الهُوية والاندماج الثقافي
كتب: لبيد العامري
قدمت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بالتعاون مع اللجنة الثقافية لمعرض مسقط الدولي للكتاب 2023 جلسةً حواريةً بعنوان "الهُوية والاندماج الثقافي: تجربة تنظيم كأس العالم في قطر نموذجًا"، وذلك بقاعة أحمد بن ماجد ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب 2023.
أدار الحوار عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس الدكتور نبهان بن حارث الحراصي، مع مضيفه الدكتور نايف بن نهار مدير مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة قطر.
استُهلت الجلسة بمقدمة للدكتور نبهان الحراصي؛ قدّم فيها تعريفا لمفهوم الهُوية وأبعادها المختلفة إزاء العصر الحديث، والتحديات التي تواجهها على خلفية التطور الشاسع في زمن العولمة.
وفي أصل مصطلح الهوية يقول الدكتور نايف: "إذا أردنا أن نشتبك منذ البداية في أصل هذه النسب؛ فقضية الهوية عندما تنسب إلى (هو) أعتقد أنه أمر غير دقيق، المفترض أن تنسب إلى (الأنا)"، معللا ذلك: "لأن الهُوية كلها بحث في الذات والأنا مقارنة بالآخر، فإذا أردنا أن ننسب نسبة صحيحة فلربما الأفضل أن نقول الأنوية وليس الهوية".
كذلك تتطرق الدكتور نايف إلى كثرة النقاش حول مسألة الهوية في عصرنا الحالي، وهو أمر يراه ذات أهمية، وأرْجع ذلك إلى سببين رئيسين هما: الغربنة والهويات الوطنية.
كما اقترح الدكتور تعريفا للهُوية كإجابة لسؤاله ما معنى الهوية، فيقول: "الهُوية هي مجموعة صفات، كسبية وغير كسبية، التي تميز ذاتا جماعية عن نظائرها".
وفي جانب آخر يصفه الدكتور بالجوهري يقول: "أنت لا تختار هوياتك، لكن لك الحق في ترتيبها"، ويرى الدكتور أن للهوية نوعين؛ محرضة للتفكير وأخرى محرضة للتعبير.
وعن فرض الثقافة الغربية هيمنتها على استضافة قطر لكأس العالم، قال
"أهلا بالنقد، لكن لا تأتِني وأنت زيدٌ وأنا خالدٌ أو عبدٌ عندك، لا تأتِني معلمًا وأنا التلميذ.. من أنت حتى تأمرني وتملي علَي ما أفعله!". وأشار الدكتور إلى ضرورة العمل على مواجهة الهيمنة الأوروبية متخذا من النموذج الجزائي مثالًا على ذلك، وفي ذات الوقت أكّد على دور الآخر فقال: "الآخر مهم جدا لتكوين هويتنا".
وأخيرًا أوضح الدكتور الأسباب والتناقضات الغربية إزاء الحملة ضد استضافة قطر لكأس العالم، موضحا أن اليابان وكوريا لم تتعرضا لمثل هذه الحملة في استضافتهما لكأس العالم.
تصوير: لبيد العامري
About the Author