X638311283768843821

 



  

Banner-02638735669713724437

 

الاستدامة في العلوم الإنسانية: بين الواقع والطموح

  • تغطية: لجينة بنت محمد الحسينية ، ريان بنت خالد القرنية .

في إطار سعي المؤسسات الأكاديمية لتعزيز الوعي وتبادل الأفكار حول التحديات الراهنة والمستقبلية، أُقيمت جلسة حوارية متميزة بعنوان “الاستدامة في العلوم الإنسانية: الواقع والطموح”، ضمن فعاليات أيام الآداب الثقافية. انعقدت الجلسة بقاعة الفعاليات في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، بمشاركة نخبة من المتخصصين، وبإدارة الدكتور حافظ بن عبدالله الريامي.

شهدت الجلسة حضور د. نورة بنت خليفة الناصرية، د. آيات بنت ناصر المطاعنية، الفاضل إسحاق بن يعقوب العزري، والفاضلة مروة بنت سليمان النبهانية، الذين ناقشوا واقع الاستدامة في العلوم الإنسانية والطموحات المستقبلية للنهوض بهذا المجال في ظل التحديات المتزايدة.

استهلت د. نورة الناصرية حديثها حول مستقبل المدن العُمانية، مسلطة الضوء على التحولات الجذرية التي تشهدها، ومدى ارتباطها برؤية عُمان 2040، لا سيما في محوري الاقتصاد والتنمية والبيئة المستدامة. وأكدت أن المدن العصرية الذكية ستكون جزءًا أساسيًا من عُمان المستقبل، مستشهدةً بمشروع مدينة السلطان هيثم، كأكبر مدينة ذكية في عمان. كما تطرقت إلى مفهوم التخطيط العمراني المستدام، مشيرةً إلى التحول من توزيع الأراضي غير المخدومة إلى مراكز ومخططات سكنية متكاملة الخدمات، وأكدت على ضرورة تكامل الجهود لتحقيق استدامة عمرانية تلبي احتياجات الأفراد والمجتمع.

أما د. آيات المطاعنية، فقد ناقشت دور التراث الثقافي العُماني في تحقيق الاستدامة، مؤكدةً أن التراث ليس مجرد ماضٍ يجب الحفاظ عليه، بل هو مصدر للإبداع والاقتصاد المستدام. استعرضت إنشاء مركز عُمان للموسيقى التقليدية وأهمية أرشفة التراث الثقافي، مشددةً على أن الاستثمار في التراث يمكن أن يحوله إلى نموذج عالمي للاستدامة. كما ربطت ذلك برؤية عُمان 2040، التي تسعى للحفاظ على الهوية العُمانية مع تحقيق النمو الاقتصادي.

من جانبه، تناول إسحاق العزري أبرز عناصر القوة الاقتصادية للصين، مشيرًا إلى أن السكان والبحث العلمي والتعليم والاستثمارات الخارجية تشكل ركائز أساسية جعلت الاقتصاد الصيني نموذجًا قويًا للنمو المستدام. وأوضح أن الاستثمار في البحث العلمي يُعد من أهم محركات التنمية الاقتصادية، مما يعزز الابتكار والتطور الصناعي.

أما مروة النبهانية، فقد استعرضت الأهداف الإنمائية للألفية وخطة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، مؤكدةً على أهمية التركيز على التعليم، البيئة، والعدالة الاجتماعية. كما شددت على دور المكتبات والمؤسسات الأكاديمية في توفير البيانات والمعلومات التي تدعم السياسات المستدامة، وتعزز من تطبيق خطط التنمية.

شهدت الجلسة تفاعلًا كبيرًا، حيث طُرحت عدة تساؤلات، أبرزها:

• كيف يمكن للقطاع الخاص المساهمة في حفظ التراث؟

• تم التأكيد على أهمية الإعفاءات الضريبية وتشجيع ترميم المعالم التراثية للحفاظ على الهوية الثقافية.

• هل “الداون تاون” جزء من خطط سلطنة عمان المستقبلية؟

• أوضحت المتحدثة أن هذا المفهوم يُترجم في عمان إلى “مراكز المدينة”، وهي مناطق تجمع بين النشاط التجاري والثقافي.

• ما دور المؤثرين في حفظ التراث العُماني؟

• تم تسليط الضوء على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الوعي وتعزيز الهوية العُمانية عبر الترويج للمواقع والمشاريع التراثية بأسلوب حديث.

اختُتمت الجلسة بالتأكيد على أهمية التكامل بين القطاعين العام والخاص، واستغلال التكنولوجيا الحديثة لتحقيق الاستدامة، مع ضرورة الحفاظ على الهوية العُمانية كجزء أساسي من التنمية المستقبلية.

About the Author