بالتعاون بين الجامعة ووزارة التنمية الاجتماعية أقيمت فعالية " حوار اليافعين" بعنوان " التنشئة التربوية
السليمة لليافعين ودور المرأة العمانية " في مقر مركز عمان للمؤتمرات والمعارض تحت رعاية سعادة الشيخ راشد بن
أحمد الشامسي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، ومشاركة 200 من طلاب جامعة السلطان قابوس بهدف تعزيز قيم التنشئة
التربوية لليافعين في سلطنة عمان، وتعزيز قدراتهم في المشاركة المجتمعية ، ودعم قدراتهم في القضايا المحلية ذات
الصلة، وناقش المشاركون فيه الأدوار المنوطة بالمرأة العمانية نحو تنشئة اليافعين والعوامل المساعدة لأدوارها في
سلطنة عمان، وشبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها في التنشئة القيمية لدى اليافعين.
وانطلق " حوار اليافعين"
بكلمة وزارة التنمية الاجتماعية، وقالت خلالها السيدة معاني بن عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية
الأسرية بالوزارة: إننا نعيش عالم التكنولوجيا واسع الآفَاق، ومتجاوز الحدود، ومتسارع التطور، ومختلطًا بين
الحقيقة والافتراض، وهنا لا بد من تهيئة المناخ الملائم لهذه الفئة لأجل استثمار طاقاتهم خدمة لعمان ، وهذا ما
سعت وتسعى إليه الحكومة الرشيدة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه
الله ورعاه - ، ومستشهدة - في كلمتها - بما أكد عليه جلالته خلال لقائه بشيوخ ولايات محافظتي الداخلية والوسطى
بحصن الشموخ العامر بولاية منح في الرابع من شهر يناير لهذا العام ، حيث قال : " تربية الأبناء لا تتم عبر شبكات
التواصل، تربية الأبناء هي جزء من أصل المجتمع العماني، عندما يتشرب أبناؤنا عاداتنا وتقاليدنا، والتمسك بالأسرة
والمجتمع سبيل نجاح المجتمع، طبعًا التقنية أصلها خدمة البشرية، لكن للأسف استغلت بطريقة سلبية جدًا، وأثرت على
النشء، ليس في بلدنا فحسب، فكل أنحاء العالم يعاني منها، لكن علينا أن نحافظ على إرثنا وترابطنا الأسري لتربية
أبنائنا التربية الصالحة، فبناء الأوطان من بناء الشباب " ، وأيضًا ما تضمنته رؤية " عمان 2040" في محور الإنسان
والمجتمع، ونأمل من تخصيص هذا الحوار الخروج برؤى وأفكار تسهم في تحقيق التنمية الأسرية، وتلامس طموحات هذا
الوطن العزيز.
عقب ذلك أكدت المكرمة الدكتورة ريا بنت سالم المنذرية -أستاذ مشارك بكلية التربية في الجامعة
وعضوة مجلس الدولة خلال تقديمها وإدارتها لمحور الحوار الأول على ضرورة تصحيح النظرة إلى الأبناء من حيث أنهم
ثروة وطنية، والعمل على تشخيص التحديات بالاقتراب النفسي والفكري المناسب لهم، كما تحتاج المرأة إلى مواكبة
المستجدات والمتغيرات المتعلقة بتربية الأبناء من خلال القراءة والاطلاع الذي من شأنه العمل على تقليل الفجوة
بين الآباء والأبناء ، وذلك كي لا ينصدم الأبناء لاحقًا بالواقع المعاش في حال حرمانهم من احتياجاتهم أو
متطلباتهم التي تمليها عليهم متغيرات الحياة، كما اشارت إلى أهمية دور المرأة التربوي في تصحيح الأخطاء
المفاهيمية، والمساعدة في قراءة ما يدور من أحداث، والعمل على تشجيع ودعم الأبناء، وعليه يتوقع من ذلك ظهور
الأبناء بشخصية مؤهلة للحياة بأكملها من حيث امتلاك الثقة والتفاعل الواعي مع البيئة المحيطة، والقدرة على
امتلاك مهارات الحوار والتمكين.
كما تناولت الدكتورة تسنيم بنت إبراهيم الشكيلية من جامعة السلطان قابوس خلال
إدارتها للمحور الثاني في هذا الحوار تعريف وأهمية وإيجابيات شبكات التواصل الاجتماعي، والقيم وأهميتها
وأنواعها، وتأثير شبكات التواصل الاجتماعي على التنشئة القيمية، واستعراض الدراسات البحثية حول هذا الجانب، إلى
جانب دور المرأة العمانية في وسائل التواصل الاجتماعي