الشهرة والكتاب
- قيس بن خليفة الخزيري/ اختصاصي مناهج تعليمية.
قال لي أحد الكُتّاب: لم أَبِع إلا القليل من كتابي على الرغم من أهميته، وقد جلستُ أعده لسنوات حتى يخرج بهذه الصورة القشيبة، قلت له: لو كنتُ مشهورًا لنفذت جميع نسخ الكتاب في وقت قصير.
المشهد يتكرر ليس عند فلان أو علّان، بل أصبحتْ اللغة المرئية والمتحركة تسيطر على الجانب المعرفي أكثر من الكتب نفسها، فتوسع المعرفة، وتنوّع طرقها وإشكالاتها، لم تجعل الكتاب الوسيلة المرجعيّة لها فحسب، وأذكر أحد الدكاترة في المراحلة الدراسيّة الأولى، كان يُؤكِدُ لنا العودة إلى الكتاب المطبوع، أمّا الآن اختلف الوضع فهو يذكر لنا ويشجعنا على العودة إلى المصادر عبر شبكة المعلومات العنكبوتية (الإنترنت)، لأنه أسرع وأكثر اختصارًا.
ولا غرابة أن نجد بعض الشخصيّات المشهورة في شبكات التّواصل وغيرها (السوشال ميديا) يجمع بعض الأوراق والصور المزخرفة ويضع عليها اسمه، فما تلبث تلك الطبعة في دقائق معدودة تنتهي، وهذا ما يُعرف اليوم في عالم معارض الكتب بالتسويق للكتاب.
أذكر في مرة من المرات أن الشيخ سيف الهادي ذكر كتاب "رحلة عقل" في مقطع تمّ تصويره في كلية من الكلّيات العلميّة، ثم انتشر المقطع بصورة كبيرة بعد قطعه من المحاضرة، وتحرك الكتاب في معرض الكتاب، بعدما كان حاله كحال الكثير من الكتب القيمة المحتاجة لمن ينفض الغبار عنها.
وهنا يبرز دور الكاتب في تسويقه لكتابه ونشره، ورُبّ كتاب لم تسمع عنه، خير من كتب كثيرة قد تكون اشتريت بعضًا منها بسبب شهرتها وعنواناتها الجذّابة.
أيّها القارئ الكريم، قبل شراء أيّ كتاب انظر واسأل وتفحّص وتأمل، ثمّ بعد ذلك قرر هل تشتري الكتاب أم لا؟ فقد رُوِيَ عن علي بن أبي طالب قوله: (لا تنظر إلى من قال، بل انظر إلى ما قال).
About the Author