X638311283768843821

 

IMG_8247638954311304554360


يوم الرياضيات العماني الحادي عشر: مستقبل التعليم المبتكر

 

انطلقت صباح اليوم بجامعة السلطان قابوس فعاليات يوم الرياضيات العُماني الحادي عشر،  ومؤتمر«التوجهات في المناهج المبتكرة للرياضيات: إضاءات على التقنيات الناشئة ودورها في إعادة تشكيل مستقبل تعليم وتعلّم الرياضيات». أقيمت الفعالية برعاية الدكتور ناصر بن مصبّح الزيدي، نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية، وبحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين والتربويين والطلبة والمهتمين بمجال الرياضيات.

في مستهل الحفل، ألقت الدكتورة ماجدة بنت طالب الهنائية، رئيسة اللجنة العُمانية للرياضيات، كلمة أكدت فيها أن هذا اليوم بات منارة سنوية تتجدد فيها روح العلم والإبداع، وتُترجم رسالة الرياضيات كركيزة للحضارة ولغةٍ للإبداع والتفكير، قائلة: «الرياضيات ليست مجرد أرقام ومعادلات، بل هي جسر يربط حاضر الأمم بمستقبلها، ولغة الأمل كما وصفها الاتحاد العالمي للرياضيات».

وأضافت: منذ نشأتها تسعى اللجنة العمانية للرياضيات إلى ترسيخ مكانة هذا العلم في وطننا العزيز وعلى ذات القدر من الأهمية تضع اللجنة نصب عينها إبراز وجود سلطنة عمان على خارطة الرياضيات عالميا والذي يؤكده احتفاظ عمان، لتاريخها، بعضوية كاملة في المجموعة الأولى في الاتحاد العالمي للرياضيات كما أرفد أمين العام البروفيسور كريستوف سورجيه للمشاركة بالحضور في احتفالنا هذا قبل عام.

و الذي بدوره نقل للاتحاد العالمي للرياضيات ارتياحه للجهود العمانية في الرياضيات تحت مظلة اللجنة العمانية للرياضيات، عبر مبادرات ومشاريع غدت شواهد على عزم لا يلين.

وتطرقت الدكتورة ماجدة في كلمتها الى إنجازات اللجنة ومسيرتها الممتدة لاكثر من عقد من الزمن، مبينة أن اللجنة تواصل عقد الملتقى السنوي لبحوث الرياضيات، وعقد الملتقى السنوي لتدريبات الرياضيات، وإقامة اليوم العلمي للرياضيات، الذي يضيء كل عام على محور جديد يفتح آفاقاً للمناهج المبتكرة في الرياضيات.وتواصل اللجنة عملها في تنقيح كتب الرياضيات بناء على طلب بعض دور النشر المحلية.ايضا تساهم في خطط تطوير مناهج الرياضيات في التعليم المدرسي والجامعي وجاء آخرها قبل أيام دعوة كريمة تلقتها اللجنة من نائب رئيس جامعة السلطان قابوس للشؤون الأكاديمية وخدمة المجتمع لحضور لقائه بقسم الرياضيات بكلية العلوم بالجامعة، واستمرار استضافة المبادرات المحلية لدعم تعليم وتعلم الرياضيات وكان آخرها معرض فيبوناتشي للرياضيات في مدرسة أم حببة للتعليم الأساسي.

وعلى الصعيد الخارجي، فتحرص اللجنة العمانية للرياضيات على تلبية الدعوات الدولية والعربية والإقليمية التي تصل إليها، طلباً للاطلاع على تجربتها الرائدة في ترسيخ مكانة الرياضيات علماً وتطبيقاً. وإن في هذه الاستضافات لشهادة بأن تجربة اللجنة قد أصبحت ملهمة، ومعترفاً بها وقابلة للتصدير، ومنسجمة مع التوجهات الوطنية والرؤى العالمية.

وتواصل ما أطلقنا عليه العام الماضي منتدى المشاريع البحثية، والذي جاء ليحتضن الباحثين الشباب ويدعم مشاريعهم في فضاء رحب للنمو. وأيضا الوبينار الأسبوعي، الذي يعد نافذة تواصل علمي حي تفتح من عمان نافذة للباحثين والأكاديميين من شتى أقطاب الأرض ليحضروا كمتحدثين أو مشاركين. ولاستدامة هذه المعرفة تُحفظ محاضراته على قناة اللجنة على منصة YouTube، لتبقى أثراً معرفياً متجدداً ومستداماً.

وكشفت الدكتورة ماجدة الهنائية إن عام 2026 سيكون بمشيئة تعالى عاماً فارقاً في مسيرة اللجنة، حيث ستطلق ثلاث مبادرات دولية جديدة، لدعم اقتصاد المعرفة وكذلك جودة التعليم:

· أولا: المؤتمر السنوي الأول في الرياضيات البحتة والتطبيقية والصناعية، الذي تفتتح نسخته الأولى بموضوع بحوث العمليات، ذلك العلم الذي يراهن على قدرته في تحسين شبكات النقل، وإدارة أنظمة الصحة، وتطوير الصناعة والإنتاج، وضبط الأسواق والمال، بل ورفد الذكاء الاصطناعي بخوارزميات أكثر كفاءة.

· ثانياً: الورشة الشتوية الدولية الأولى للرياضيات، والتي تتناول موضوع (نظرية التماثل)، ذلك الفرع الذي يكتشف أسرار التماثل، ويمتد تطبيقه في نمذجة الفيزياء الحديثة، وخوارزميات تعلم الآلة، وعبره من النمذجة الرياضية للأنظمة المعقدة.

· ثالثا، تعتزم اللجنة عن تدشين الموسم الأول للويبينار الشهري اعتبار من يناير ٢٠٢٦. بموضوعه للموسم الأول عن البحوث الإجرائية Action Research ليكون منصة عملية تجمع المعلمين والباحثين لمناقشة قضايا الصفوف الدراسية واستعراض حلول مبنية على الأدلة من واقع الممارسة. ويأتي هذا التوجه إيماناً بأن البحث الإجرائي يسهم في تحسين العملية التعليمية ورفع جودة التعليم، ويرسخ ثقافة التطوير المهني المستدام ويعزز الارتفاع بمخرجات التعليم في سلطنة عمان.

· رابعاً: والحاقاً بما أشرنا له العام الماضي عن مسابقة محلية للرياضيات فإن اللجنة تواصل العمل بالتعاون مع فريق من كلية التربية بالرسناق بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية والذي يعد بدوره محاور وأهداف ومستويات المسابقة وإطارها العام وحوكمتها. وتأتي هذه الجهود متوافقة مع التوجه الوطني لاكتشاف ورعاية الموهوبين في شتى المجالات.

وفي إطار أوسع، تعمل اللجنة حالياً على إعداد تقرير وطني شاملاً عن واقع الرياضيات في عمان، يهدف رفعه إلى الاتحاد الدولي للرياضيات (IMU)، ليحّدد صورة مستوفية عن التطور العلمي في السلطنة، وعن مدى جهد الرياضيات مع مستهدفات رؤية عمان ٢٠٤٠.

أعقب ذلك كلمة الدكتور محمد بن سعيد الغافري، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، الذي رحّب بالمشاركين، مشيرًا إلى أن انعقاد يوم الرياضيات هذا العام يأتي في ظل تحولات تقنية متسارعة تُعيد صياغة مفهوم التعليم. وأوضح أن المؤتمر يهدف إلى استكشاف كيف يمكن توظيف التقنيات الناشئة لجعل الرياضيات أكثر جاذبية، وتنمية مهارات التفكير الناقد والإبداعي، وتهيئة معلمي المستقبل لمواكبة التغيرات.

وبيّن الغافري أن المؤتمر، الممتد على مدى يومين، سيستعرض بحوثًا وتجارب من سلطنة عمان ودول شقيقة، تتناول قضايا الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم، والواقع المعزز والافتراضي، والتعلم الذكي، والمنصات التفاعلية، والتعليم الشامل. كما وجّه رسائل خاصة إلى المشاركين من الأكاديميين والمعلمين والطلاب، مؤكدًا أن غاية هذا الحدث هي تمكين الأجيال القادمة من أدوات القرن الحادي والعشرين ليكونوا مبدعين ومبتكرين في عالم سريع التغير.

وانطلقت بعد ذلك جلسات المؤتمر بمحاضرة افتتاحية قدّمها الدكتور حسام الكستي من جامعة قطر بعنوان: «استخدام الأساليب المبتكرة في التعلم من وجهة نظر المعلمين ومن وجهة نظر الطلاب». ويشمل المؤتمر ثماني جلسات علمية تتناول موضوعات متعددة تتعلق بتوظيف التكنولوجيا الحديثة والمناهج المبتكرة في تعليم الرياضيات، وقضايا الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم، والواقع المعزز والافتراضي، والتعلم الذكي، والمنصات التفاعلية، والتعليم الشامل.

 

About the Author