خمسون عامًا من العمل والمثابرة
- د. حميد بن سالم بن حمد الهنائي - مركز تنمية الموارد البشرية.
إن التخطيط السليم والتنفيذ بحكمة وأمانة تجعل النتائج باهرة، وهما ركنان أساسيان للنجاح والوصول إلى المأمول، إن خمسين عامًا عمل فيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه- كان مخططا وساعيا إلى أن تكون السلطنة في مصاف الدول الناجحة، فقد قال - طيب الله ثراه - في أوائل خطاباته: "أيها الشعب سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُّعَدَاءِ لمستقبل أفضل وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب". وهذا ما ينبغي الوقوف عليه، إنها رؤية ثاقبة في وضع أول خطوة نحو الآفاق، إنها الطموح العالي من رجل هُمام كرس جل جهده لوطنه، لقد كان يستشرف المستقبل لوطنه وشعبه، إنه الرغبة والإرادة أن يعيشوا سعداء، وهذا ارتكاز على السعادة التي ينشدها الجميع، إن سعادة المواطن أيا كان موقعه هي رؤية القائد الفذ.
والمرتكز الثاني الأساسي وهو فريق العمل الهمة والهبة من الجميع، عليهم العمل في موقع وخندق واحد لأجل هذا الوطن، فالكل يعمل بإخلاص وتفان، والكل يعمل لأجل رؤية واحدة أن نعيش جميعا سعداء، إذا هي السعادة الجماعية المنشودة وكذلك العيش بسعادة لجميع فئات المجتمع وفي أي موقع كانوا، وهذا يحتاج العمل بروح الفريق الواحد للوصول إلى هذه الرؤية والغاية الكبيرة.
خمسون عاما وبلادنا الغالية تشهد تطورا في كثير من المجالات التي لا ينكرها إلا جاحد، وهذا جاء بالتخطط السليم والتنفيذ الأمين، إن البلدان تتقدم بموردها البشري، وهنا أسجل كلمة للتاريخ أن أول اهتمام جلالة السلطان الراحل أنه فتح مجال التعليم والمعرفة للشباب وهذا لعمري هو الكنز الذي لا ينضب إذ أتت ثماره، فالآن ونحن بعد خمسين عاما نرى العماني في كل فن وفي كل مجال لديه المهارات ولديه الخبرات وذلك بفضل إتاحة فرصة العلم في شتى صنوف المعرفة.
وهنا ينبغي الوقوف على مرتكزات هذه النهضة المباركة والمحافظة عليها والوقوف على ثوابتها، والتجديد والتطوير وهذا يشمل المراجعات والتقييم المستمر والتطوير، ولا شك أن رؤية عمان 2040، تأتي تتويجا للحكمة الغالية التي هي وسام شرف لكل عماني بأمر مولانا الراحل أن يشارك ويساهم الجميع في رسم التطلعات والغايات للمرحلة القادمة، ولا شك أنها مرحلة مهمة للغاية تحتاج منا جميعا أن نقرأ مضامين عمان 2040 ونضعها نصب أعيننا ونساهم في التنفيذ الأمين الذي سيكون له دور كبير في صناعة النهضة المتجددة بقيادة مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - الذي أشار في أول خطاب له على المرتكزات الأساسية للمرحلة القادمة التي هي بحاجة لتكاتف الجميع لتكون عُماننا أقوى وأمضى.
About the Author