X638311283768843821

 



  

Banner-02638735669713724437

 

كورونا ونظرية البجعة السوداء

20 Apr, 2020 |
  • أماني بنت خصيب الجلبوبية / دائرة الموارد البشرية.

من أدب الزمان أن يتحدث الإنسان عما يُشغل الناس في مجالسهم ومنتدياتهم، فلا حديث في العالم إلا عن فيروس كورونا تلك الجائحة العالمية التي قلبت موازين الدول في كافة المجالات. كتب قديما الاقتصادي والمفكر اللبناني الأميركي نسيم نيقولا طالب في كتابه (البجعة السوداء) - وهو كتاب يختصر تداعيات الأحداث غير المتوقعة - أن نظرية البجعة السوداء تتلخص في أن البجع لونه أبيض فقط حتى ظهرت فجأة بجعة سوداء في أستراليا مشيرًا من خلال نظريته إلى أن الاحداث قد تحدث فجأة بدون سابق إنذار، وهذا ما حدث خلال السنوات الماضية، ففي عام 2009 أُصيب العالم بما يعرف بأنفلونزا الخنازير ( (H1N1) ثم توالت الأمراض، ففيروس COV SARS-2 الذي تسبب بفيروس COVD-19 وهو ما يعتقد العلماء أنه جاء من الخفافيش وانتقل إلى حيوان آكل النمل الحرشفي مرورا بالإنسان، وهذه الفيروسات تسمى ((ZOONOTIC VIRUSES وهي فيروسات من أصل حيواني . وهو ما يشهده العالم الآن.

يعد فيروس كورونا أكبر درس للبشرية في جوانب عدة أتت بلا موعد أصاب العالم بالهلع والذعر، لم نتخيل يوميا أن تغلق الحدود وتتوقف حركة السير ويحجر الناس في منازلهم وتتفاقم أعداد الوفيات والإصابات في فترة قياسية قصيرة جدا. لم تكن الإجراءات الاحترازية مشددة، في بداية الأمر اعتدنا على تلك الأمراض التي تأتي لموسم معين وتنجلي لكن فيروس كورونا جعل العالم في حالة من الخوف، خصوصا ما حدث في الصين تليها إيطاليا وأسبانيا، والشيءُ بالشيءٍ يُذكر ففي عام 1918 انتشر بما يسمى Spanish flue حول العالم وأصاب تقريبا 500مليون شخص وذهب ضحيتها ما يقارب 50مليون شخص أو أكثر، فمثلا في سان لويس وبالتحديد في ميسوري تم منع حظر التجمعات البشرية وأغلقت النوادي والمسارح والمطاعم، أما في فيلادلفيا فتم الاستهانة بالأمر إلى أن بدأت الضحايا تتساقط وتكدس المرضى دون اهتمام بسبب الضغط على الطاقم الطبي جراء تلك الأزمة وهذا فعلا ما حدث في إيطاليا.

بغض النظر عن الخسائر التي تكبدتها الدول في الموارد البشرية والاقتصادية جراء هذا الأمر غير المتوقع، إلا أن هناك تأملات من ذلك الجند الخفي الذي لا يُرى ولسان حالنا يتمتم بأن القوة لله جميعا. فالصين ذلك المارد والبؤبؤ الصناعي الذي سيطر على العالم رفع الراية البيضاء أمام هذا الفيروس، تليها الدول العظمى كنيويورك تعاني من هذه الجائحة العالمية.

من يقرأ التاريخ سيجد أن الدول والشعوب مرت بما هو أشد وأنكى من هذا لكن تغلبت عليه بعد تضافر الجهود واتباع الطرق الوقائية السليمة، لذلك القاعدة في مثل هذه الأزمات تقول بأن (كُل مر سيمر)، من زاوية أخرى هناك سنة كونية قد غفل عنها الكثيرين وهي أن الأيام تتقلب والأيام تدور فلا تثق ولا تطمئن لحال، إلى جانب نعمة العافية التي إن سلبت منك سلبت منك الحياة. فوقت الأزمات يتجرد الإنسان من حوله وقوته إلى حول الله وقوته، فالتعامل مع الأزمات الطارئة يحتاج أن تتحرك بسرعة فالكل مسؤول أفرادًا وحكومة للعمل بتضافر الجهود للسيطرة التامة على هذا الوباء، وذلك من خلال اتباع الإجراءات الصادرة من الجهات المختصة حيال التعامل مع هذا الفيروس. أسال الله الرحيم أن يرفع عنا الغمة وترجع الحياة مثل ما كانت بل أفضل منها، فكل خير يولد من بطن المحن.

 

 

About the Author