قدّم الأستاذ الدكتور محمد بن حمود العامري من قسم المناهج والتدريس بكلية التربية سيمنارًا حمل عنوان «التدريس القائم على البحث العلمي» (Research-Based Teaching – RBT)، هدف من خلاله إلى توضيح مفهوم التدريس القائم على البحث العلمي وأهميته في التعليم الجامعي، وتمييز الأبعاد الرئيسة لهذا النهج، والتعرّف على نماذج عملية لدمج أنشطة البحث العلمي في المقررات الدراسية، وتقديم أمثلة وتطبيقات تربوية معتمدة على التدريس القائم على البحث، وأخيرًا تحديد التحديات/الصعوبات التي تواجه هذا النوع من التدريس. وقد جاء السيمنار متماشيًا مع توجّه الجامعة في تبنّي التدريس المعتمد على البحث العلمي بأنماطه الخمسة.

وتم تعريف التدريس القائم على البحث العلمي بأنه: «نهج تعليمي معاصر تُدمج فيه نتائج البحث الحالية وأساليبه وخبرة الباحث في التدريس، وذلك للحفاظ على تحديث مواد المقرر الدراسي وتعزيز بيئة تعليمية قائمة على البحث. تتضمن هذه الطريقة باحثين فاعلين كمدرسين يُدخلون أبحاثًا واقعية إلى الفصول الدراسية لتنمية التفكير النقدي لدى الطلبة ومهارات الاستقصاء وفهمهم للطبيعة الديناميكية للمعرفة». وأهم ما يميز هذا النوع من مداخل التدريس المعاصر أنه يُحسّن عمليتي التعليم والتعلّم الجامعي، ويحفّز الطلبة على المشاركة، ويسدّ الفجوة بين البحث والتدريس، مما يخلق تجربة أكاديمية أكثر تكاملًا وديناميكية. كما يُعدّ الطلبة للمستقبل ليصبحوا أكثر قدرة على التعامل مع المشكلات المعقدة والمساهمة في مجالاتهم بصفتهم مفكرين مستقلين وناقدين.

واختُتم السيمنار بالحديث عن تحديات التدريس والتعليم القائم على البحث، مثل: أنه يتطلب وقتًا وجهدًا أكبر مقارنة بالتدريس التقليدي، كما يحتاج إلى تعاون مؤسسي ودعم لوجستي، وفي الوقت ذاته ليست كل المقررات قابلة لتطبيقه بالعمق نفسه. ومن ثمّ فُتح الباب للنقاش والحوار حول قضايا تطبيق التدريس القائم على البحث، بكل أنواعه وأشكاله ومستوياته.