
- حاورته: عائشة بنت ناصر البوسعيدية
- ترجمة: إبراهيم المشرفي
أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءً مهمًا من حياة الطالب الجامعي، إذ بات الطلبة يستخدمونها في عملية التعلم وخلق تجربة تفاعلية جديدة في الدراسة الجامعية. كما تختلف تجربة استخدام الذكاء الاصطناعي من طالب إلى آخر، حسب رغباته واهتماماته. وتختلف الأدوات والبرامج وما زالت تتطور مع الوقت. إن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي يثير العديد من التساؤلات حول تأثيره على العملية التعليمية، ودور الأساتذة، وأخلاقيات استخدامه، والتحديات التي قد تواجهه المؤسسات التعليمية في تبنيه. وعبر هذا الحوار نتعرف على وجهة نظر الأكاديميين، حيث التقينا مع الدكتور كينيث ماسترز من كلية الطب والعلوم الصحية، ووضح لنا رأيه فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي والتعليم الجامعي.
مدى الوعى
حول مدى وعي الطلبة وأعضاء هيئة التدريس بأهمية الذكاء الاصطناعي يخبرنا الدكتور كينيث: "أود أن أوضح أن معظم الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي يقتصر على الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI)، وقد لا يعلمون أن هناك أنواعًا أخرى للذكاء الاصطناعي. أعتقد أنهم على دراية بأهمية الذكاء الاصطناعي، لكنهم غير متيقنين من آثاره في حياتهم وأعمالهم".
ويؤكد على، تتعدد مواقف الناس من الذكاء الاصطناعي، فهناك من هم على استعداد لتطبيقه، وهناك من يخشى استخدامه لعدة أسباب، فالطلبة مثلًا يخشونه لاحتمالية استبدال الوظائف بالذكاء الاصطناعي، وينطبق ذلك على أعضاء الهيئة التدريسية، بالإضافة إلى استخدامه كأداة للغش؛ ما يؤدي إلى ضعف في بعض المهارات الأساسية مثل التفكير الناقد.
الأدوات المستخدمة؟
ويستعرض الدكتور ماسترز بعض البرامج الأكثر استخداما فيقول "معظم المستفيدين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI)، مثل ChatGPT، Gemini، Grammarly، وقد لا يصنفون تطبيق Grammarly كأداة للذكاء الاصطناعي. أعتقد أنهم يستخدمونه لإنشاء النصوص القياسية. كما يوجد آخرون ممن أنشأوا نسخًا أخرى من GPT، واستخدموا NotebookLM وكذلك Perplexity، لكنهم قلة".
ويضيف على الصعيد ذاته بأنه توجد هناك أيضًا فئة من المستخدمين ممن يستخدمون أدوات إنشاء الصور مثل DALL-E وStable Diffusion. والكثير يستخدم DALL-E من خلال ChatGPT دون إدراك أن الأول مختلف عن الأخير. ولأن إنشاء الفيديوهات ما زال في مراحله المبكرة، تجد أن معظم الأدوات تستطيع إنشاء فيديوهات مدتها ثوان معدودة فقط، ويوجد مهتمون ممن يطورون هذا المجال، إلا أنني لا أعتقد أن استخدامه شائع بعد.
دمج الذكاء الاصطناعي بالتعليم الجامعي؟
ماذا عن دمج الذكاء الاصطناعي بالتعليم الجامعي وما التحديات التي تواجه المستخدمين؟
بالنسبة لهذا السؤال يرى الدكتور كينيث بأن التدريب مهم إذ يجب تدريب الطلبة والموظفين على استخدام الأدوات بالطريقة المناسبة، وبالإمكان الوصول الى الإصدارات المجانية وهي مناسبة للاختبار، لكن تظل الإصدارات المدفوعة أفضل؛ لذا يحصل الطلبة على أدوات أفضل عندما يدفعون، كما يجب الحصول على تراخيص للمؤسسات.
أما السياسات كسياسة جامعة السلطان قابوس فيراها جيدة جدًا، ويجب أن تُحدّث لمواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي.
وبالنسبة للبنى التحتية بالجامعة فتعد من وجهة نظره أحد التحديات التي ستواجه عملية الدمج؛ لذلك بعد استخدام هذه الأدوات بشكل كبير، سنصبح دائمًا نعتمد عليها، لكن ما زالت الجامعة تبذل جهدًا في الحفاظ على تشغيل الشبكة بصورة مستمرة، فكيف ستبقى أدوات الذكاء الاصطناعي متاحة؟ والنظم الأمنية تشكل أهمية كبيرة فبدونها كيف سنحمي أنظمة الذكاء الاصطناعي؟
واخيرًا، يؤكد الدكتور كينيث ماسترز على أهمية الدعم وهو ساعات عمل الدعم الفني التي لا تتوافق مع ساعات التدريس. والجدير بالذكر أن التعليم عن بُعد -خاصة مع استخدام الذكاء الاصطناعي- متاح طوال الأسبوع (أي 168 ساعة في الأسبوع)، بينما تقدم الجامعة 35 ساعة في الأسبوع من الدعم الفني كحد أقصى. هذا غير كاف على الإطلاق.
يدرك الطلبة أهمية هذه التقنيات، ولكن قد يختلفون في مستوى الاعتماد عليها. فتجد من ينجز كافة أعماله بأدوات الذكاء الاصطناعي، أيضا يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز جودة التعليم الجامعي، واستخدام هذه التقنيات لتطوير أساليب التدريس والتقييم. بالإضافة إلى أن التقنيات الحديثة تستطيع تقديم محتوى مخصص في بيئة تفاعلية ذكية. ولكن هناك التحديات التي ترافق هذه التقنيات. لذلك على الجامعات تبنّي هذه التقنيات مع ضرورة وضع سياسات تنظم عملية الاستخدام؛ لضمان فعالية العملية التدريسية وتحقيق الفائدة المرجوة.
اطلع على استطلاع نشرة أقرأ عن هل الجامعات مستعدة لثورة الذكاء الاصطناعي؟ عبر الرابط:
https://anwaar.squ.edu.om/Portals/100/DNNGalleryPro/uploads/2025/3/25/Iqraa65..pdf