X638311283768843821

 

 

Banner-02

 

 

 

نحلة واحدة لا تجني العسل

21 Oct, 2019 |
  • أماني بنت خصيب الجلبوبية/ دائرة شؤون الموظفين.

هناك مثل روسي شهير يقال فيه: "لا يبنى الحائط من حجر واحد".

"يد واحدة لا تصفق" مثل شائع في استخدامنا اليومي، والمعظم يؤمن به وأنا شخصيًا أومن بأن اليد الواحدة لو صفقت لكان تصفيقها ضعيفا جدًّا.

ولو تأملنا حولنا لوجدنا أن كل شيء يحتاج إلى شيء لكي يكمله.

ولو نظرنا بتبصر لوجدنا أن السماء لن تمطر إلا بتراكم الغيوم، والنحل لن تنتج العسل لولا رحيق الأزهار، والزرع لن ينمو ويثمر لولا نور الشمس.

ألم تتساءل يومًا لماذا كل شيء حولنا يحتاج إلى شيء لكي يكمله؟.

فلا يوجد شيء في هذا الكون وجد بلا سبب وإن وجد فلابد من وجود سبب لكي يكمل ما بدأ له، فمثلًا الطبيب الفرنسي رينيه لينيك لم يتمكن أن يخترع السماعة الطبية لولا مريضته.

أرخميدس صاحب قانون الإزاحة ما كان ليعرف كيف يصل لهذا القانون وينادي: وجدتها وجدتها، لولا تاج الملك الذي طلب منه التأكد من نقاء معدنه إذا كان ذهبًا أم لا بدون أن يذيبه.

كل شيء يحتاج إلى سبب حتى يبدأ، وكل شيء يحتاج إلى مكمل حتى يستمر.

اسال نفسك ما الشيء الذي يكملك ويعطيك سببًا للبقاء في هذا الكون؟

من بيننا كثير من الأشخاص الذين يلومون أنفسهم لعدم إتمامهم إنجاز أو إتمام شيء معين ويعيشوا تحت دائرة الملام الأكبر.

انتبه!

فليس كل شيء أنت السبب وليس كل تقصير من جانبك فقط، فبعض الأخطاء نحن شركاء فيها.

الحياة بطبيعتها توازن وتعاون ومشاركة، والبعض من يريد أن يلعب كل الأدوار بشكل فردي، فيريد أن يكون الفارس والفرس معًا، يريد أن يتفوق في كل مجالاته بدون تقصير وبدون خطأ أو نسيان وهذه الفئة من الناس يكسب وحيدا ويخسر وحيدًا.

فهذا النوع من البشر لا يتذوق طعم الحياة، لأنه فقد لذة التعاون والمشاركة.

إذا كنت واثقًا من نفسك وقمت بجهدك، فعليك أن تختار الشريك الصحيح لكي تنجز مهامك.

اسال نفسك في كل مرة تقسو بها على نفسك وتشعر بالضعف في كل مرة تتردد، تتأخر، تحزن.. اسال نفسك هل أنا المذنب؟

لا يوجد شيء على وجه الأرض يصمد لوحده كثيرة هي الأشياء حولنا تنهار على الرغم من شموخها وصلابتها إذا لم تكملها أشياء أخرى.

لا تكون ضد قانون الكون فلن نستطيع الانتصار على أرض بدون أسلحة وجنود، لا يمكنك أن تؤدي جميع الأدوار في حياتك بمفردك على خشبة مسرح الحياة.

نحن نعيش حتى نكمل بعضنا الآخر وتتقاسم الأفراح والأحزان.

القيمة الحقيقية للحياة تبلغ ذروتها عندما تشارك قيمتها مع الآخر.

الحياة مشاركة لو ملك الإنسان كل ما في الحياة وعاش الحياة وحيدًا تبدو جميع الأشياء لديه رخيصة.

About the Author