بين جدران جامعة السلطان قابوس وذكرياتها، تشكّلت ملامح قصة نجاح مميزة لطالب طموح لم يكتفِ فقط بالحصول على شهادة في الطب، بل رسم لنفسه طريقًا مليئًا بالشغف والتفوق والريادة. الدكتور عبدالرحمن الميرزا، خريج كلية الطب بجامعة السلطان قابوس، يتحدث في هذا الحوار عن رحلته الأكاديمية، وتحدياتها، والدروس التي تعلّمها، طارحًا رسائل ملهمة لزملائه من الطلبة الذين يبحثون عن طريقهم في الحياة.
كيف تعرّف نفسك لطلبة الجامعة اليوم؟
عبدالرحمن الميرزا؛ خريج كلية الطب من جامعة السلطان قابوس، خريج هذا الصرح العظيم بكثير من الامتنان للفرص والتحديات التي واجهتها، مدرك تمامًا أنني أصبحت اليوم شخصًا وطبيبًا أفضل، بفضل الله أولًا، ثم بفضل الرحلة التي خضتها خلال سبع سنوات من الدراسة والتجربة والنمو.
ما الذي كان الدافع الأول وراء دخولك هذا المجال؟
حب مساعدة الناس وصنع الفارق الحقيقي في حياتهم، كانا الدافعين الأساسيين. إضافة إلى ذلك، كان دخول الطب حلم طفولتي، الذي رافقني منذ سنواتي الأولى.
ما أبرز التحديات التي واجهتك في رحلتك، وكيف تعاملت معها؟
واجهت تحديات عديدة، أبرزها طول المناهج الدراسية وتعددها، إلى جانب الامتحانات المستمرة. تعاملت مع ذلك بالصبر والالتزام والانضباط الذاتي المستمر. كما حرصت على أن تكون تجربتي الجامعية أكثر شمولًا، من خلال انخراطي في النشاطات غير الأكاديمية داخل وخارج الجامعة، وهو ما أضفى على تجربتي طابعًا فريدًا يتجاوز الإطار الأكاديمي التقليدي.
هل فكرت يومًا في التراجع؟ وماذا كان السبب الذي دفعك للاستمرار؟
مررت بلحظات شك وإرهاق، كما هو حال الكثير من الطلبة، لكن الذي دفعني للاستمرار هو ثقتي التامة بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، ثم حب رؤية الفرح والاعتزاز في عيون والديَّ، وهو شعور لا يُقدّر بثمن.
كيف ساعدتك بيئة الجامعة أو زملاؤك أو أساتذتك في تطوير فكرتك؟
الجامعة منحتني آفاقًا واسعة للتطور، ليس فقط في الطب، بل في مجالات متعددة منها العمل التطوعي وريادة الأعمال. كانت بيئة محفزة ومليئة بالفرص. زملائي وأساتذتي كان لهم دور مهم في تحفيزي وتوسيع مداركي، مما ساعدني على صقل مهاراتي وتطويرها باستمرار.
كيف تشعر اليوم وأنت تُعد نموذجًا يحتذى به لطلبة الجامعة؟
أشعر بالفخر والامتنان، وأحمل بداخلي رغبة قوية لصنع فارق في حياة مرضاي، في أي مكان وزمان. أن تكون نموذجًا يحتذى به، يعني أن تكون مسؤولًا، وأن تظل متمسكًا بالقيم التي أوصلتك إلى هذا المكان.
ما الإنجاز الذي تفخر به أكثر من غيره؟
أفخر بأنني أصبحت طبيبًا ورائد أعمال، تخرجت بتفوق دراسي، لكن الأهم من ذلك أنني تخرجت بمهارات وخبرات تتجاوز الشهادة الأكاديمية. هذه المهارات هي ما أعتز به أكثر من أي شيء.
ما النصيحة التي توجهها لطلبة الجامعة ممن لديهم أفكار لكنهم مترددون في البدء؟
أفضل وقت للبدء كان الأمس، وثاني أفضل وقت هو اليوم. لا تنتظر أن تكون كل الظروف مثالية، لأن الأبواب لا تُفتح إلا بالاجتهاد والمثابرة. ابدأ اليوم، حتى لو بدت البداية صعبة؛ فهناك العديد من الفرص في انتظارك على الجانب الآخر.
برأيك، ما المهارات أو القيم التي يجب أن يركز عليها كل طالب ليحقق النجاح؟
أرى أن من أهم المهارات: الالتزام، الصبر، حب التحدي، ومهارات التواصل، والتعلم الذاتي المستمر. ولا أنسى الأهم من كل ذلك: ربط النجاح بتوفيق الله، لأن الإخلاص والتوكل هما أساس أي نجاح حقيقي.
من الطب إلى الريادة، ومن قاعات الدراسة إلى آفاق التغيير المجتمعي، يُجسد عبدالرحمن الميرزا صورة مشرقة لطالب لم يكتفِ بالحلم، بل سار نحوه بكل عزم وإيمان. قصته ليست مجرد إنجاز، بل دعوة مفتوحة لكل طالب في جامعة السلطان قابوس ليصنع طريقه الخاص، بثقة وشغف وطموح.