اختتمت في الجامعة فعاليات الملتقى العربي الرابع لطلبة الدراسات العليا في علوم الإعلام والاتصال، الذي نظمه قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بالجامعة والشبكة العربية لعلوم الإعلام والاتّصال، بالتعاون مع: معهد الصحافة وعلوم الإخبار، من جامعة منوبة، تونس، وجامعة عبد الحميد بن باديس، مستغانم، الجزائر.
وشهد الملتقى، الذي يعد منصة أكاديمية بارزة لتعزيز التواصل العلمي بين طلبة الدراسات العليا، جلسات نقاشية وحلقات عمل متخصصة تناولت أبرز القضايا البحثية في مجالات الإعلام والاتصال، وأسفرت عن توصيات تدعو إلى تعزيز التكامل البحثي والتعاون الأكاديمي على المستوى العربي.
وأكد المشاركون على أهمية تعزيز التعاون العلمي بين الكليات والأقسام الأكاديمية المتخصصة في الإعلام والاتصال في الجامعات العربية، بما يسهم في تطوير بيئة أكاديمية داعمة للباحثين الشباب. مع ضرورة استمرارية تنظيم هذا الملتقى بشكل دوري نظرًا لدوره في مد جسور التواصل بين طلبة الدراسات العليا، وتوفير فرص لتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات العلمية.
وفي سياق دعم الطلبة، أوصى المشاركون بضرورة زيادة البرامج التدريبية التطبيقية ضمن أنشطة الملتقى، بحيث توفر فرصًا عملية لطلبة الدراسات العليا لاكتساب المهارات البحثية والمهنية. كما تم التأكيد على أهمية التعاون بين الجامعات العربية لوضع آليات تحفيزية تسهم في تعزيز مشاركة الطلبة في الملتقيات العلمية، مثل ترشيح مجموعة من الطلبة للمشاركة في الفعاليات المقبلة.
كذلك دعا الملتقى إلى إشراك طلبة الدراسات العليا في إعداد أجندة الدورات القادمة، بهدف تمكينهم من اكتساب الخبرة القيادية وضمان تضمين اهتماماتهم البحثية ضمن محتوى الجلسات العلمية وحلقات العمل التدريبية. ومن بين المقترحات المهمة التي تم طرحها، إنشاء منصة تفاعلية إلكترونية تجمع طلبة الدراسات العليا في الإعلام والاتصال من مختلف الجامعات العربية، لتكون فضاءً لتبادل الأفكار والإعلان عن الحلقات التدريبية والأنشطة البحثية.
وأما في إطار دعم البحث العلمي، فقد أوصى المشاركون بإنشاء قاعدة بيانات شاملة تضم معلومات وروابط لأطروحات ورسائل الماجستير والدكتوراه في علوم الإعلام والاتصال، مما يسهم في تعزيز الوصول إلى الإنتاج البحثي العربي. كما تم اقتراح تعزيز التعاون بين مخابر البحث والشبكة العربية لعلوم الإعلام والاتصال من خلال تنظيم جامعات صيفية وشتوية، وتفعيل آليات النشر المشترك والمشاركة في تقييم أطروحات الدكتوراه.
وضمن الاهتمام بتطوير المناهج البحثية، أكدت التوصيات على أهمية تركيز حلقات العمل التدريبية المستقبلية على مناهج البحث الحديثة، مثل مناهج التحليل الشبكي، لتعزيز مهارات الطلبة في دراسة الفضاء الافتراضي. كما تم التأكيد على ضرورة تشجيع الطلبة على إطلاق مشروعات بحثية عربية مشتركة، وتنظيم حلقات عمل تدريبية دورية عن بُعد لرفع كفاءاتهم البحثية.
بالإضافة إلى ذلك حظي الطلبة الفلسطينيون باهتمام خاص، إذ أوصى المشاركون بضرورة دعمهم أكاديميًا عبر توفير إشراف مشترك وتأطير علمي يتيح لهم استكمال دراساتهم العليا في ظل الظروف التي يواجهونها. إلى جانب ذلك، تمت الدعوة إلى تنظيم فعاليات علمية دورية، مثل الأيام الدراسية وحلقات عمل التفكير، التي يمكن أن تستضيفها الجامعات والمخابر البحثية العربية.
وفي الختام، دعا المشاركون إلى عقد جلسات استماع دورية لطلبة الدراسات العليا في العالم العربي، بهدف التعرف على أبرز التحديات التي تواجههم خلال مسيرتهم البحثية، وإيجاد حلول تعزز من جودة مخرجاتهم الأكاديمية. أيضا تم اقتراح إعداد مؤلفات دورية توثق تجارب التكوين الإعلامي لطلبة الدكتوراه في الدول العربية، مع مراجعتها وتحديثها بشكل مستمر وفق المستجدات العلمية، بما يضمن الاستفادة من التجارب المتنوعة في هذا المجال.
وأعرب المشاركون عن تطلعهم إلى تفعيل هذه التوصيات لضمان استدامة الجهود الرامية إلى تطوير البحث العلمي وتعزيز مكانة الدراسات الإعلامية في العالم العربي، مؤكدين أن الملتقى يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق التكامل البحثي والأكاديمي في هذا المجال.