للزينة. ومن بين هذه الحُلي، تتفرّد قلادة السِّمط لما تحمله من رموز ووظائف اعتقادية وتفاصيل تصميمية تعكس علاقة المرأة العُمانية بتراثها وهويتها.أجريتُ حوارًا مع الخريجة بيان بنت خليفة العامرية من تخصص التاريخ وفرعي آثار، التي قدّمت رؤية قريبة ودقيقة حول دوافع اختيارها قلادة السمط موضوعًا لمشروع تخرجها، وقراءتها لأبعادها الاجتماعية والثقافية في حياة المرأة العُمانية.

  • بدايةً، حدثينا عن دوافعكِ لدراسة قلادة السمط بالتحديد؟ وما الذي يميزها عن غيرها؟ 

جاء اختياري لدراسة قلادة السِّمط من اهتمامي بالحلي الفضية النسائية العُمانية ورغبتي في فهم رموزها وأبعادها الاجتماعية. في البداية خططت لدراسة مجموعة واسعة من القلائد، لكن طبيعة مشروع التخرج وما يرافقه من وقت محدود ومتطلبات دراسية متعددة دفعتني إلى تحديد نطاق أصغر وأكثر قابلية للبحث بعمق. كنت مترددة بين قلادة الختمة والسمط، لكن قلادة السمط بدت الخيار الأنسب لأنها أقل تنوعًا من الختمة، وفي الوقت نفسه تحمل قيمة رمزية فريدة.

وما يميّز السمط هو أنها ليست مجرد حِلْية للزينة؛ فهي تخفي تفاصيل داخلية، مثل النقوش القرآنية والرموز الطلسمية، وتكشف عن وظيفة اعتقادية مرتبطة بالحماية. هذا البعد الروحي والباطني هو ما جعل دراسة السمط بالنسبة لي أكثر ثراءً وإلهامًا من مجرد تتبّع الزخارف الخارجية.

  • من وجهة نظركِ، هل لتصميم واستخدام قلادة السمط تأثير على المكانة الاجتماعية والثقافية للمرأة العمانية؟

نعم، تصميم قلادة السمط يحمل دلالات اجتماعية واضحة، فعلى الرغم من اشتراك معظم القلائد في وجود القرص المركزي ذي الشكل الثابت، إلا أن الاختلافات تظهر في العناصر المضافة حوله. فبعض القلائد تُزيّن بعملات ماريا تريزا (الريال النمساوي) الفضية، وعدد هذه العملات يعكس بشكل غير مباشر مستوى الثراء. كما أن إضافة المرجان أو أسنان الحيوانات لم تكن للزينة فقط، بل تعكس معتقدات شعبية حول قدرتها على الحماية ودفع الضرر. وبالتالي، فقلادة السمط تجمع بين رمز المكانة الاجتماعية، والمعتقد، والهوية الجمالية للمرأة العُمانية.

  • إلى أي مدى تشكّل التغيرات الحديثة تحديًا لاستمرارية الحرف الفضية التقليدية في الأسواق العمانية أو العالمية؟

الحرف الفضية تواجه اليوم عدة تحديات، أهمها تراجع انتقال المهارات بين الأجيال، وارتفاع تكلفة المواد الخام، إضافة إلى المنافسة القوية من المنتجات المستوردة منخفضة الجودة التي تحاكي الشكل دون قيمة حِرفية. كما أن ضعف التوثيق وتقلص الفضاءات التي تمارس فيها الحرفة يهدد استمراريتها. تحتاج الحرفة اليوم إلى دعم مؤسسي، وبرامج تدريبية متخصصة، وإلى تطوير أساليب التسويق والابتكار لتتلاءم مع ذائقة الجيل الجديد دون المساس بأصالتها.

  • كيف يمكنكِ توظيف نتائج دراستكِ في تعزيز الوعي التراثي لدى الأجيال الجديدة؟

يكمن ذلك من خلال إبراز القيمة الرمزية والجمالية للقلادة بين الشباب مما يقربهم من فهم عمقها الثقافي، يمكن أيضًا توظيف طرق صناعتها في السرد القصصي وتحويلها لمحتوى تفاعلي لفاعلية هذه الطرق في التعليم وترسيخ المعلومة.بالإضافة لتنفيذ ورش تعليمية تعرف الأجيال بالصناعات التقليدية وأساليبها وتشجيعهم على تجربة الحرفة، والأهم هو الحفاظ على الجوهر الأصيل للسمط عند تقديمه بصيغ جديدة معاصرة، بحيث يصبح التراث قريبًا من لغة الجيل الحالي دون أن يفقد جذوره.                              

 

a7148589-1c85-410c-8...

 

 

قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس

تصوير: يعقوب الرحبي

 

 

8e393396-105e-42fb-9...

السيدة سالمة بنت سعيد

 وهي ترتدي قلادة السمط

 

 

About the Author