أقامت المكتبة الرئيسية جلسة حوارية استضافت فيها الدكتورالمكرم صالح بن محمد الفهدي للحديث عن كتابه «القوة الناعمة لسلطنة عمان»، وأدارتها بيان البلوشية، وذلك بحضور عدد من الأكاديميين والطلبة والمهتمين بالشأن الثقافي والفكري.

بدأت الجلسة بالحديث عن فكرة الكتاب ومضمونها، وتناول الدكتور الفهدي مصطلح القوة الناعمة الذي وضعه الباحث الأمريكي جوزيف ناي، موضحًا أن مفهوم القوة الناعمة ليس غريبًا عن ثقافتنا العربية والإسلامية، بل هو متجذر في ديننا الإنساني الذي يحث على التعايش والرحمة، مستشهدًا بقوله تعالى: «وادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة». وأضاف أن العمانيين منذ القدم عُرفوا بالسلام والعدالة والاحترام وحسن التعامل مع الآخرين، وهي قيم تمثل جوهر القوة الناعمة العُمانية.

ومن الجانب الإعلامي، أكد المكرم على أهمية نشر الصورة الإيجابية عن سلطنة عمان في وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن زيارات جلالة السلطان هيثم -حفظة الله- لعدد من الدول والاستقبال المهيب الذي تحظى به، تُعد من أبرز أشكال القوة الناعمة العُمانية، لما تعكسه من مكانة راسخة واحترام متبادل بين الشعوب.

كما تطرّق إلى إعلان المؤتلف الإنساني الذي أطلقه السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-، بوصفه إطارًا يعنى بتعزيز العلاقات الإنسانية والقيم النبيلة التي تسعى عمان إلى ترسيخها وتصديرها للعالم، مؤكدًا أن هذه المبادرات تُبرز الدور الحضاري والإنساني لعمان على الساحة الدولية. وأشار كذلك إلى أن سفينة شباب عمان تمثل نموذجًا رائدًا لتجسيد مفهوم القوة الناعمة، من خلال ما تقوم به من تعزيز لدور الشباب ونشرٍ لقيم التواصل والسلام بين الشعوب.

واختُتمت الجلسة بفتح باب النقاش والأسئلة أمام الحضور، حيث أتيحت الفرصة للمشاركين لطرح تساؤلاتهم حول موضوع القوة الناعمة ودور الإعلام والثقافة العُمانية في تعزيز صورة سلطنة عمان داخليًا وخارجيًا.