X638311283768843821

 



Banner-02

حين يتحول الشغف إلى رسالة.. حوار صحفي مع المصممة اليمامة الهنائية

19 May, 2025 |

 

  • حاورتها: حوراء بنت حمود الحراصية

 

 

 المصممة اليمامة بنت محمد الهنائية، خريجة قسم اللغة العربية من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، بدأت رحلتها مع التصميم منذ مقاعد الدراسة الجامعية من خلال الجماعات الطلابية، حيث لم يكن الإبداع بالنسبة لها مجرّد مهارة، بل وسيلة للتعبير عن الذات، وبوابة لاكتشاف العالم من منظور مختلف.

في هذا الحوار، نقترب من تفاصيل تجربتها، نتابع كيف كانت البداية، ونقترب من كواليس الرحلة، وما التحديات التي واجهتها، وما الذي يجعلها تؤمن بأن التصميم رسالة تتجاوز حدود الجماليات، حوار عفويّ، يحمل بين سطوره رؤية ملهمة لكل من يسير على درب الشغف، ويؤمن بأن الخطوة الأولى تبدأ من قلب الحلم.

 

 

كيف بدأت رحلتكِ مع التصميم؟ متى شعرتِ بأن هذا هو شغفكِ الحقيقي؟

لطالما كان لديَّ ميلٌ فنيّ وشغف بالتفاصيل الجمالية، وكنتُ أمارس هذا الشغف على نطاق ضيق كهواية شخصية،غير أن التحوّل الجذري حدث عندما التحقتُ بإحدى الجماعات الطلابية في الجامعة،هناك تغيّرت التجربة تمامًا؛ إذ تحوّل التصميم من نشاط فردي إلى مسؤولية حقيقية. بدأتُ أتعامل مع برامج احترافية، وتعرّفتُ على مفاهيم جديدة، وطوّرت من أسلوبي عبر الممارسة والتعلّم المستمر،تلك التجربة كانت نقطة الانطلاق الحقيقية، إذ منحتني الثقة، ووسّعت آفاق شغفي.

 

كيف ساعدتكِ الجماعات الطلابية في ممارسة التصميم وتطوير مهاراتكِ؟

  كانت الجماعات الطلابية بمثابة بيئة محفّزة وداعمة بشكل كبير، من خلالها،خضت تجارب واقعية، تعاملتُ مع فرق عمل،ومع مواعيد تسليم حقيقية،وتحدّيات تتجاوز ما نتعلمه نظريًا، تعلّمت كيف أوازن بين ضغط الوقت،ومتطلبات الدراسة،والالتزامات التصميمية. كما أتاحت لي الفرصة لأن أجرّب، وأخطئ، وأتعلّم، وهو ما ساهم في  بناء ثقتي بنفسي كمصممة.

 

ما أبرز المشكلات أو التحديات التي قد تواجه أي مصمّم أو مصمّمة؟

من أبرز التحديات التي قد تواجه المصمّم هي فهم العميل فكل عميل يأتي برؤية خاصة، وأسلوب معيّن في التعبير، وقد لا تكون أفكاره واضحة تمامًا.

هنا يكمن التحدّي في القدرة على قراءة ما بين السطور، وترجمة تلك الأفكار إلى تصميم يعكس شخصيته ويلبّي توقعاته.بالإضافة إلى ذلك، هناك ضغط الإبداع المستمر؛ إذ يُنتظر من المصمم أن يقدّم أفكارًا جديدة ومبهرة في كل مرة، مما قد يشكّل عبئًا نفسيًا إن لم يُدار بشكل صحيّ.

 

هل ترين أن التصميم يمكن أن يكون وظيفة مستقبلية مستقرّة؟

نعم، وبكل تأكيد. مجال التصميم واسع، ويشهد تطورًا كبيرًا على المستويين المحلي والعالمي.لم يعد مجرّد هواية، بل بات مجالًا حيويًا في قطاعات متعددة: التسويق، الإعلام، ريادة الأعمال، التعليم، والمجال الرقمي عمومًا.يمكن للتصميم أن يكون مصدر دخل مجزٍ، ومجالًا يتجدد باستمرار، ويمنح صاحبه فرصة للإبداع والانطلاق.

 

هل تؤمنين بأن التصميم رسالة قبل أن يكون مهنة؟ وكيف تعبّرين عن رسالتكِ من خلال أعمالكِ؟

نعم، أؤمن بذلك تمامًا. التصميم بالنسبة لي ليس فقط أداة للتجميل، بل هو وسيلة للتأثير والتواصل.هو لغة بصرية تعبّر من خلالها الألوان والأشكال والصور عن مشاعر وأفكار، قد تعجز الكلمات أحيانًا عن إيصالها.أحرص دائمًا على أن تحمل تصاميمي معنى أو إحساسًا معينًا، حتى وإن كان بسيطًا؛فكل عمل أنجزه أطمح أن يكون له أثر إيجابي فيمن يراه أو يتفاعل معه.

 

من أين تستلهمين أفكاركِ الإبداعية؟

الإلهام بالنسبة لي موجود في كل ما حولي. أستلهم من الطبيعة، والفن، والتفاصيل اليومية الصغيرة.أحيانًا مشهد عابر أو محادثة قصيرة قد تولّد فكرة جديدة.كما أتابع منصات التصميم العالمية، ومواقع متخصصة تعج بالأعمال الملهمة، وأرى في تصاميم الآخرين محفّزًا لإعادة التفكير، وصياغة أفكار مبتكرة.

 

أخيرا ما النصيحة التي تقدمينها للشباب الطامحين لدخول عالم التصميم؟

نصيحتي الذهبية: ابدأ الآن، ولا تنتظر أن تكون جاهزًا بالكامل، المهارة لا تُكتسب من الكمال، بل من المحاولة والاستمرار، لا بأس إن لم تكن البداية مثالية، المهم أن تكون بداية.ولا تُقارن نفسك بالآخرين؛ بل ركّز على تطوير أسلوبك الخاص، ودَع كل تجربة تُضيف شيئًا جديدًا لهويتك الفنية.وأخيرا: "التصميم ليس مهنة جامدة... هو طريقة نعيش فيها أفكارنا ونحولها لواقع يُلهم غيرنا."

About the Author