X638311283768843821

 

Banner-02

 

إحصائيات وبيانات موثوقة للجميع

  • عفره بنت حميد المنعية - نائب مدير دائرة التخطيط والإحصاء

 

في عالم يزداد فيه التركيز على صناعة قرارات دقيقة، إذ الخطأ فيها قد يؤثر على أداء المؤسسة، يزداد اهتمام العالم بالإحصائيات والبيانات الموثوقة (هامش الخطأ فيها قليل). تخيل في مؤسسة ما، استخدمت إحصائيات وبيانات غير دقيقة، وتصنع القرارات بناءً عليها، فما النتائج التي تتوقع حدوثها؟ من هم المتأثرين بهذا القرار؟ كم عدد الفرص التي ستضيع؟ بالإضافة إلى ارتباط الذكاء الاصطناعي وأتمتة العمليات والتقنيات الحديثة بالبيانات بشكل مباشر،  إذ تُبنى الأنظمة الذكية وتطبيقاتها باستخدام البيانات. فماذا لو كانت هذه البيانات غير موثوقة؟ بالطبع ستزداد نسبة الخطأ ولن تحقق الفائدة من هذه الأنظمة.
لذلك العالم يحتفل في العشرين من أكتوبر كل عام باليوم العالمي للإحصاء، وقد جاء الاحتفال هذا العام بعنوان "إحصائيات وبيانات موثوقة للجميع"، للتركيز أكثر على الاهتمام بالإحصائيات والبيانات الموثوقة والإشارة إلى حق الجميع بالوصول إلى هذه البيانات.
ولضمان موثوقية البيانات، هناك عدة عوامل مهمة يجب قياسها قبل استخدام البيانات وأولها الاكتمال ويشير إلى حجم البيانات المكتملة التي يتم استخدامها، ولأجل ذلك إذا كانت نسبة البيانات المفقودة عالية فإنها تؤدي إلى معلومات مضللة، ومنحازة، ولا تمثل الواقع. العامل الثاني هو التفرد ويقيس حجم البيانات المتكررة أي أنه لو كانت مجموعة البيانات تختص بالطلبة فمن المفترض أن يكون لكل طالب رقم جامعي مختلف ولا يوجد رقم متكرر في هذه البيانات. العامل الثالث هو مصداقية البيانات ويقيس مدى تطابق البيانات مع التنسيق والنطاق خاصة فيما يتعلق بوصف البيانات كنوع البيانات إذا كانت رقم أو نص أو تاريخ. العامل الرابع هو حداثة البيانات ويقيس جاهزية البيانات خلال مدة زمنية محددة إذ يتيح للمستفيدين الحصول عليها بشكل مباشر كالمعاملات البنكية. العامل الخامس هو دقة البيانات ويقيس مدى صحة البيانات بناءً على ما يسمى ب "مصدر الحقيقة" المتفق عليه، إذ يوجد أحيانا أكثر من مصدر يصدر الإحصائية نفسها لذلك من المهم تحديد مصدر أساسي واحد وتستخدم المصادر الأخرى لقياس مدى دقة هذه الإحصائية. العامل السادس هو ملاءمة البيانات للغرض منها ويقيس مدى تلبية البيانات حاجة العمل والفائدة منها لتحقيق الهدف المرجو منها.
كما يهتم العالم بإتاحة البيانات للجميع لتحقيق مبدأ الشفافية والمسائلة والاستفادة منها في مجالات متعددة، كذلك يشجع المهتمين وقطاع الأعمال الاستفادة منها ببناء تطبيقات مفيدة وإيجاد حلول لتحديات وتقديم خدمات في مختلف المجالات كبناء تطبيقات تشخيص أمراض معينة باستخدام صور أشعة، وتنبؤات الطقس والمناخ، والقيادة الذاتية، وتطبيقات السياحة والسفر وغيرها الكثير.
ومازال العالم يواجه تحديات مختصة بالبيانات وموثوقيتها تحتاج إلى المزيد من الاهتمام بمراجعة السياسات الحالية ووضع سياسات دقيقة، وأنظمة اعتمادية قادرة على التعامل مع البيانات بطرق تضمن موثوقيتها وحفظها واستخدامها الآمن. بالإضافة إلى تمكين قطاع الأعمال بإتاحة بيانات ذات قيمة تعزز من الاقتصاد وترفع من مستوى الخدمات.

About the Author