مهند البوصافي: رحلة التميز نحو جائزة أفضل سفير
- حاوره: سيف بن حميد الجابري
“أفضل سفير” ليس مجرد لقب، بل هو طموح المشاركين في برنامج نموذج الأمم المتحدة للسفراء الشباب، فالحصول على شرف المشاركة في البرنامج بين مئات المترشحين هي بحد ذاتها إنجاز يفخر به المشارك، فماذا لو كنت أنت الفائز بجائزة أفضل سفير في هذا البرنامج المميز. هذا التكريم لا يعكس فقط قدرات الشخص الفذة ومهاراته في الحوار والتفاوض، بل يُظهر أيضًا عمق التزامه بقضايا دولية هامّة وإحساسه بالمسؤولية اتجاه العالم من حوله. سنتحدث اليوم مع مهند بن راشد البوصافي طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة والفائز بجائزة أفضل سفير في مجلس حقوق الإنسان في برنامج نموذج الأمم المتحدة للشباب بنسخته الثانية حول هذه التجربة الفريدة، وما الذي تعلمه منها، وكيف يسعى إلى مواصلة مسيرته في مجال الدبلوماسية والعمل الدولي. يأتي البرنامج بتنظيم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب بالتعاون مع وزارة الخارجية، لذا دعونا نتعمق في قصة مهند الملهمة.
- تجربة البرنامج وسبب الفوز
قال مهند في البداية: "الحمد لله على تحقيق هذا الإنجاز وكل هذا بفضل توفيق الله ودعم زملائي السفراء الشباب والقائمين على تنظيم البرنامج. تجربتي في برنامج نموذج الأمم المتحدة تجربة فريدة واستثنائية من خلال الاحتكاك بعقول نُخبة على مستوى الوطن العربي، استطعت أن أستفيد كثيرًا من خلال هذه المشاركة وتعلمت الكثير حقيقة".
وأضاف "أن سبب فوزي بالجائزة هي أسباب كثيرة في الحقيقة، ولكن أستطيع القول أنّ التفاني في العمل خلال أيام البرنامج والرغبة الكاملة في تحقيق أهداف التفاوض المطلوبة لسير البرنامج هي كانت سببًا كبيرًا أيضًا، حيث أني كنت أناقش كل سفير مشارك قدر الإمكان والاستماع له بهدف الوصول لاتفاق يخص القضية المطروحة في المجلس".
وذكر البوصافي: "ربما الوقت كان أكبر تحدي لنا، حيث نبدأ منذ بداية الصباح وحتى نهاية اليوم في حضور ورش ومحاضرات مُقدمة من قبل (Unitar) المعهد التدريبي التابع للأمم المتحدة وأيضًا بعض الورش التي تخص الدبلوماسية والبرتوكول الدولي وغيرها. بعد كل هذا خيار النوم يكون غير متاح بالنسبة لي لأهمية العمل والتفاوض المستمر مع وفود الدول الأخرى، لذلك كنت أنام بمعدل يومي قليل جدًا ولكن تغلبت على ذلك بفضل الله والزملاء الداعمين حيث أنني استمتعت بالضغط الذي كنت أعيشه، كنت أدرك تمامًا أهمية التفكير بإيجابية حول كل شيء يحدث والحمد لله حققت إنجاز كبير".
ويضيف مهند: "مثلت جمهورية كوستاريكا، ولا شك أن دوري تركز حول أهمية تمثيل كوستاريكا بما يتناسب مع الواقع الدولي والتعامل الصحيح في ما يخص القضية المطروحة في البرنامج وهي قضية (الأمن السيبراني و تحديات حقوق الإنسان في ظل الفضاء الرقمي)، وناقشت مع مختلف الوفود سواء خلال جلسات انعقاد المجلس أو في خارج المجلس قضايا تتعلق بتحديات حقوق الإنسان ناتجة عن طوفان الأمن السيبراني والتهديدات التي تنتج بسببه. مثل حرية الوصول للإنترنت والخصوصية والصحافة في كوستاريكا والمجتمع الدولي بشكل عام. موقفي من كل ذلك كان بلا شك أن تتم معالجة كل التحديات التي تواجه المدنيين والدول الأعضاء في المجلس وتتعلق بالحد من حقوق الإنسان بما يتناسب مع ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
في ختام هذا الحوار، ينبغي على الطالب الجامعي أن يطوّر من مهاراته وقدراته خارج الإطار الأكاديمي، وفي رأي مهند: "أن كل هذا لا يتحقق إلا باستغلال الفرص التي تساهم في صقل مهارات الطالب على المستوى الشخصي والثقافي والاجتماعي والكثير من المهارات والقدرات على مختلف المستويات التي يجب استغلالها في موضعها المناسب لتظهر طاقة الفرد الكامنة بداخله. وهذه الفرص تتمثل في المشاركات المختلفة سواء داخل الجامعة أو خارجها".
About the Author