المفرجية : أطمح إلى عالمية الأدب العماني
كلمة "اقرأ" كانت البداية في كتابِ اللهِ الذي أخرجَ البشريةَ من ظلمات الجهل إلى نورِ المعرفة، وهو الكتاب الذي نزل مع آخر رسالة لتوجيه البشرية نحو الخير والسعادة. في هذه البداية العظيمة يكمن عمق أهمية القراءة، إذ تعد القراءة أساس المعرفة التي تشكل أساس الحضارات وترفع الأمم إلى أعلى المستويات، وتمنح الكلمة القوة والتأثير.أعلى النموذج
في حوارٍ صحفيٍّ مع سميّة المفرجيّة -طالبة بقسمِ اللّغة العربيّة بكليّة الآداب والعلوم الاجتماعيّة في جامعة السلطان قابوس- الطالبةُ الطموحة والمبدعة كاتبة القصّة القصيرة والشّعر بطلة تحدّي القراءة العربي في سلطنة عمان 2019، وحاصلة على المركز الأول في الخطابة على مستوى التّعاون الخليجي 2022، والمركز الثاني في الشّعر الفصيح على مستوى التعاون الخليجي 2024. وحاصلة على الإجازة القرآنية براويةِ حفص.
رحلةُ القراءةِ
تقول المفرجية إنّ قصتها مع القراءة بدأت منذ نعومة أظفارها مع مجلّة ماجد فقد كان والدها يشتري لها نسخة من المجلة كل أربعاء، كذلك كانت تقرأ قصصَ الأنبياء التي كان والدها يشتريها عند سفره إلى مصر،
فهذه هي البداية الأولى مع القصص القصيرة، ولكن بعد عدة سنوات كانت والدتها في فترة تحضيرها للماجستير تعطيها في كلِّ يومٍ كتاب وتطلب منها قراءته حتى تناقشها في موضوع الكتاب في اليوم نفسه بعد رجوعها من العمل، ولكن الأمر الذي حصل هو أنّ والدتها بسبب انشغالها الكثير لم تستطع مناقشة سمية حول تلك الكتب وهذا ما جعل سمية تهمل القراءة آنذاك.
وحتّى جاء ذلك اليوم الذي وقع نظرها إلى أحد الكتب في المنزل ووجدت به عبارة تقول إنّ هناك طفلٌ يبلغ من العمرِ تسع سنوات قد أنهى قراءة 300 كتاب، وهذه العبارة كانت مثل الصاعقة التي نزلت على سمية،
فاعتزمت على أن تقرأ مئة كتاب في كل عام. وكانت سمية تستغل وقت ذهابها ورجوعها من المدرسة بقراءة الكتب وبعد ذلك في الجامعة أيضا كانت تفعل الشيء ذاته ولم يكن هذا الوقت ضائع كما يقال بالنسبة إليها لأنها كانت تقرأ كل يوم. وبعد ذلك شاركت المفرجية في تحدي القراءة العربيّ، وكان الفوز على مستوى المحافظة من نصيبها ومن ثم كذلك على مستوى السلطنة وذهبت سمية إلى دولة الإمارات الشقيقة لتمثل السلطنة من بين 13.5 مليون مشارك، وتأهلت حتى وصلت للنهائيات بين 14 مشارك حتى صار اسمها بطلة السلطنة واشتهرت بعبارتها "مهما تحطّمت أقدامي لن أنثني عن إقدامي"
سمية شاعرة المستقبل
تقول المفرجية إنها بدأت بكتابة الشّعر في الصف العاشر وكانت تكتب الشعر العمودي، ولكنها لم تكن بدايات واضحة تماما، فيما بعد في السنة الثانية من الجامعة بدأت بكتابة الشعر الحر وبعد ذلك انتقلت لكتابة شعر النّثر. وعند سؤالي لها بما الدافع الذي جعلها تبدأ بكتابة الشّعر؟ أجابت: "كان بيني أنا وزميلتي تحدّيا لكتابة الشّعر إلى أن أصبحت رسائلنا عبارة عن رسائل شعرية، فتكتب هي أبياتا وأنا أكتب أبياتا أخرى على إثرها" وتضيف المفرجيّة بأنّها نشأت بين أسرة شاعرة ومحبة وهاوية للشّعر فوالدتها كانت تتحدث معهم بلغة الشّعر منذ أن كانت صغيرة، كذلك الرحلات البرية الطويلة كانت تتخللها قصائد طويلة. كذلك تضيف أنّ كثرة قراءتها للشعر جعلتها تستطيع التمييز بين القصيدة الموزونة وغير الموزونة عند سماعها لها فقط أو قراءتها. وتضيف أنّ الشّعر إمّا أن يشجيك أو يبكيك أو تتوجع، وهو وسيلة للراحة.
لماذا تقرأ سمية!
تقول لأنني لا أحب أن أعيش في هذه الحياة دون أن أعرِف ولا أحب أن أموت دون أن أُعرَف. وفيما بعد أصبحت أقرأ بشكل أكبر لأنّه من الحماقة أن أخرج من هذا العالم بالعقل الذي ابتدأت به، ولأنني من أمةٍ تُنعت بأمة اقرأ. واليوم أستطيع القول إنني أقرأ حتّى أتغلّب على الشيطان وحتّى لا تتساوى الألوان لأن الذي لا يقرأ يكون في ظلمة وفي الظلمة تتساوى الألوان. وأحب القراءة في جميع الأجناس الأدبية لأنّ الأدب هو النافذة التي تنفتح علي.
وتضيف سمية أنّها تطمح أن تكونَ كاتبة كبيرة في مجال الأدب وأن تُعرف في كل مكان وأن تترك أثرا، وأن تعرّف الناس إلى الأدبِ العمانيّ وأن تحبّب الشباب والشابات للأدب.
About the Author