تعد الأزياء النسائية العمانية ضمن الصناعات الإبداعية ولها دورها الكبير في تنمية الصادرات المحلية، وكذلك تعد من ضمن التراث الثقافي غير المادي الذي يؤدي دورا فاعلا في ثقافة الأمم والشعوب، وقد تنبهت عمان إلى أهميته حيث صادقت على الاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي بموجب المرسوم السلطاني رقم 56/2005 م الصادر بتاريخ 22 يونيو 2005 م، الباحثة فاطمة بنت يوسف البلوشية رئيس قسم التواصل مع أولياء الأمور بجامعة السلطان قابوس تسعى من خلال دراسة بحثية أنجزتها بعنوان دور الأزياء التقليدية النسائية في الحفاظ على الهوية العمانية إلى الحصول على شهادة لإدراج (الأزياء التقليدية النسائية العمانية) في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي فما القصة؟
- أناقة الزي النسائي العماني
تحدثنا الباحثة فاطمة البلوشية عن بحثها فتقول: "جاءت فكرة الدراسة في العام المنصرم 2023 عندما تم اختياري للعمل كمحاضر في جامعة أوهايو ويسليون بالولايات المتحدة الأمريكية وطلب مني في ذات الجامعة تقديم محاضرة عن الثقافة العمانية وتمكين المرأة، وأتذكر تماما بأني ارتديت الزي العماني التقليدي، وأثناء تجولي في حرم الجامعة متجهة إلى القاعة، وأنا تتهافت علي كاميرات التصوير من قبل الطلبة والأساتذة الأكاديميين، ويسألون عني، ومن أي دولة جئت؟ وكانت أناقة الزي النسائي العماني المرصع باللؤلؤ والكريستال مصدر جذب كبير لهم، حينها شعرت بالفخر الشديد بأنني عمانية وأنا خارج عمان، علما بأن عميدة الجامعة طلبت مني شراء الزي العماني الذي أرتديه، من هنا جاءت فكرة الدراسة البحثية وكان السؤال الذي شغل بالي طويلا."
وعن دور الزي العماني في الحفاظ على هويتنا العمانية ذكرت: "هو الشغف من وراء إجراء الدراسة البحثية الحالية، وهدفي من الدراسة بحكم أنني مصممة أزياء وصاحبة العلامة التجارية دار بلزا للأزياء والعبايات، هو فحص وتقييم محاولات التجديد والابتكار في الأزياء التقليدية العمانية للحفاظ على الهوية في زمن العولمة. وكذلك الكشف عن دور الأزياء التقليدية النسائية مصنفة حسب محافظات السلطنة في الحفاظ على التراث المادي الشعبي من الاندثار والضياع."
وأضافت: "تم جمع البيانات عن طريق الاستبانة والتي تضمنت ثلاثة محاور وتم توزيعها على (300) امرأة موزعة على كل من (محافظة مسقط- محافظة الشرقية- محافظة ظفار – محافظة البريمي – محافظة الباطنة)، كما تم عمل المجموعات البؤرية مع المصممات العمانيات."
عن التحديات التي واجهتها قالت: "لله الحمد والمنة لم تواجهني أي صعوبة، وإنما وجدت ترحيبا كبيرا من قبل محافظات عمان أثناء جمع البيانات، وإعجابهم بمحتوى الدراسة ومحافظتهم على الزي العماني حتى في اللقاءات والتجمعات اليومية وهذا بأمانة مدعاة للفخر."
عن نتائج الدراسة قالت: "حسب ما توصلت إليه نتائج الدراسة، أن الحفاظ على الأزياء التقليدية وسيلة تساهم في تأصيل الهوية والمواطنة عند المرأة العمانية، 65 % من أفراد العينة أشاروا إلى تمسك فتيات المجتمع العماني باللبس التقليدي في المناسبات الاجتماعية كالأعراس وحفلات الميلاد (حول حول) والأعياد.
ونسبة 60 % من أفراد العينة أثبتوا تمسك المجتمع العماني بالعباية التقليدية مع إدخال الزخارف المبتكرة عليها وأن ظهور السيدة الجليلة بالزي العماني التقليدي هو ما جعل المصممات العمانيات يتنافسن على التفنن والتجديد في الزخارف المبتكرة.
أما بالنسبة للفئة العمرية (15-25) وهي الفئة التي تبحث عن موضة العصر في الملابس أكثر عن الزي العماني التقليدي، إلا أن 80 % من أفراد العينة يؤكدن تعلقهن وحبهن الشديد للزي العماني أسوة بالسيدة الجليلة وظهورها الأنيق بالزي العماني التقليدي في جميع المناسبات الاجتماعية.
وإن نسبة 50 % أفادوا بتمسك الفتيات العمانيات بالزي العماني التقليدي في ثبات لمواجهة متغيرات العصر وتحديات موضة زمن العولمة مؤكدين أنه يمثل أحد أوجه الموروث الثقافي للمحافظة على العراقة والأصالة بسلطنة عمان في ظل التطور المتسارع في نمط الحياة الاجتماعية. وبلغت كذلك نسبة 70 % من النساء العمانيات يؤكدن بأن الزي العماني التقليدي له مميزاته وشكله الأنيق وهذا لصالح الفئة العمرية 40-. 50"
شهادة لإدراج في قائمة اليونسكو
وذكرت الباحثة: "تمت الاستفادة من الدراسة في إدراج الأزياء النسائية العمانية ضمن الصناعات الإبداعية ودورها الكبير في تنمية الصادرات المحلية، وكذلك في مرحلة الحصول على شهادة لإدراج (الأزياء التقليدية النسائية العمانية) في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، وإنشاء مركز أو هيئة متخصصة لعرض الأزياء التقليدية للسيدة مزون والسيدة الجليلة عهد بنت عبد الله البوسعيدية للحفاظ على التراث المادي الثمين وتعريفه للأجيال الجديدة، وكذلك أهمية إدراج الأزياء التقليدية العمانية في منهج الدراسات الاجتماعية، تعزيز إجراء البحوث الأكاديمية المهمة التي تركز على تعزيز ثقافة التراث المادي."