X638311283768843821

 



Banner-02

لنصنع أثرا إيجابيا

01 Mar, 2020 |
  • عائشة بنت أحمد البلوشية ـ كاتبة عمانية.

إن أول ما نزل من السماء على رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه وآله، وحمله الروح الأمين جبريل ـ عليه السلام ـ من ربه كانت كلمة (اقرأ) 1: سورة العلق، وكانت هذه الكلمة هي بداية بعثة نبينا، (صلى الله عليه وعلى آله سلم)، وما ذلك إلا دليل على عظم هذه الكلمة، وأن القراءة هي ذلك الأفق الرحب الذي لا ينضب، فمعلوماته حاضرة ومفرداته غزيرة، وما علينا سوى الترحال في دروبه الخصبة.

أعشق القراءة منذ طفولتي، ويمكن تصنيف جيلي والأجيال ما قبل الثورة الرقمية، بأننا مخضرمو الذائقة القرائية، فنحن ننتمي إلى جيل الكتاب الورقي، الذي كنت وما زلت أعيش عالمه الرائع إذ كنت أربط بين الكتاب الذي أقرأه أو العالم المحيط بي، وهذا النوع من القراءة يجعل الخيال خصبًا، ليأخذنا الكتاب بين سطوره إلى أجوائه، فالرواية تأخذنا، والعلوم تسحرنا، والآداب تلهب مخيلتنا، فتجعل بيننا وبين الكتاب الذي بين أيدينا جوًا متناغمًا من الحميمية، وربما كان هذا هو سر ارتباطي بالكتاب الورقي، كما كانت لي حظوة العيش في زمان الكتاب الرقمي، والتعرف على كتب العالم الافتراضي، ورغم أنني اطلعت على الكثير من الكتب الرقمية، بسبب طبيعة العمل أو لأغراض دراسية أو بحثية، والقليل من الكتب بغرض المطالعة، فإنني لا أعيش معها تلك الحالة الماتعة التي أستطيع أن أعيشها مع الكتاب الورقي.

سابقًا كنا ننتظر معارض الكتاب المختلفة لنشتري ما نريده من الكتب، وكنا نطلب من الطلبة والطالبات الدارسين في البلاد المختلفة أن يجلبوا لنا قوائم بعناوين كثيرة، حتى أصبح معرض الكتاب يقام في مسقط بشكل دوري، وأخذت المكتبات في الانتشار، لكن الجيل الحالي يعيش حظوظًا أكبر، فالثورة الصناعية الرابعة وفرت له المكتبات الرقمية الضخمة ومنها يصل لكل مصدر قرائي يرغب في الاطلاع عليه، بل إن المخطوطات التأريخية أصبحت متاحة وفي متناول لمسة الشاشة فقط، وعمومًا ليست طريقة حصولنا على الكتاب أو الوصول إليه هي المهمة، بل المهم هو أن نقرأ لنتعلم، لنرقى، لنصنع أثرا إيجابيًّا.

توقيع: "خير مكان في الدنى سرج سابح.. وخير جليس في الزمان كتاب، المتنبي"

 

 

About the Author