ريادة أعمال زراعية من زهور القطف
ضمن مشاركتهم في المهرجان العلمي الزراعي الثالث عشر "مدى" الذي تنظمه جماعة العلوم الزراعية والبحرية، التقينا بمحمود بن محمد السناني ومودة بنت زايد الشكيلية من قسم علوم النبات بكلية العلوم الزراعية والبحرية الذين استعرضا مشروعهما حول تجربة زراعة زهور الجلاديولوس في سلطنة عمان. وذلك تحت إشراف كلًا من الدكتور ممتاز خان، والدكتور وليد البوسعيدي، والدكتور أحمد البوسعيدي.
توفير منتج منافس
يوضح محمود السناني أن فكرة المشروع انطلقت من ملاحظة أن معظم زهور القطف المتوفرة في سلطنة عُمان يتم استيرادها من الخارج، على الرغم من وجود إمكانيات لزراعتها محليًا. ومن هنا جاءت الرغبة في تنفيذ تجربة عملية لاختبار إمكانية زراعتها داخل سلطنة عمان بأنظمة زراعية مختلفة، بهدف توفير منتج محلي عالي الجودة ينافس المستورد ويدعم السوق العُماني.
زراعة تقليدية ومائية
وعن خطوات المشروع تقول مودة الشكيلية "لقد أُطلق المشروع كتجربة عملية لزراعة زهور الجلاديولوس باستخدام طريقتين: الزراعة التقليدية في التربة، والزراعة المائية بعدة أنظمة متطورة، وذلك داخل بيوت محمية معدلة ومصممة لتتناسب مع احتياجات هذه الزراعة، بما يضمن إنتاجًا عالي الجودة يواكب متطلبات السوق". وقد تعاون الفريق بشكل متكامل في متابعة الجوانب الزراعية والفنية والتقنية للمشروع. واستنادًا إلى التجربة، تمكّن المشروع من تحقيق جودة عالية جدًا في الإنتاج، تُضاهي بل وتنافس جودة الزهور المستوردة من الخارج، مما يعزز الثقة بالإنتاج المحلي ويُثبت قدرته على تلبية احتياجات السوق العُماني.
وتضيف "لقد نجح المشروع كذلك في إنتاج أبصال الجلاديولس ذات الجودة العالية والقيمة الاقتصادية المرتفعة، مما يُمكّن من إعادة استخدامها في دورات إنتاج جديدة أو تسويقها كمُنتج مستقل ذي جدوى تجارية واعدة".
دعم فكرة الإنتاج الوطني
يذكر محمود السناني أن مشروع “إزهار عُمان” يسعى إلى إنتاج زهور القطف ذات القيمة الاقتصادية العالية وبجودة عالية محليًا في سلطنة عُمان، وذلك بهدف تقليل الاعتماد على الاستيراد من الدول ذات المناخ المناسب لهذا النوع من الزراعة. ودعم فكرة الإنتاج الوطني، مع توفير زهور تناسب احتياجات السوق العُماني بمستوى منافس للمنتج المستورد. ويوضح أنه تم اختيار زهور الجلاديولس لبدء زراعتها نظرًا لما تحظى به من طلب كبير في سلطنة عُمان، وسهولة زراعتها نسبيًا داخل البيوت المحمية. كما تتميز هذه الزهرة بجمالها وتعدد ألوانها، فضلًا عن قدرتها على إنتاج أبصال يمكن استخدامها في مواسم الزراعة القادمة.
من جانبها تقول مودة الشكيلية "نطمح في المستقبل إلى زراعة أنواع أخرى من زهور القطف ذات الطلب المرتفع محليًا وعالميًا، ومن أبرزها: زهور التوليب، الليلي، الرينانكلوس، والنرجس. ونسعى من خلال ذلك إلى تنويع الإنتاج المحلي وتوفير زهور متنوعة تناسب أذواق المستهلكين، بجودة تضاهي المنتجات المستوردة".
عائد اقتصادي جيد
يُتوقع أن يحقق المشروع عوائد اقتصادية جيدة، من خلال تقليل الحاجة إلى استيراد الزهور، وتوفير منتج محلي عالي الجودة. كما أن إنتاج الأبصال محليًا يمثّل فرصة لتقليل التكاليف مستقبلاً، سواء بإعادة استخدامها في مواسم أخرى أو بتسويقها كمنتج مستقل، مما يدعم استدامة المشروع اقتصاديًا.
وعن توجهات المستقبل يقول محمود السناني "يأتي هذا المشروع انسجامًا مع توجهات رؤية عُمان 2040، واستجابةً للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ التي تؤكد على أهمية تعزيز الأمن الغذائي، وتنويع مصادر الدخل، وتمكين القطاعات الإنتاجية، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني ورفع مستوى الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية ذات القيمة. ويعتزم الفريق التوسّع مستقبلاً في زراعة أنواع أخرى من الزهور، وتجربة أنظمة زراعية حديثة تتلاءم مع البيئة العُمانية. كما يطمح إلى تطوير إنتاج الأبصال بشكل تجاري، والتعاون مع المشاتل والمزارع المحلية لتعزيز الإنتاج الوطني من زهور القطف. وفتح آفاقًا جديدة لريادة الأعمال الزراعية في السلطنة".
About the Author